—     العوامل المؤثرة في عملية الادراك:

   يتأثر إدراكنا بجملة من العوامل منها ما له علاقة بذواتنا وخصائص شخصيتنا. ومنها ما له علاقة بطبيعة الموضوعات او المثيرات الخارجية المدركة والمواقف المعاشة.

العوامل الذاتية المؤثرة في الاداراك:

 وهي تتعلق بكل ما له علاقة  بدوافع الفرد اتجاهاته ورغباته وانفعالاته عواطفه ومشاعره، وحالته لنفسية والميزاجية اثناء التفاعل مع المثيرات الخارجية. ويمكن تصنيفها كما يأتي:

1ـ الحالة الانفعالية :

          تؤثر المواقف الانفعالية المختلفة التي يمر بها الفرد في وضعيات ومواقف حياتية مختلفة مثل:

    كحالات القلق والغضب والخوف والحزن والفرح وغيرها في طريقة إدراك الفرد للمواقف والمثيرات التي يواجهها.

    فإدراكنا للعالم الخارجي لا يكون ثابتا ، بل متغيرا حسب الأحوال النفسية والانفعالية التي نمر بها

ففي حالة الحزن ندرك العالم كئيبا اسودا، أما في حالة الفرح نراه جميلا و ملونا . و في الخوف نراه مرعبا و هكذا..، و أما الأشياء التي لا تثير انفعالاتنا تبقى خارجة عن ساحة الإدراك .

 يقول ميربونتي (العالم ما أعيشه وأحياه)

2ـالعواطـــــــــف : وهي تخص حالات الفرح والحزب والحب والكراهية.

     ـ يتضح لنا أن الشخص الذي نحبه مثلا لا ندرك فيه إلا المحاسن والايجابيات،

     ـ أما الشخص الذي نكرهه لا نرى فيه إلا المساوئ والسلبيات،

 مثلا : نجد نظرة الأم إلى ابنها تختلف كل الاختلاف عن نظرة الغير له نظرا لميلها العاطفي نحوه.

   ونظرة الرجل لزوجته تختلف عن نظرة الآخرين إليها.

3ـ الاهتمامات والميول والرغبات والتحيزات:

الإنسان يدرك بسهولة الأمور التي تتفق مع اهتماماته وميوله ورغباته.

 أما الأشياء التي تتعارض مع ميوله فلا يدركها إلا بصعوبة او يدركها مشوهة او ناقصة.   مثال: اختلاف إدراك الفنان إلى االغابة تنصب على الألوان والأضواء ومدى تناسبها ، أمأ القائد العسكري يراها ان كانت تصلح لإعداد خطة حربية معينة ومع النجار وغيره.

 كما ان الشخص المحايد اتجاه قضايا معينة يكون إدراكه مختلفا كلية عن المتحيزين والمنتمين إليها.

4      ـ الحساسية الانتقائية:

     ويقصد بها أن الخبرات السابقة التي تلقاها الفرد أو الأفراد من البيئة الاجتماعية بفعل التنشئة في مختلف المؤسسات كالآسرة والمدرسة والاعلام والمسجد والجمعيات وغيرها.  أين تنمو لديه اتجاهات ويكون مواقف واحكام مسبقة اتجاها مواضيع اشخاص وجماعات او ايديولوجيات وديانات او مذاهب وغيرها.

    حيث تثير حساسية إدراكية وقتية مختلفة لديهم في بيئة معينة نحو بعض الأشياء أو الأشخاص أو الموضوعات . مثل حساسية بعض الأفراد لسكان مناطق معينة أو لحركات أو لجماعات إسلامية،أو دينية وحساسية أفراد هذه الجماعات أو الحركات لموضوعات الاشتراكية أو للتيارات اللائكية أو الشيوعية.

5- المنظومة القيمية:

     فطبيعة القيم والمعتقدات والمبادئ التي يؤمن بها الفرد في إدراكه للعديد من المواقف والمثيرات وفي طبيعة المعاني التي يعطيها لها, تؤثر في عملية إدراكه للكثير من القضايا.

   فالشخص المتدين على سبيل ينظر إلى القضايا الوجودية بطريقة مختلفة عن تلك عند الرجل العلماني.

 كما ان الذين يعيشون في بيئة محافظة والمتشددين يفسرون الأحداث والمشكلات والقضايا بطريقة مختلفة عن الذين عاشوا في بيئة متحررة . وهو ما يسمى بالادراك الاجتماعي لأمور الحياة .

6ـ درجة الانتباه :

  يعتمد إدراك كل فرد على درجة الانتباه التي يوليها إلى المثيرات أو المواقف.

   فكلما كانت درجة الانتباه كبيرة لدى الفرد كان إدراكه للمثيرات أسرع وأفضل. والعكس صحيح.

العوامل الموضوعية المؤثرة في الادراك:

  ويقصد بها أساسا الامور التي لها علاقة بخصائص المثيرات الخارجية والمواقف المعاشة من خلال التفاعلات الاجتماعية في مختلف الظروف والوضعيات.

 1ـ ـ عامل المثير : ويسمى أيضا العامل الموضوعي الذي يرتبط بخصائص مثيرات العالم الخارجي من حيث الشدة والبروز أو الكثرة والقلة والتي تلفت انتباه الفرد أكثر من الأخرى وتجعل إدراكها أسهل من غيرها. حيث كلما كان الشيء بارزا كلما لفت الانتباه وسهل ادراكه اكثر من غيره.

2ـ حجم المثير  :

كلما كان المثير كبيرا وبارزا واضح المعالم كلما كان إدراكه بصورة سهلة وبطريقة ايجابية مثل:

   إدراكنا لشاحنة أسهل من دراسة او سيارة سياحية.

 إدراكنا للجبل أسهل وأسرع من إدراكنا للربوة او الهضبة.  ـ

إدراكنا لجماعة من الناس، حيث كلما كان هناك تجمع للآشخاص في مكان ما كلما لفت الانتباه مقارنة بتواجد افراد متفريقن في مكان معين كلما يسر عملية الادراك لوجود أمر ما.

   3ـ شدة المثير:

      كلما كان لمثير شديدا من حيث الصوت او اللون كلما كان إدراكه أسهل و أسرع من المثيرات الخافتة او الضعيفة الشدة صوتيا او بصريا.  كإدراكنا لضوء الشمس الساطع.

  أضواء السيارة في الظلام أشد من أضواء المصابيح المنزلية.

  أو صوت دوي انفجار او صراخ وغيرها مدوي.

4 ـ عامل التنظيم:

كلما كانت المثيرات الحسية المعرضة للفرد منظمة ومرتبة كلما سهل إدراكها وفهمها واستيعابها أحسن من الأشياء غير المنظمة. 

     كإدراك جمل مصاغة بشكل فني و لغوي سليم.  كالآبيات الشعرية مثلا أو آيات قرآنية.

   وديكور أثاث البيت. أو كتنظيم السلع والآلبسة في المحلات  وتنظيم  الكتب في المكتبات بشكل يسهل الولوج اليها والتمييز بينها من حيث الاختصاص والمجالات والمحاور ووووو المؤلفين وغير ذلك.

5ـ التناســق:

    حيث كلما كانت الأشياء والأشكال والأصوات متناسقة في الألوان والأحجام او النغمات وليس فيها فوارق كلما ادركت على انها وحدة كاملة.

   كالمقاطع الموسيقية .  الذبذبات الصوتية لخرير الماء أو زقزقة العصافير.

  أو البذلة ذات الألوان المنسجمة.(سامي عبد القوي، 2010 ص104)

المراجع:  

ـ رافع نصير الزغلول،عمار عبد الرفيع الزغلول،(د,س) علم النفس المعرفي، دار الشروق للنشر والتوزيع، الآردن.

ـ فخري عبد الهادي،(2010). علم النفس المعرفي، ط1، دار أسامة للنشؤ والتوزيع  عمان الاردن.

 . عدنان يوسف العتوم، 2004. علم النفس المعرفي بين النظرية والتطبيق، دار المسيرة للنشر والتوزيع. عمان الآردن

ـ سامي عبد القوي، 2010 ، علم النفس العصبي،ط2 مكتبة الانجلو مصرية، مصر.

Modifié le: Saturday 23 May 2020, 10:17