تمهيد:

 ان براعة ابن خلدون في المقدمة لا تقف عند المحتوى وحده ، ولكنها تتمثل في المنهج والمحتوى على حد سواء

انه يضمنها كل ما يتصل بالعمران  الانساني من اسس و قواعد وتفريعات وتحليلات واستقراءات ونتائج ، الشئ الذي جعل منها الاساس الاول لما قد عرف فيما بعد بعلم الاجتماع.

ومحتوى المقدمة يضع ابن خلدون في مقام الريادة الفكرية والقيادة الذهنية لعلم العمران البشري الذي عرف مؤخرا بعلم الاجتماع .

اولا : في العمران البشري على الجملة ، واصنافه وقسطه من الارض :

  وفيه يقرر ان الاجتماع الانساني ضرورة لا مفر منها ، كما يتحدث حديثا جغرافيا طويلا يفصل فيه القول عن البيئة الجغرافية ، واثرها في اخلاق الناس والوانهم وطبائعهم واساليب حياتهم وطرائق معيشتهم ، ثم يستطرد الى تناول موضوعات : الوحي والرؤيا والتنبؤ بالغيب والنبوة ، والكهانة ، والتصوف .

ثانيا : في العمران البدوي وذكر القبائل و الامم الوحشية :

وفيه دراسات عن الشعوب البدوية ، و نشاتها و الوان من حياتها وطبائعها، واساليب الحكم والسياسة المرتبطة بها

ثالثا : في الدول ، والخلافة ، والملك ، والمراتب السلطانية :

وفيه يعرض المؤلف لشؤون الحكم والسياسة بكثير من التفصيل ، وفيه ظهر نظريته في الامامة والخلافة وولاية العهد والقضاء والوزارة والدواوين وما اليها .

رابعا : في العمران الحضري والبلدان و الامصار :

يتحدث فيه عن  نشاة المدن  و الامصار ومواطن التجمع البشري ، ثم يفرد حديثا للمدن وما تتميز به من ناحية العمران والحياة الاجتماعية والنشاط الاقتصادي والتطور اللغوي .

خامسا : في الصنائع والمعاش والكسب ووجوهه : 

يتحدث فيه عن المعاش واصنافه ومذاهبه ، من وظائف متعلقة بالدين ، كالقضاء والافتاء والتدريس ، واخرى كالفلاحة ، والتجارة والصناعات التي يعدد انواعها ، كالبناء والتجارة والحياكة والخياطة والطب والوراقة والغناء

ويربط المؤلف بشكل اساسي بين الصناعة والمدن .

سادسا : في العلوم واكتسابها وتعلمها : 

في هذا الفصل يربط بين العلم والتعليم في العمران البشري ، ويجعل العلم من جملة الصنائع ، ثم يفصل في اصناف العلوم ، ويقسمها الى علوم القران ، وعلوم الحديث ، وعلوم الفقه ،وعلم التصوف ، والعلوم العقلية  والعلوم العددية ، والعلوم الهندسية ، وعلم الهيئة ، وعلم الطبيعيات ، والمنطق، والطب ، والفلاحة ، والالاهيات  والسحر  وقد افاض ابن خلدون في الحديث عن هذه العلوم وفروعها افاضة تدل على قدر كبير من الثقافة وطاقة ضخمة من الاستيعاب .

Modifié le: Thursday 2 March 2017, 10:42