مقدمة  

  الاستعمار قديم قدم الانسان والمجتمعات، وهو كائن طالما هناك دول ضعيفة تملك شيئا ما ، ودول لا تملك شيئا، وتوَد أن تستولي عليه.وعلى هذا الاساس نستطيع ان نعرف الاستعمار بأنه : امتداد نفوذ دولة ما الى دولةأخرى ،على أن يصحب هذا النفوذ أستغلال للارض والسكان  لصالح الدولة صاحبة النفوذ."

1-التدافع الاستعماري على آىسيا  بدأ هذا التدافع الاستعماري الغربي غلى قارة آسيا منذ اوائل القرن السادس عشر الميلادي ، عندما اثارت الرغبة  في ثروات ىسيا كل دول اوربا  ، فاعقب ذلك عصر التوسع الاستعماري ، فهيمن ال يرتغاليون  على المحيط الهادي  خلال القرن 16ن وحصلوا على "مكاو" ميناء" للتجارة. وبدأ التوسع الاسباني التجاري في الفلبين منذ حوالي 1565م.ودخل البريطانيون ن والهلنديون في مضمار التجارة الاسيوية بعد عام 1600 ثم استولوا على "مالقا" في ماليزيا حاليا  وكان مايسمى" بالاستعمار القديم"

- ومع مطلع القرن  19 برزت فرنسا وبريطانيا كقوتين استعماريتين هامتين بعد استفادتهما من ايجابيات الثورة الصناعية ، ليبدأ عهد تأسيس الامبراطوريات الاستعمارية لكلاهما  في جنوب شرق ىسيا  او ما يعرف بالاستعمار الحديث.

2- التنافس الاستعماري الفرنسي البريطاني

أ/التوسع  البريطاني

أ-1/على الهند: مع تدهور أوضاع الامبراطورية ألمغولية  استغل الفرنسيون والبريطانيون سقوطها عام 1707. وأخذوا يثبتون وجودهم الاستعماري بها  لحماية مصالحهم وتجارتهم ، ودخلوا في صراع عسكري عنيف فيمل بينهم حول الهند حول الهند  انتهى بانسحاب الفرنسيين ، وثبات السيطرة الاستعمارية الانكليزية بعد التوقيع على معاهدة باريس 1763 (حرب السبع سنوات).

وقد استغل الانكليز الهند اقتصاديا وتجاريا (تجارة التوابل ،القطن ، الحرير ) عبر شركة الهند الشرقية البريطانية التي تأسست عام 1599 ، فانتشر الفساد ، والسلب ، والظلم، والاستعباد واحتقار الهنود. فأدى ذلكالى قيام ثورة الهنود ضد الوجود الاستعماري البريطاني عام 1858.لجأت بعدها بريطانيا الى انهاء أعمال الشركة  والحاق الهند بالتاج البريطانيمنذ عام 1877، وصارت ملكة بريطانيا

تلقب نفسها باسم ملكة بريطانيا والهند واصبح حاكم الهند يلقب "بنائب الملك"

أ-2/التوسع  الاستعماري للشركة البريطانية: لم يقتصر التواجد الاستعماري  في آسيا بل امتد نشاط الشركة البريطانية الى بورما شرقا منذ عام 1886،والى الملايو وسنغافورة وجزر الشرق الاقصى بين 1782-1819، وسيطرت الشركة المذكورة على كامل هذه المناطق ، وأصبح مركزها الرئيسي في سومطرة.

        - كما امتد النفوذ البريطاني مرة أخرى الى مناطق مجاورة ، وهي استراليا وزيلندا الجديدة  خصوصا بعد اكتشاف الذهب والفضة فيها  وجعلوا منها مستعمرة بريطانية خالصة شجعوا الهجرة   اليها خصوصا في صفوف البريطانيين ( ومنعهوها على الاسيويين)،ومنذ 1901 شكلت بريطانيا اتحادا فيدراليا يضم كامل الولايات الاسترالية ومنحت المنطقة اسما حكما ذاتيا  وأدخلتهم في عضوية الكمنولث.

أ-3/التوسع في الصين:  تعتبر الصين بمساحتها و سكانها سوقا تجارية حيوية للبضائع الاوربية ومنها البضائع البريطانية  التي كانت تتمثل أساسا في تجارة" الافيون والشاي" وكان الصينيون قد تذمروا من التدخل الاوربي في الاقتصاد المحلي ن لما ترتب من ذلك انتشار للمخدرات القادمة من الهند البريطانية ، وتاثيرها على صحة الصينيين  ومن جهةأخرى ادت تجارة الافيون الى انتقال الاموال الصينية الى الانجليز( الفضة) فقامت الحروب بين الصين والانكليز بسبب منع تجارة الافيون بالصين بين 1840-1842 انتهت بهزيمةالصين وتنازلها عن عدة مناطق  لصالح التجارة البريطانية ومنها جزر: (هونغ كونغ- وموانئ كانتونغ، آموي،فوشوا،وشنغهاي).ونالت دول اوربية أخرى بعض الامتيازات  بالصين مثل فرنسا(1856-1860) وتبعتها دول اوربية اخرى مثل المانيا ، روسيا ثم امريكا. وكانت النتيجة ان فتحت ابواب الصين التجارية على مصراعيها للنفوذ الاجنبي الاوربي بشكل مخيف.وانقسمت الى مناطق نفوذ للدول المذكورة  في

طار ما يعرف بسياسة الباب المفتوح

أ-4/في الجزء الغربي من آسيا:  الصراع على هذه المنطقة التي كانت تتمثل أساسا في في منطقة المشرق العربي وكان الانكليز  قد تمركزوا منذ عام 1622 بالخليج العربي ن وأسسوا مركزا تجاريا "بالبصرة"  وعينوا قنصلا  ووكيلا تابعا لهم في بغداد . وتطلعوا الى " باب المندب" فأحتلوا جزيرة "بريم" عند مدخله   وربطوا علاقات وطيدة مع حكام ومشايخ "مسقط" حيى يبعدوا الاطماع الفرنسية من هناك  ، كما امتد النفوذ الانجليزي الى " البحرين " وبعض بلدان الخليج العربي  بين 1820- 1939 وبسطت نفوذها الفعلي على الكويت  عام 1899، وعدن وجعلت منها قاعدة لمراقبة كامل منطقة الخليج العربي  التي أدخلت امرائها  تحت نفوذها بسلسلة من المعاهدات ، والاغراءات المالية ن والتي التهديدات العسكرية .

ب-/التوسع الفرنسي:  خلال القرن 19 نشطت الحركة الاستعمارية  في  فرنسا  بتشجيع  من رجال السياسة والمال امثال "جورج كليمانصو"، "جول فيري" ، "دلكاسي" فاندفعت فرنسا الى ميدان الاستعمار خصوصا باتجاه آسيا ، فأسست شركة الهند  الشرقية  عام 1600 على عهد"هنري الرابع"  وظلت قائمة حتى عهد لويس 14 ،وتعود اولى مناطق النفوذ التجاري لفرنسا بالهند الى سنة 1688 بمنطقة "سورات" ،"وبوندي شيري " سنة 1674 .استطاعت فرنسا تحت اساليب التجارة ،وسياسة "فرق تسد" ان تخضع مناطق عديدة يالهند. الا ان دخولها في حرب مع بريطانيا بين 1756-1763 حول مناطق النفوذ بالهند  وهزيمتها فيها قد افقدها  معظم المناطق التي استعمرتها  من قبل ، ولم يبق لها سوى مناطق محدودة ( بوندي شيري ، شندرا ناجور ، ماهي ، كريكال ،ويناؤون) والتي بقيت تابعة لها حتى عام

1954.

ب-1/اما في منطقة الهند الصينية : : تعتبر اهم المستعمرات الفرنسية بأسيا امتدَ اليها النفوذ الفرنسي منذ عهد لويس 16، عن طريق التبشير الديني بمنطقة "الكوشين شين " التي احتلتها عام 1859،و خليج طوران عام 1858 ، وسايجون عام 1860 وتوسعت بكامل المنطقة ( كمبوديا،1863،تونكين 1863،وانام1884 واللاوس عام1893).بعد ذلك بدأت فرنسا تستغل المنطقة اقتصاديا و بشؤيا  مفرطين ووحدت أقاليم الهند الصينية تحت أسم الهند الصينية الفرنسية عام 1894.

ب-2/ في الصين: : استطاعت فرنسا ان تفتك مناطق ساحلية وتجارية بالصين بعد حروب  1860 مثل آموي1842 ،كانتون1858 ،تانكين1858، وتيان شين 1862، وشنغهاي 1862  ومنطقة هانكيوي1896

ب-3/علاقتها مع البلاد العربية: : فقد حاولت احتلال مصر عام 1798 ففشلت ، وبدأت تتطلع الى احتلال  سوريا ولبنان منذ1860 وسمحت لها الفرصة بعد الح ع 2 بمقتضى معاهدة سايكس بيكو 1916 بينها وبين بريطانيا ، خصوصا  وأن الصراع بينها وبين بريطانيا اشتدَ على المنطقة العربية  من اجل التحكم في المناطق الاستراتجية مثل  المضايق  والمعابر ( مضيق السويس ، مدخل باب المندب مضيق هرمز ) لتأمين التجارة الاوربية من آسيا ( الهند والصين) الى أوربا (فرنسا وبريطانيا).

ب-4/ وفي المحيطين الهادي والهندي :  امتلكت فرنسا جزرا هامة مثل كاليدونيا الجديدة  ،هبريد الجديدة ، تاهيتي .... وبعض الجزر الصغيرة بالمحيط الهندي مثل جزر كومورو ، ورينيون.

3-اما جزر الهند الشرقية بدا النفوذ الاوربي يصل اليها منذ أواخر القرن15 ، حيث ثرواتها المتنوعة  مثل: التوابل ، والبهارات ، والمواد الاولية ، تجعل التنافس الاوربي عليها  بين الدول الكبرى  ساخنا جدا ، وتعتبر" الشركة الهلندية  الشرقية  المتحدة"، التي تأسست رسميا عام1602 ،هي التي مهدت الطريق أمام التدخل الاوربي ثم الاستعمار الهولندي  لاندونيسيا، ودام نشاط هذه الشركة الى غاية 1799  اين تم الغاء نشاطها  وربط اندونيسيا بالحكم المباشر الهلندي . وكان هدف هذه الشركة هو احتواء واحتكار تجارة الجزر الشرقية  مستعملة وسائل مكر وخبث ، وأسست الموانيء والمراكز التجارية ، وقمعت  كل حركة وطنية اندونيسية ،ومنعت على السكان المحليين التجارة في كثير من المواد:مثل البن ، والافيون ،الخشب ، الملح، البهارات ، التوابل  وغيرها من المواد الخاضعة للاحتكار ، ومن الصعب جدا تجد في سجل هذه الشركة اي اجراء يهدف الى تحسين احوال المجتمع الاندونيسي  الاجتماعية والاقتصادية. 

آخر تعديل: Saturday، 11 April 2020، 2:41 AM