إن تعبير افريقيا ما وراء الصحراء هو تعبير ابتدعه الاستعمار ضمن ما ابتدع لتحقيق اهدافه الخاصة، وذلك ليفصل به الشعوب الافريقية بعضها عن بعض والواقع أنه ومن مدة لا تزيد كثيرا عن ألف سنة لم تكن الصحراء الكبرى كما هي الأن اذ كانت بحيرة التشاد أكبر كثيرا مما هي عليه كما أن طرق القوافل بين جنوبي الصحراء شق أديمها أجدادنا مند القديم عن طريق حركة تجارية منتظمة، ولما وصل الأوروبيون إلى المنطقة حاربوا كل هاته الطرق بحجة منع تجارة الرقيق غير أن هاته الأخيرة معروفة عند العرب بأنها تجارة محرمة، فقاموا بتوجيه تجارة شعوب حافتي الصحراء الكبرى نحو المحيط الأطلسي الى الموانئ التي أنشؤوها لتحمل خيرات المنطقة إلى أوروبا وبالتالي فقد ضربت عصفورين بحجر واحد، قطع الاتصال بين شعوب شمال افريقيا وجنوبها والاستئثار بالتجارة، هذا من جهة ومن جهة أخرى طمس مصطلح الغرب الاسلامي الذي جاء ليحرر الانسان.