علاج صعوبات التعلم:

يعد العلاج النفسي لصعوبات التعلم الخطوة الأهم و الأبرز التي يهدف إليها المختصون و ينتظرها الأولياء، كون التكفل و التخفيف من حدة الصعوبات سواء النمائية و الأكاديمية هو الهدف النهائي بعد اكتشاف و تحديد نوعية الصعوبة، حجمها و مدى تأثيرها، و تختلف أنواع العلاجات النفسية الموجه لذوي صعوبات التعلم باختلاف نوعية الصعوبة التي يعاني منها الطفل، إلى جانب طريقة التطبيق و حجم الأثر الناجم، فمنذ ظهور مصطلح صعوبات التعلم ظهرت عديد التقنيات العلاجية و استراتيجيات التكفل نفسية، تربوية، اجتماعية و أسرية، إضافة إلى تدخل عديد التخصصات في عملية التكفل فنجد إلى جانب النفسانيين مساهمات للمرشدين التربويين و البيداغوجين جنب إلى جنب الأرطوفونين و حتى المرشدين الاجتماعيين، و هذا ما أدى إلى تنوع التقنيات العلاجية و إستراتيجيات التدخل من جهة و جهة أخرى فوضويتها و عدم جدواها كون عديد التخصصات التي تحاول علاج صعوبات التعلم لا علاقة لها بهذه الأخيرة، و هذا ما صعب من مهمة العلاج النفسي الملائم لها.

و من أهم التيارات العلاجية النفسية لصعوبات التعلم نجد التقنيات العلاجية السلوكية و التقنيات العلاجية المعرفية في أول الترتيب إلى جانب التقنيات العلاجية النفسية الحركية و الأدائية و حتى العلاج النفسي التحليلي و العلاج الأسري النفسي حاولا التكفل بصعوبات التعلم، و حاليا و نتيجة تطور العلاجات النفسية اللانظرية و خصوصا ذات المقاربات الانتقائية و التكاملية ظهرت تقنيات علاجية نفسية لصعوبات التعلم مزيجية متعددة الأقطاب.  

 

تعريف العلاج النفسي:

إن وضع تعريف موحد للعلاج النفسي يكون محل اتفاق جميع التيارات العلمية و المدارس الفكرية أمر بالغ الصعوبة، انطلاقا من تعدد المنطلقات النظرية لكل تيار و مدرسة، إلى جانب خضوع العلاج النفسي لتأثير العديد من التخصصات مثل الطب العقلي و علم النفس و التربية العلاجية، و هذا أعطى تنوع في التعريفات تختلف في بعض الأحيان في المبدأ و في البعض الأخر في الهدف أو الطريقة أو حتى في المحتوى و المضمون.

و يرجع أصل كلمة علاج نفسي Psychothérapie إلى اللغة الإغريقية القديمة  فهي كملة مركبة من مفردتين هما Psykhé -Thérapeutikos   أين تعني كملة Psykhé النفس أو الروح أو الفكر أما كلمة Thérapeutikos فتعني المداواة و المعالجة، و بالدمج بين الكلمتين يتكون معنى مفاده أن العلاج النفسي هو عملية علاج أو تقنية مداواة، لكل ما هو معتل و مضطرب  على مستوى النفس أو الروح الإنسانية. ( Dominique Brunet, 2007, p 19 ) 

Résultat de recherche d'images pour "‫العلاج النفسي‬‎"

خصائص العلاج النفسي:

حسب نوربار سيلامي يجب أن تتكيف الطرائق العلاجية المستخدمة دوما مع خصوصية الأفراد، فبعضهم يقتضى تشجيعات، و بعضهم الآخر إعادة تربية أو تحليلا نفسيا، فمن الضروري إذن قبل الشروع في معالجة من أيه نوع، أن تتوفر لدي المعالج معرفة صحيحة لكل مريض، و أفضل النتائج تحصل لدى أفراد لديهم الرغبة في الشفاء، إلى جانب تعاونهم الغير مشروط مع المعالج في كل الخطوات العلاجية، و رغبتهم الفعلية في الوصول إلى نتائج، تتأتى بفضل إرادتهم و فهمهم و ذكائهم السيكولوجي مما يعطيهم إمكانية الاستبصار بمشكلاتهم، وحتى يكون العلاج النفسي ناجعا ينبغي أن تكون العلاقة بين المعالج و مريضه علاقة ثقة و تيسير، و أن يكون المريض قادرا و مقتنعا أنه بإمكانه الحصول على العون و أن تكون لديه الرغبة في التماهي بالمعالج، و أن يكتسب أفضل فهم لذاته، و أن يتلقى إيحاءات ناجعة و دعما وجدانيا قويا، إلى جانب ضرورة أن يتبنى أفضل مخططات سلوك جديدة و أن تكون جهوده مكللة بالنجاح عندما يوجه اختبارات الواقع، فكل طرائق العلاجات النفسية من دعم معنوي أو إيحاء أو إعادة تربية أو تحليل و التي تكون مؤسسة على تواصل بين المعالج و المريض تنشد أهدافا متماثلة، تكمن في تفتح الشخصية و تعطي أفضل اندماج اجتماعي للفرد و تخلق توازن داخلي عاطفي و فكري لديه. ( نوربار سيلامي، 2001، ص: 1688)  

و تكمن خصوصية كل تقنية علاجية بحسب مضمونها و طريقة تطبيقها و نوعية العرض المستهدف من خلالها، فهناك تقنيات فردية و أخرى جماعية، بحسب تصميم المعالج إذا كان يرى أن التطبيق الجماعي هو الأحسن أم الفردي، و تختلف التقنية العلاجية أيضا حسب العمر و نوعية الاضطراب، فهناك تقنيات خاصة بالأطفال و أخرى بالمراهقين و أخرى بالراشدين و حتى المسنين، هذا إلى جانب خصوصية العلاج بحسب الوضعية، فتتوفر تقنيات علاجية استعجاليه، تعتمد في حالات الصدمات النفسية مثلا أو الكوارث الطبيعية، و هناك تقنيات علاجية عيادية خاصة أو استشفائية مؤسساتية، إلى جانب خضوع التقنيات العلاجية على حسب نوعية العرض فتكون عيادية محضة أو نفسية دوائية أو تربوية بيداغوجية، لذا يجب مراعاة خصوصية كل علاج على حد و تحديد هذه الخصوصية قبل الانطلاق في تصميم أو تطبيق أي خطوة علاجية معينة.( J-François Allilaire, 2013, p :10) 

و وضعية العلاج la situation أيضا لديها خصوصية معينة، فالعلاجات في وضعية الأزمة تختلف عن تلك المعتمدة في حالة الإرشاد النفسي أو الفعل التربوي العلاجي أو العلاج بالتعبير و الكلام، ففي كل وضعية تتكون خصوصية معينة لدى المعالج و العميل يجب الانتباه لها فالعميل في حالة الأزمة أو حالات الاستعجال ليس مثل العميل الذي يكون في حاجة إلى إرشاد أو إصغاء، و وضعية الطفل الذي يحتاج إلى علاجي نفسي بيداغوجي ليس مثل حالة الراشد الذي يحتاج ربما إلى علاج مؤسساتي نفسي معمق، هذا ما يلفت النظر إلى ضرورة فهم خصوصية كل وضعية على حدا و الأخذ بعين الاعتبار كل مميزاتها و خصائصها.  (J-François Allilaire, 2013, p :11)

Résultat de recherche d'images pour "‫خصائص‬‎"

Modifié le: Wednesday 1 May 2019, 21:59