مما لاشك فيه ان ألية عمل الحركات الاجتماعية تتطلب إتاحة المجال للتنوع الواسع وضبط التركيبة الداخلية . والحركات الاجتماعية يمكن أن تنتفع أو تساعد على خلق مناخ يتيح المجال لتآلف أو تركيب ثلاث عناصر وظيفية:

1ة . . الحملة campaign) وهي مجهود عام مستدام ومنظم يملي مطالب جماعية على سلطات مستهدف

2.  ذخيرة الحركة الاجتماعية . تعمل على توظيف مختلف أشكال العمل السياسي وخلق روافد مختلفة ومتنوعة كالجمعيات وعقد تحالفات ذات أهداف خاصة ولقاءات عامة ومواكب واعتصامات ومسيرات   تركيبة من التحركات السياسية، تشمل: خلق جمعيات وتحالفات وتضاهرات وبيانات اعلامية ومطويات وغيرها من الاعمال التي تؤثر في الخصم المتمثل في الجهاز الرسمي الذي يسيطر على ادارة شؤون المجتمع والدولة حتى ينصاع لمطالب المحتجين أو المطالبين بتغيير الاوضاع التي هم عليها  بمعنى  (مجموعة متكاملة متغيرة من الأداءات أو ذخيرة أداءات الحركة الاجتماعية social movement repertoire)؛

لأن مفهوم الذخيرة يعد من أهم المفاهيم التي قدمها الباحثون في ميدان  الحراكات الاجتماعية وعلى رأسهم الكاتب تشارلز تيلي  ويقصد بها مجموعة الاعمال الروتينية التي يتجمع بواسطتها الناس للعمل من أجل مصالحهم المشتركة  

3.   مؤهلات التحرك    تتمثل في جملة من الصفات العامة التي يجب ان تتوفرفي أعضاء الحركة مثل : الجدارة worthiness، والوحدةunity ، والزخم العددي numbers، والالتزامcommitment تجاه أنفسهم و/أو تجاه قاعدتهم الشعبية.

ان هذه الصفات المذكورة انفا  يمكن أن تأخذ شكل البيانات، أو الشعارات أو الشارات، تلك العروض التي تنطوي على الجدارة والوحدة والزخم العددي والالتزام: وهذه الصفات تتشكل وفق ما هو مألوف من اصطلاحات أو تركيبات تمثل وقفة الجمهور المحلي، على سبيل المثال

الجدارة: تصرف بوقار؛ ملبس مهندم؛ حضور رجال الدين، الوجهاء، والأمهات مع أطفالهن؛

الوحدة: شارات ، أو عُصابات الرأس، أو لافتات، أو أزياء موحدة؛ السير في صفوف؛ غناء وترنيم؛

العدد: أعداد المشاركين، الحاضرين، الموقعين على التماس، رسائل من القاعدة الشعبية أو المساندين، ملأ الشوارع؛

الالتزام: تحدي الطقس السيء، مشاركة واضحة من قبل كبار السن والمعاقين،؛ مقاومة القمع؛ التضحية المتباهية، تسديد الاشتراك، و/ أو تبرع. 

وذخيرة الحركة الاجتماعية تتداخل وتشترك في عدد من الأمور مع ذخيرة أداءات ظواهر سياسية أخرى مثل نشاط اتحاد العمال والحملة الانتخابية. وقد قامت الجمعيات ذات الأغراض الخاصة والتحالفات عابرة الحدود إبان القرن العشرين بتنفيذ عدد هائل ومتنوع من التحركات السياسية على مستوى العالم. إلا أن الدمج بين معظم أو كل هذه الظواهر في حملات مستدامة هو ما يميز الحركات الاجتماعية عن أي تنوعات أخرى في مجال السياسة.  

      ولكي تنجح الحركات الاجتماعية في بناء وزن مقابل للقوى المهيمنة يجب أن تواصل التطور وألا تتقاعس عن استخدام كافة الأدوات المتوافرة. وكلما عظم عدم التوازن في القوة أو السلطة كلما اعتمد التحدي على علاقات تعددية وأدوات متنوعة من التحرك. وهذا ما قد يشمل أيضاً أدوات أو أساليب دفاعية قائمة على الاعتماد الذاتي مثل التضامن الجماعي وتجميع الموارد أو قد تتضمن تدعيم مجال العمل أو التحرك بوسائل أو أدوات قانونية. ومن ثم فإن الحركات الاجتماعية قد تجسد أيضاً وسائل فنية استراتيجية مؤثرة وفعالة ولكن أقل استعراضية من التظاهر العام النمطي.

      وشبكة حقوق الأرض والسكن بدورها قد قامت بسبر أغوار مفهوم وخبرة الحركات الاجتماعية التي أثمرت تغيراً مادياً واقعياً من خلال تحسين ظروف العيش ضمن عملية من الإنتاج الاجتماعي. وقد تمكن أعضاء شبكة حقوق الأرض والسكن من توفير نماذج من خبراتهم الخاصة فيما يتعلق بـ "الإنتاج الاجتماعي للموئل" كنماذج عملية من العمل الجماعي المستدام. ومن بين القواسم المشتركة في هذه المفاهيم والممارسات المرتبطة ببعضها البعض تأتي أهمية إدارة رأس المال الاجتماعي كمورد ثمين في الإنتاج الاجتماعي والحركات الاجتماعية عموماً والإنتاج الاجتماعي للموئل كنموذج لذخيرة خاصة من الأدوات والتقنيات .

 

 

 

2-2/ أنماط الحركات الاجتماعية:

      في البداية لابد من الاشارة الى  الاختلاف في تحديد الاتجاهات الاجتماعية  وذلك راجع لاختلاف السياقات الاجتماعية والتاريخية التي و ضعت فيها تلك الاتجاهات لذ لك نجد هناك تصنيفات متعددةو تصنف الحركات الاجتماعية حسب الدكتور صالح ياسر في احدى مقالاته حول الموضوع في موقع ينابيع العراق  على أساس مجموعة من المعاير وكل معيار يتظمن مجموعة من التصنيفات *المعيار القيمي الذي من خلاله يتم التمييز بين الحركات المعيارية التي تنشد التغيير في الاجراءات والقواعدالخاصة بالقيم في المجتمع ولكنها لاتتحدى القيم نفسها مثل حركات الاصلاح الاجتماعية.

- الحركات القيمية التي تنشد تغيير القيم  ذاتها مثل حركات الاصلاح الديني

* معيارالاختلاف في البناء والاهداف يصنف هذا المعيار الحركات الاجتماعية الى حركات عامة وحركات خاصة

* معيار المجال الذي تتوجه اليه تلك الحركات الاجتماعية و يصنف هذا المعيار الحركات الاجتماعية الى

- حركات طرح البديل التي تنشد التغيير بين الافراد لكنها تهدف الى تغيير جزئي محدودغير شامل في القيم والمعتقدات

- حركات الخلاص  والتي توجه جهودها لا لتغيير المجتمع وانما لتغيير الافراد انفسهم وفي الغالب هي حركات دينية

- حركات اصلاحية  تسعى الى تغيير المجتمع في انطاق محدود يتعلق بهدف ما او مجموعة أهداف

- حركات تحويلية التي تسعى الى التغيير الشامل والكلي للمجتمع من جميع قطاعاته

* معيار السمات العامة للحركات الاجتماعية والتي تصنف الحركات الاجتماعية الى – حركات دينية – حركات حركات سياسية – حركات اقتصادية – حركات اجتماعية

*معيار المكون الاجتماعي الذي يقسم الحركات الى عدة انواع منها العمالية –الطلابية – الفلاحية – النسائية – الثقافية –

وهناك من يميز بين الحركات الاجتماعية الجديدة والكلاسيكية  على أساس التغير في الاهداف  والنظرة والافق المنشود  فالكلاسيكية مادية والجديدة هوياتية

وإذا حاولنا الاستناد إلى المراجع التاريخية والمهمة في علم الاجتماع نجد البعض يميز  بين نوعين من الحركات الاجتماعية، هما: الحركات التي تسعى إلى تغيير القواعد والأحكام المعمول بها، والحركات التي تهدف إلى تغيير القيم وتجديد الأخلاق. ويتحفظ كل من "بودون وبوريكو" على هذا التمييز، فالمواجهة بين مفهوم نفعي وآخر مثالي للحركة الاجتماعية- في رأيهما- هي مواجهة خادعة؛ إذ أن المشاركون في حركة اجتماعية واحدة قد تحركهم دوافع مثالية وأخرى نفعية في آن واحد. وفضلاً عن ذلك فإن الحركات الموجهة نحو القيم لا تشكل كلا متجانساً؛ فالإرهاب "الروسي" كان حركة اجتماعية على غرار المقاومة السلبية لغاندي، وإن كان الأول يلجأ إلى العنف، والثاني يجعل من تنكره للعنف أحد مبادئه الأساسية. ومع ذلك يمكننا اكتشاف سمة مشتركة بين كل الحركات الموجهة نحو القيم، وهي أنها المكان الراجح لليقين الذاتي حسب تعبير "ماكس فيبر".

 

أما الفكر الماركسي فنجده في عمومه يميز بين خمسة أنواع من الحركات الاجتماعية وهي (العمالية، والطلابية، والفلاحية، والنسائية، والثقافية)، ويستند هذا التمييز إلى أن الفئات الاجتماعية الداخلة فيه هي التي تشكل القوى الرئيسية المكونة لأغلبية الشعوب والمجتمعات المعاصرة، وهي في الوقت ذاته القوى الرئيسية للإنتاج، كما أنها أكثر القوى الاجتماعية تخلفا فيما يتعلق بظروف عملها وأحوال معيشتها.

      ومن الطبيعي عند السعي إلى الوقوف على تصنيف مميز للتحرك الاجتماعي الجماعي أن نجد من الأهمية أيضاً التعرف على أن الحركات الاجتماعية تتداخل وتتضاهى من وقت لأخر لأسباب استراتيجية وتكنيكية. وفي المقابل، يمكن للحركات الاجتماعية أن تشكل علاقات أكثر مأسسة، تتداخل فيها الوظائف وتتلاشى فيها الحدود الفاصلة. وبعض الحركات الاجتماعية أيضاً يمكن أن تتمثل في تحالفات وشبكات ويمكن أن تشكل أنواع أخرى من التحالف ويمكن في الحقيقة أن تتألف من منظمات مجتمعية محلية ومنظمات غير حكومية.

روابط خاصة بالصور حول الحركات الاجتماعية

http://www.annisae.ma/dossiers/images/manif_printemps_%C3%A9galit%C3%A9_26_mars_14.JPG

http://qushq.com/wp-content/uploads/2016/02/amal4.jpg

http://www.sawt-achaab.tn/wp-content/uploads/2015/02/%D8%B5%D8%AB.jpg

http://www.maptv.ma/var/mapmedia/storage/images/politique/reunion-du-parti-mouvement-democratique-et-social/181313-1-ara-SA/R%C3%A9union-du-parti-mouvement-d%C3%A9mocratique-et-social_detail_meida.jpg

آخر تعديل: Thursday، 2 June 2016، 8:52 PM