-1/ مفهوم الحركات الإجتماعية :

      يمكن القول بأن مصطلح الحركات الاجتماعية دخل حديثاً إلى بؤرة الاهتمام والتداول، مصوراً الحركات الاجتماعية بأنها نشاط وتغييرواقع غير مرضي بواقع أحسن منه وفق طرق ووسائل مختلفة تخدم مصالح واهداف  جماعة من الناس يحملون تصورات وأفكار مشتركة للتعبير عن وضع يحاولون تغييره من خلال استعراضهم  جدول أعمال مشترك ويفصحون عن قوة مميزة في المجال التعبيري. ويمكن القول بأن مفهوم الحركات الاجتماعية حسب ابراهيم البيومي غانم  في كتاب الحركات الاحتجاجية في الوطن العربي  من تأليف مجموعة من الباحثين يعرف الحركة الاجتماعية بأنها تلك الجهود المنظمة التي يبذلها مجموعة من المواطنين كممثلين عن قاعدة شعبية تفتقد التمثيل الرسمي بهدف تغيير الاوضاع او السياسات أو الهياكل القائمة لتكون أكثر اقترابا من القيم التي تؤمن بها الحركة قد تكون هذه الحركات محلية أو وطنية أو عالمية . كما يمكن  الاشارة الى مفهوم الحركة بالمعنى الاجتماعي باعتبارها قياما بعدد من الانشطة للدفاع عن مبدأ ما أو للوصول الى هدف ما كما ان الحركة الاجتماعية لها هدف معين وهي تشمل مجموعة من البشر يحملون عقيدة واحدة او أفكار مشتركة ويحاولون تحقيق بعض الاهداف العامة ’ فمصطلح الحركات الاجتماعية اذا يتسم بالشمول وينم عن شكل أو صيغة من صيغ  العمل الجماعي أكثر من الإشارة إلى القيم التي تحملها هذه الصيغة. فهناك كثير من التحركات وجداول الأعمال الاجتماعية والسياسية يمكن أن تتأهل أو تصنف كحركات اجتماعية. كما أن الأطراف المتمثلة في القاعدة الشعبية لهذه الحركات يمكن أن تتنوع في نمطها وتركيبها بداية من أمهات عاملات يتجمهرن ويحتجون في صمت، وحتى المنظرين الاجتماعيين المثقفين، مروراً بالمتظاهرين المنخرطين في أعمال جماهيرية في شوارع المدن.  فالحركة الاجتماعية حسب هربرت بلومر هي مشاريع جماعية جماعية تستهدف اقامة نظام جديد.

     وأمام المدى الواسع من تنوع الحركات الاجتماعية على مدى التاريخ، لا يمكننا التعميم فيما يخص النمط أو الأهداف الخاصة. فالحركات الاجتماعية قد تأتي راديكالية أو إصلاحية أو محافظة أو ثورية أو رجعية. وبعض الحركات الاجتماعية الفردية ولأنها متعددة القطاعات قد تفلت حتى من التصنيف السياسي المعتاد أو تشق عنه. وقد تتظمن بعض الأعمال والأهداف الثورية الملازمة بالتزامن مع حركات برلمانية أو إصلاحية. والمسألة تكمن في تطور العلاقات والأدوات والفنيات أو الوسائل والأساليب المستخدمة أكثر منها في الاستعداد الذي يميز طبيعة الحركات الاجتماعية على وجه العموم. وفي جوهر الأمر، نجد المآل المشترك للحركات الاجتماعية جميعاً هو العمل  الجماعي.

    ويفترض للحركات الاجتماعية عموماً أن تظهر استجابة لتدعيم أحد القيم الأخلاقية أو رداً على وقوع ظلم بيّن، وتكون مجسدة لإرادة الشعب أو على الأقل قطاع كبير من الناس. والأحقية المزعومة لقضية حركة اجتماعية معينة ومن يمثلها من أعداد هائلة من المشاركين تجنح دائماً إلى الإفصاح عن إجراءات تتعلق بالشرعية، وذلك بالرغم من – أو ربما بسبب التحدي المفترض للسلطات والقوى المهيمنة الراسخة. ومن هنا، فإن "الحركات الاجتماعية" إنما ظهرت كتسمية إيجابية تضاهي، بالنسبة للبعض، دور الأبطال الشعبيين باستثناء الحركات الاجتماعية [الجماعية] التي لا تُعرف بالضرورة نسبة إلى إحدى الشخصيات الكاريزيمة .

 رابط خاص / بمفهوم الحركات الاجتماعية  http://khaledfayyad.blogspot.com/2011/10/blog-post.html

     كما يشير البعض الى ان الحركة الاجتماعية تتكون من مجموعة من الناس ينخرطون في انشطةمحددة ويستعملون خطابا يستهدف تغيير المجتمع وتحدي سلطة النظام السياسي القائم ’كما يقترن مفهوم الاحركة الاجتماعية بمفهوم القوة الاجتماعية و القدرة على التأثير واحداث التغيير (راجع كتاب الحركات الاحتجاجية في الوطن العربي ,مجموعة من الباحثين ص60)  

            رابط خاص بخصائص الحركات  الاجتماعية

http://alwaght.com/ar/News/40528/%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%B1%D9%83%D8%A7%D8%AA%20%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%8A%D8%A7%D8%B3%D9%8A%D8%A9%20%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%AC%D8%AA%D9%85%D8%A7%D8%B9%D9%8A%D8%A9%20%D8%A7%D9%84%D8%AC%D8%AF%D9%8A%D8%AF%D8%A9%20..%20%D8%AE%D8%B5%D8%A7%D8%A6%D8%B5%D9%87%D8%A7%20%D9%88%D8%A7%D9%87%D8%AF%D8%A7%D9%81%D9%87%D8%A7

http://x-livre.blogspot.com/2015/05/pdf_28.html

1-2/مميزات الحركات الاجتماعية:

   ان تنوع الحركات الاجتماعية وتطورها التدريجي على مر التاريخ الحديث الى الشكل الأول أمر مثير للجدل ,والاهتمامات مختلفة على الصعيدين العلمي والعملي وللخروج من هذه الاشاكالية لابد من عرض لمحة  مهمة تختص بمقارنة عمليات الحركة الاجتماعية في اطار الصراعات والشبكات  والهويات حيث    يمكننا في هذا الصدد ان نبرز عدة فروق بين عمليات الحركات الاجتماعية والعمليات الاخرى للعمل الجماعي بما في ذلك العمليات المناوءة والحملات التطوعية على أهداف جماعية مشتركة على مستوى واسع وذلك بالنظر الى الحركات الاجتماعية كوضع متميز في فضاء تحليلي تميزه ثلاثة ابعاد

- حضور أو غياب التوجهات الصراعية تجاه معارضين محددين

- تبادلات غير رسمية محدودةأو غزيرة بين الافراد أو المنظمات المنخرطة في مشروعات جماعية

- هوية قوية أو ضعيفة بين تلك الشبكات

 تبنى عمليات الحركة الاجتماعية وتنتج شبكات معلوماتية مكثفة وسط الفاعلين الذين يتقاسمون ويشتركون في هوية جماعية وينخرطون في صراع اجتماعي أو سياسي.لذلك عندما نتحدث عن الحركات الاجتماعية، تجدنا  نتحدث عن جماعات متنوعة الأهداف من خلال  مصطلحات قابلة للتبادل مثل التحالفات، والحلفاء، والشبكات. وهي جميعها أشكال متميزة من مستويات العمل الجماعي. (فجميع هذه الأشكال يمكن أن تكون جزءًا من حركات اجتماعية والعكس صحيح.) وقد طبق نشطاء شبكة حقوق الأرض والسكن نوعاً من القياس يميز بين هذه الأشكال من العمل الجماعي على أساس تغطيتها "للقضايا والقطاعات" :

 

التشكيل

القضايا

القطاعات

الحركة

متعددة

متعددة

الحلف

متعددة

متعددة

التحالف

فردية

متعددة

الشبكة

فردية

فردية أو متعددة

أنشطة جماعية

فردية

فردية

    في هذا الجدول نجد أن حجم أو درجة تعقد المعلومات تزداد من أسفل لأعلى. ومن الأهمية بمكان أن نعرف أن الوظائف تتعامل مع قضايا فردية وقطاعات فردية يمكن أن تكون فضفاضة نسبياً وأيضاً غير رسمية، مما يجعل التناول والإدارة أيسر. وكلما كانت المعلومات أكثر تعددية في تشكلها ومادتها كلما كانت رموز العمل واضحة وكانت إدارتها أكثر دقة.

     وعمليات الحركة الاجتماعية تبني وتنتج شبكات معلوماتية مكثفة وسط الفاعلين الذين يتقاسمون ويشتركون في هوية جماعية ومنخرطين في صراع اجتماعي و/أو سياسي. وهي تضاهي أو تقابل عمليات التحالف حيث لا تتطلب العلاقات التكتيكية لتحقيق أهداف محددة هوية جماعية، ولكنه أي التحالف يتيح لأعضائه أيضاً العمل تحت مفردات رعايته وتكفلاته بأمورهم.

     وتضم الحركات الاجتماعية ثلاث أنواع من المطالب: البرنامج والهوية والموقف. مطالب البرنامج تتضمن دعم أو معارضة معلنة لتحركات فعلية أو مقترحة من قبل الأطراف التي تسعى الحركة للتأثير فيها. أما مطالب الهوية فهي تـتألف من التأكيد على أننا "نحن" (المطالبين) نشكل قوة موحدة يعتد بها. في حين تؤكد مطالب الموقف على الروابط والمتشابهات الخاصة بفاعلين سياسيين أخرين مثل الأقليات المستبعدة أو جماعات المواطنين ذات التأسيس السليم أو المؤيدين الموالين للنظام. وأحياناً ما تكون الحركات معنية بموقف الفعالين الأخرين مثل حملات الدفاع عن نشطاء أو فاعلين بعينهم أو مجموعات من الحرمان من الحقوق.

    ويمكننا تخيل هذه الصيغ أو الأشكال من العمل الجماعي في ضوء بعض الخصائص الموجودة إلى حد ما في جميع تلك الأشكال، وقد نجد فروق في الدرجة تتمثل في:

  • التوجهات الصراعية [الجماعية] فيما يخص المعارضين المحددين بوضوح؛
  • التبادلات غير الرسمية وسط أعضاء المجموعات؛
  • الهوية الجماعية التي يتقاسمها الأعضاء.

   وفي جميع هذه النواحي سيكون التقدير الأعلى في الحركة الاجتماعية للتوجه الصراعي والتكثيف الأعلى للتبادل غير الرسمي بين الأعضاء والشعور الواضح بالهوية الجماعية أكثر من الأشكال الأخرى.

     ويرى بعض علماء الاجتماع والكتاب السياسيين أن انتعاش المجتمع المدني إبان السنوات الخمس والعشرين الماضية قد جاء على حساب الحركات الاجتماعية، خاصة في الدول الشيوعية أو الاشتراكية سابقاً، وربما في البلاد الناطقة بالعربية. ومع ذلك فإن تحركات مؤثرة قامت بها حركات اجتماعية على مستوى العالم في الحقبة الأخيرة يمكن أن تقودنا لدحض هذا الاستنتاج، حيث يرى أخرون، أنه:

....المجتمع المدني يتألف من أشكال مختلفة من التنظيم، تتطور في سياقات خاصة. والإيمان الزائد بالمجتمع المدني قد يلقي بشيء من الغموض على الفروق المهمة بين المنظمات غير الحكومية ومنظمات الجماهير القاعدية والحركات الاجتماعية وأشكال أخرى من التحرك أو العمل المدني.

    علاوة على ذلك، فإنه بالإضافة إلى الأدوار المتزامنة للمجتمع المدني سواء فيما يخص الديمقراطية، التحول الديمقراطي أو الأدوار النزاعية، نجد كثير من معالجات "المجتمع المدني" تعزز مفهوم مفاده أن الفاعلين غير الحكوميين وما لديهم من رأسمال اجتماعي يمكن أن يعول عليهم في القيام بخدمات من النوع الذي يجعل الدولة ترفع يدها عن الإيفاء بالتزاماتها تجاه توفير الخدمات.  وهذا المفهوم متميز عن الوظيفة المعتادة للحركات الاجتماعية.

http://www.kutubpdf.net/book/7639-%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%B1%D9%83%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%AC%D8%AA%D9%85%D8%A7%D8%B9%D9%8A%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%AC%D8%AF%D9%8A%D8%AF%D8%A9.html

آخر تعديل: Friday، 3 June 2016، 12:21 AM