موسيقى الشّعر

   الشّعر كالنّثر من حيث أنّ كلّا منهما يمكن أن يوزن، إلّا أنّ الفرق بينهما أنّ الشّعر نظم على أساس الإيقاع في الموسيقى.

     وإنّ أساس الإيقاع في الشّعر العربيّ القديم هو مجموعة من المقاطع الصّوتيّة المتشابهة في كلّ بيت، فالقصيدة تتألّف من أبيات يحتوي كلّ بيت منها على مجموعة من المقاطع هي نفس مقاطع الأبيات الأخرى عددا وترتيبا.

   فإذا كان البيت الأوّل يتألّف من ثلاثين حرفا متحرّكا وساكنا مرتّبة بنسبة متحرّكين فساكن –مثلا-فيجب أن تكون كلّ أبيات القصيدة بهذا العدد، وهذا التّرتيب لتضمن فيها وحدة الإيقاع في البيت، وموسيقاه الشّعريّة.[1]

الهندسات الصّوتيّة والتّنسيقات العروضيّة:

   إنّ الهندسة الصّوتيّة هي الأصوات الّتي تتماثل تماثلا تطابقيّا على المستويين الكمّي والكيفي، وتشكّل مسارا هندسيّا في التّتابع الصّوتيّ للنّص.[2]

   والهندسة الصّوتيّة ليست واحدة؛ فالقصيدة العموديّة تفرض هندسة صوتيّة معيّنة، وقصيدة الشّعر الحرّ تفرض هندسة مغايرة.[3]

   فالقصيدة العموديّة تقوم على الوزن والقافية، وهاتان الوسيلتان تقدّمان في شكل عموديّ هندسيّ يقوم على التّوازي الرّأسي للأبيات، وعل التّقابل الأفقي للأشطر، وعليه فإنّ الهندسة الإيقاعيّة تأتي متوافقة مع الهندسة الشّكليّة، بينما قصيدة الشّعر الحرّ تأتي متوافقة مع شكل القصيدة، فلا تنتظم الهندسة الصّوتيّة الإيقاعيّة فيها انتظاما متوازيّا أو متقابلا، لكنّها تتتابع تتابعا غير منتظم وفقا لطول السّطور الشّعريّة وقصرها.[4]

وحتّى يتسنّى لنا الحصول على الهندسة الصّوتيّة لقصيدة ما، ينبغي استخدام أجهزة التّحليل الطّيفي، وهي أجهزة تقوم بتحويل الصّوت المنطوق إلى حزم صوتيّة، وينبغي كذلك أن تعرض القصيدة منطوقة بصوت قائلها.

 

 

 



[1] -ينظر الإيقاع في الشّعر العربيّ من البيت إلى التّفعيلة، مصطفى جمال الدّين، ص: 4.

[2] -جماليات الهندسة الصّوتيّة الإيقاعيّة في النّص الشّعريّ بين الثّبات والتّغيّر، أ.د: مراد عبد الرّحمن مبروك، دار النّشر للجامعات، القاهرة، مصر، تاريخ النّشر: 2010، ص: 10.

[3] - جماليات الهندسة الصّوتيّة الإيقاعيّة في النّص الشّعريّ بين الثّبات والتّغيّر، أ.د: مراد عبد الرّحمن مبروك، ص: 13.

[4] - جماليات الهندسة الصّوتيّة الإيقاعيّة في النّص الشّعريّ بين الثّبات والتّغيّر، أ.د: مراد عبد الرّحمن مبروك، ص: 15.

Last modified: Sunday, 25 May 2025, 11:00 PM