لقد استخدم الإنسان الإحصاء في تنظيم بعض الجوانب الحياتية، وقد كان مفهوم الإحصاء آنذاك موازيا لمفهوم العد، إذ اقتصر استخدامه على توظيف بعض الأساليب الإحصائية البدائية من أجل خدمة بعض الأغراض، وتشير الشواهد أن قدماء الفراعنة المصريين والإغريق اليونانيين استخدموا بعض مبادئ الإحصاء مثل عد أو إحصاء الموارد المتاحة وحصر عدد الجنود وعدد السكان من أجل تنظيم الميزانية وترتيب الخطط أوقات الحرب والسلم، وبذلك فقد اقتصر استخدامه لخدمة أغراض الدولة، وهذا يفسر سبب التسمية اللاتينية له بـ Statistics )) والمشتقة من كلمة (State ) و تعني الدولة، ونتيجة لتطور مناحي الحياة المختلفة وازدياد المطالب وأعداد السكان وارتفاع نسب المواليد والوفيات وزيادة علاقات الدول الخارجية وتعدد مصادر التبادل التجاري وعمليات التسويق وزيادة مصادر الموارد وارتفاع حجم الإنتاج الزراعي والصناعي أصبحت الحاجة ماسة لاستخدام أساليب إحصائية أكثر تعقيدا.[1]
وقد ذكرت كلمة الإحصاء في القرآن الكريم عدة مرات ووردت في العديد من آياته وسوره، وعلى سبيل المثال لا الحصر قوله تعالى في كتابه العزيز " وأحطنا بما لديهم وأحصى كل شئ عددا " وقال أيضاً في سورة إبراهيم “ وإن تعدّوا نعمة الله لا تحصوها “.
ونجد أن علم الإحصاء قد حضي باهتمام بالغ من طرف الأكاديميين فدرَّس في الجامعات لكل التخصصات تقريبا، ونجده يكتسي أهمية بالغة في العلوم الاجتماعية والإنسانية.
وتأتي هذه المطبوعة "الإحصاء الوصفي" كسند لطالب السنة الأولى علوم اجتماعية لتذليل الصعوبات التي تواجهه أثناء دراسة هذا المقياس، لهذا قمنا بإنجازها وفق المقرر الدراسي.