1. مفهوم الشخصية

لفظ "الشخصية" من الالفاظ التي شاع استخدامها في لغتنا اليومية لوصف تلك الجوانب التي تجعل الشخص "جذابا" أو غير جذاب بالنسبة للآخرين. فنحن نعجب بالفرد الذي يمتلك شخصية ونصفه بأوصاف عدة مثل:  جذاب أو قوي أو لطيف أو حازم، كما أننا لا نعجب أو على الاقل لا ننجذب نحوى الفرد الذي نعتقد أنه عديم الشخصية لأنه بالنسبة لنا على الاقل: متساهل أو غير حازم أو ضعيف.

ومفهوم الشخصية ليس بهذا القدر من البساطة فالشخصية ليست شيئا يملكه البعض ولا يملكه البعض الاخر، ولا يمكننا القول بأن فلانا له شخصية وأن فلانا لا شخصية له كما لا يمكننا أن نصف شخصا بأن له شخصية قوية أو شخصية ضعيفة أو شخصية مهزوزة أو لا شخصية له فهذه كلها تعبيرات لا تنطوي على قدر كبير من الدقة العلمية.

ويرى "ألبورت" أن كلمة الشخصية مشتقة من الكلمة اللاتينية القديمة persona وكانت تعني القناع أو الوجه المستعار الذي كان يضعه الممثل في العصور القديمة على وجه ليعطي انطباعا معينا عن الدور الذي يلعبه ويساعد على اخفاء شخصيته للمتفرجين.

وعلى ضوء ما تقدم يمكن الاشارة الى أهم الملامح التي ينبغي أن تحدد مفهوم الشخصية فيما يلي:

*الشخصية تتميز بالتفرد أي تختلف من فرد الى فرد الرغم من تشابه الأفراد في بعض النواحي بحكم البيئة أو الثقافة ، إذ أنها تمثل الشكل الفريد الذي تنتظم فيه استعداداتنا الاجتماعية الدينامية لذلك يختلف الأفراد فيها بعضهم عن بعض.

*الشخصية تمثل العلاقة الدينامية بين الفرد وبيئته وهي بالتالي مكتسبة، فهي ليست شيئا موجودا عند الطفل منذ ولادته إنما هي نتاج للتفاعل الاجتماعي ،فنحن نخلق لا نفسنا شخصياتنا بالمواقف التي نجابهها والمشاكل التي نقوم بحلها ونغير شخصياتنا تبعا لتفاعلنا  مع الاخرين.

*الشخصية ليست السلوك الظاهري للفرد، أي أن الشخصية ليست "مثيرا" ولا "استجابة" ولكنها استعداد لنوع معين من السلوك يظهر في كثير من المواقف المتعددة. وهذا الاستعداد يتكون مما يسمى بالعادات أو السمات أو الخصائص أو القيم ولاتجاهات والدوافع وما اليها.

*الشخصية تنظيم أو نظام متكامل من الأجهزة المتعددة تتفاعل وتتعاون معا لأداء الوظائف الحيوية.

ومن أهم المفاهيم الاساسية التي يؤكدها هذا التعريف ما يلي: عبارة التنظيم الدينامي تؤكد حقيقة الطبيعة المتغيرة للشخصية، هذا بالرغم من وجود تنظيم يجمع ويربط المكونات المختلفة للشخصية التي تشكل في مجموعها تركيبا كليا واحدا.

نموذج هولاندر في الشخصية:

و الجوهر النفسي يمثل محور شخصية الفرد ويتضمن مفهوم الفرد عن نفسه وعن ذاته كما يتضمن إدراكات الفرد للعالم الخارجي واتجاهات الفرد وقيمه وميوله ودوافعه أي يتضمن الفرد على حقيقته.