دراسة الشخصية في الميدان الرياضي

Site: Plateforme pédagogique de l'Université Sétif2
Cours: علم النفس الرياضي - أ. مداسي
Livre: دراسة الشخصية في الميدان الرياضي
Imprimé par: Visiteur anonyme
Date: Wednesday 26 June 2024, 19:07

Description

1. مفهوم الشخصية

لفظ "الشخصية" من الالفاظ التي شاع استخدامها في لغتنا اليومية لوصف تلك الجوانب التي تجعل الشخص "جذابا" أو غير جذاب بالنسبة للآخرين. فنحن نعجب بالفرد الذي يمتلك شخصية ونصفه بأوصاف عدة مثل:  جذاب أو قوي أو لطيف أو حازم، كما أننا لا نعجب أو على الاقل لا ننجذب نحوى الفرد الذي نعتقد أنه عديم الشخصية لأنه بالنسبة لنا على الاقل: متساهل أو غير حازم أو ضعيف.

ومفهوم الشخصية ليس بهذا القدر من البساطة فالشخصية ليست شيئا يملكه البعض ولا يملكه البعض الاخر، ولا يمكننا القول بأن فلانا له شخصية وأن فلانا لا شخصية له كما لا يمكننا أن نصف شخصا بأن له شخصية قوية أو شخصية ضعيفة أو شخصية مهزوزة أو لا شخصية له فهذه كلها تعبيرات لا تنطوي على قدر كبير من الدقة العلمية.

ويرى "ألبورت" أن كلمة الشخصية مشتقة من الكلمة اللاتينية القديمة persona وكانت تعني القناع أو الوجه المستعار الذي كان يضعه الممثل في العصور القديمة على وجه ليعطي انطباعا معينا عن الدور الذي يلعبه ويساعد على اخفاء شخصيته للمتفرجين.

وعلى ضوء ما تقدم يمكن الاشارة الى أهم الملامح التي ينبغي أن تحدد مفهوم الشخصية فيما يلي:

*الشخصية تتميز بالتفرد أي تختلف من فرد الى فرد الرغم من تشابه الأفراد في بعض النواحي بحكم البيئة أو الثقافة ، إذ أنها تمثل الشكل الفريد الذي تنتظم فيه استعداداتنا الاجتماعية الدينامية لذلك يختلف الأفراد فيها بعضهم عن بعض.

*الشخصية تمثل العلاقة الدينامية بين الفرد وبيئته وهي بالتالي مكتسبة، فهي ليست شيئا موجودا عند الطفل منذ ولادته إنما هي نتاج للتفاعل الاجتماعي ،فنحن نخلق لا نفسنا شخصياتنا بالمواقف التي نجابهها والمشاكل التي نقوم بحلها ونغير شخصياتنا تبعا لتفاعلنا  مع الاخرين.

*الشخصية ليست السلوك الظاهري للفرد، أي أن الشخصية ليست "مثيرا" ولا "استجابة" ولكنها استعداد لنوع معين من السلوك يظهر في كثير من المواقف المتعددة. وهذا الاستعداد يتكون مما يسمى بالعادات أو السمات أو الخصائص أو القيم ولاتجاهات والدوافع وما اليها.

*الشخصية تنظيم أو نظام متكامل من الأجهزة المتعددة تتفاعل وتتعاون معا لأداء الوظائف الحيوية.

ومن أهم المفاهيم الاساسية التي يؤكدها هذا التعريف ما يلي: عبارة التنظيم الدينامي تؤكد حقيقة الطبيعة المتغيرة للشخصية، هذا بالرغم من وجود تنظيم يجمع ويربط المكونات المختلفة للشخصية التي تشكل في مجموعها تركيبا كليا واحدا.

نموذج هولاندر في الشخصية:

و الجوهر النفسي يمثل محور شخصية الفرد ويتضمن مفهوم الفرد عن نفسه وعن ذاته كما يتضمن إدراكات الفرد للعالم الخارجي واتجاهات الفرد وقيمه وميوله ودوافعه أي يتضمن الفرد على حقيقته.

2. شروط تنمية الشخصية:

تعلمنا تجارب الامم السابقة أن أفضل طريقة لمواجهة الخارج وضغوطه الصعبة هي تدعيم الداخل وإصلاح الذات واكتساب عادات جديدة ثم يأتي بعد ذلك النصر والتمكين. وفيما يلي عرض لأهم شروط تنمية الشخصية:

الهدف الأسمى:

ونقصدبذلك الهدف الأعلى الذي يسمو فوق المصالح المادية والغاية الدنيوية، ولا يواجه المسلم مشكلة في تحديد الهدفالأكبر في وجوده، ولكن المشكلة تكمن في الغرق في تفاصيل لحياة وتعقيداتها ، وبالتالي يصبح احساسنا وشعورنا للهدف ضعيفا رتيبا، مما يجعل توليده للطاقة التغييرية لا تصل الى المستوى المجدي لتنمية الذات.

المسؤولية:

حين يشعر الانسان بجسامة الامانة المنوطة به، تنفتح له آفاق لا حدود لها للمبادرة للقيام بشيء ما، يجب أن يضع نصب عينيه اللحظة التي سيقف فيها بين يدي الله عزوجل فيسأله عما كان منه، أن علينا أن نوقن أن التقزم الذي نراه اليوم في كثير من الناس ما هو الا وليد تبلد الاحساس بالمسؤولية عن أي شيء.

التغيير:

يظن كثير من الناس أن وضعه الحالي جيد ومقبول أو أنه ليس الأسوأ على كل حال، وبعضهم يعتقد أن ظروفه سيئة وإمكانياته محدودة ، ولذلك فإن ما هو فيه لا يمكن تغييره ، والحقيقة، أن الانسان يتطلع الى التفوق على ذاته والتغلب على المشكلات من أمامه سوف يجد أن إمكانيات التحسين أمامه مفتوحة مهما كانت ظروفه.

الإرادة:

وهي شرط لكل تغيير، بل وشرط لكل ثبات واستقامة، وفي هذا السياق فإن الرياضي يعطينا نموذجا رائعا في ارادة الاستمرار، فهو يتدرب لإكساب اللياقة البدنية و المهارية و الخططية .... وغيرها، وهكذا فإن تنمية الشخصية ما هي الا استمرار في اكتساب عادات جيدة حميدة.

3. أهمية الرياضة المدرسية في تطوير الشخصية:

توجد علاقة بين السمات الشخصية و نوع النشاط الرياضي، و إن من خلال ممارسة النشاط الرياضي لفترة طويلة يمكن أن نتوقع نمو بعض السمات الشخصية و التي ستطلبها تلك الفعالية، علما أن هناك فرقا بين رياضي المستويات العالية و الطالب الذي يمارس درس التربية الرياضية، إذ إن تركيز الرياضيين في المستويات العالية بالطاقة المتاحة كلها للاعب والانتباه، و أوقات الفراغ لهذه الفعالية.

أما في درس التربية الرياضية، فان تعدد الأنشطة هي الصفة التي يتصف بها الفرد، و الانسان الذي نطمح اليه كي يستطيع أن يواجه الصعاب و طبيعة الواجبات في بناء المجتمع و تطويره يحتاج إلى صحة نفسية ومزاج ايجابي. وبذل نؤكد السمات الآتية من خلال الدرس:

النظام، النشاط الجماعة، أحساس قوي لأداء الواجب، الثقة بالنفس، التكيف للمواقف المختلفة، تنمية روح التضحية، تنمية روح الجماعة، وبذل الجهد من أجل الجماعة.

و المدرسون  يؤكدون دائما أن درس التربية الرياضية يعود الطالب على النظام، لذلك يجب أن يحتوي الدرس الحد الأدنى من النظام، لأنه ينمي هذه السمة دون تحويل درس التربية الرياضية الى درس عسكري، أو تخصص مفرد لتدريس التدريب.

التربية البدنية والرياضية تصنع شخصية قيادية:

تقوم القيادة الناجحة في التربية البدنية والرياضية على توافر جملة من السمات الشخصية للقائد، ومن أبرز هذه السمات ما يلي:

- القدرة  على تفهم الاهداف العامة للتربية البدنية والرياضية .

- توافر السمات البدني والعقلية الضرورية لممارسة الدور القيادي.

- توافر المهارات والخبرات الفذة في الانجاز.

- توافر سمات اجتماعية ونفسية رفيعة تجعله في قمة السمو ولاقتداء.

- توافر مقومات مكتسبة تضفي على دوره المزيد من النجاح.

4. السمات الشخصية:

تحليه بخصوصيات تمكنه من ممارسة دوره، وتتلخص في مظاهر عديدة، منها:

-البنية البدنية السليمة القدرة على الانتظام في العمل، ومراعاة المواعيد، والعمل لساعات طويلة ومتواصلة، وضبط النفس في المواقف الصعبة، والثقة بالنفس في كل موقف.

المظهر الشخصي: اذ ينبغي للقائد أن يظهر بمظهر يليق بمكانته وبدوره في الاشراف، وأن يكون نظيفا على الدوام والاعتناء بالهندام ، ليوحي بالثقة في مركزه وشخصيته والآداب الاجتماعية.

الخبرات العلمية: اكتساب القائد للمهارات العملية المستمرة، تساهم مساهمة كبيرة في القيادة، ومن أبرز هذه المهارات ، مايلي:

*المقدرة على التعلم بتواضع وفهم.

*المقدرة على استخدام التقنيات التربوية.

*المقدرة على حل المشكلات.

السمات الانسانية: فهي مضافا الى سموها ودورها الكبير في تماسك الجماعة، توفر المناخ عمل مقبول من الجميع، يسمح بتحقيق الولاء للمؤسسة.

السمات الذاتية:

-الذكاء والتركيز: فان التوافر على الذهن قادر على استذكار واستنباط الحلول والآراء في المواقف المختلفة، من أكبر ما يضفي عليه القوة والحنكة.

-القدرة على الاقناع لتسهيل نقل المعلومات للأخرين والتحاور معهم و اقناعهم بالأفكار والاهداف أو الخطط وحثهم على موقف مشترك للعمل بتفاهم وتنسيق لإنجاز الاعمال.

-النظر الثاقب في الامور، والانتباه المتواصل والمركز على تفاصيل العمل و أفراده وكوادره، ومعرفة العيوب والنواقص والحلول " ولو النسبية منها" وجمع المعلومات الكافية عنها، والقدرة على استنباط النتائج أو التوقع الصائب بالمستقبل.

-الجاذبية الذاتية: ليجعل من الآخرين يفتخرون بالعمل معه والانتماء اليه، ويتطلب هذا منه أن يكون قادرا على التحكم والسيطرة في اللقاء الأول لخلق انطباع جيد لدى الآخرين أولا و ثانيا أن يحفظ هذا الانطباع الى الأخير.

السمات المكتسبة:

- النضج الانفعالي، بمعنى المقدرة على الامساك بزمام الأمور، وضبط النفس، والاتزان الانفعالي في الرضا والغضب لدى التعرض للمواقف السارة أو الصعبة، واعطاء المثل الصالح للأخرين في عدم التحيز أو التحامل على البعض.

- مواجهة الأمور بثقة وثبات في المواقف الصعبة ازاء القوى المتصارعة، ومداراة متواصلة لاحتواء الاطراف المختلفة لكي لا يحسب طرفا في الخلافات.

-المقدرة على المثابرة لإنجاز الأعمال، وهي تخرج القائد من الرتابة والروتين.

-قوة المبادرة و الشجاعة و الاقدام.