4. خصائص الثقافة التنظيمية

1- الانسانية: فالثقافة صفة انسانية لأن الانسان هو الوحيد الذي يصنع الثقافة ويبدع عناصرها ويرسم محتواها عبر العصور، وهي بدورها تشكل هويته، والثقافة التنظيمية لها سمة الانسانية لأنها تتشكل من المعارف و الحقائق والمدركات والمعاني، والقيم التي يأتي بها الأفراد إلى التنظيم، وتتكون لديهم خلال تفاعلهم مع التنظيم.

2- الاكتساب والتعلم: الثقافة ليست فطرية بل تنتقل من فرد إلى آخر عن طريق الاكتساب، والتعلم من المجتمع المحيط بالفرد، فكل مجتمع له ثقافته المحددة في الزمان و المكان المعينين، والفرد يكتسب الثقافة من الوسط الاجتماعي من خلال الأدوار التي تقوم بها مؤسسات التنشئة الاجتماعية من الأسرة و المدرسة، مكان العمل.

3 الاستمرارية: ونعني بها أن الثقافة تحتفظ بكيانها لعدة أجيال رغم ما تعترض له المجتمعات أو المنظمات الإدارية من تغيرات مفاجئة أو تدريجية، فالثقافة لها خاصية الاستمرار بتوارث الأجيال لها عبر الزمن، فهي لها القدرة على الإشباع وتزويد الأفراد بالحد الأدنى من التوازن، الأمر الذي يدعم استمرار العادات و التقاليد وطرق التفكير و الأنماط السلوكية، وتستمر الثقافة التنظيمية في الوجود وفي تأثيرها على إدارة المنظمات الإدارية حتى بعد تغيير الأفراد.

4- التراكمية: تأتي كنتيجة حتمية لخاصية الاستمرارية حيث أن استمرار وجود الثقافة يؤدي بالضرورة إلى تراكم السمات الثقافية، وبالتالي تعقد وتشابك العناصر الثقافية المكونة لها، مع الإشارة إلى الاختلاف من حيث طريقة التراكم، فاللغة التقنية، القيم التنظيمية، وأدوات الإنتاج لكل منها طريقتها في التراكم.

5- الانتقائية: بسبب عجز الأجيال على الاحتفاظ بالثقافة في ذاكرتها كاملة، يعمد كل جيل إلى القيام بعمليات انتقاء للعناصر الثقافية، وذلك بقدر ما يحقق إشباع حاجته، وتجعله متوافقا مع البيئة الاجتماعية، والطبيعية، فالمجتمع الانساني له خاصية انتقاء الخبرة من رصيدها المتراكم عبر الأجيال.

6- القابلية للانتشار:من خلال عملية احتكاك الأفراد، والمجتمعات ببعضها البعض، يتم انتقال بعض العناصر الثقافية داخل محيط الثقافة نفسها، أو من ثقافة مجتمع إلى ثقافة مجتمع آخر، وتختلف عملية انتشار الثقافة من حيث السرعة والفعالية تبعا لما هو متوقع من فائدة. كما نشير إلى انتشار العناصر المادية يتم بسرعة أكبر من انتشار العناصر المعنوية.

7- التغيير: يحدث التغيير في كافة العناصر المادية و المعنوية، ويكون عادة سهلا ومرنا في العناصر المادية، بينما يكون أكثر صعوبة على الأفراد في العناصر المعنوية أين يتعرض هذا التغيير إلى المقاومة، وكنتيجة لما تتعرض له المنظمات من أحداث، تجعل من الأشكال الثقافية السائدة غير مناسبة لتلبية الاحتياجات التي تفرضها خبرات وأنماط سلوكية.

8- التكاملية : لتحقيق التكيف و الانسجام مع المتغيرات المختلفة التي تحدث في المنظمة، فالتكامل هو قوة للثقافة التنظيمية والعكس، يعد كل قصور أو تعارض بين العناصر الثقافية عامل ضعف لهذه الثقافة.