1. ماهية تكنولوجيا المعلومات و الاتصال

لقد حضت تكنولوجيا المعلومات والاتصال باهتمام المتخصصين والمفكرين في الشؤون الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والإعلامية...الخ، مما أثار جدلية تعدد التعريفات حول هذا المصطلح، سبقتها قضية تعدد تسميات المصطلح نفسه فالبعض يطلق عـليه تـقنية الـمعلومات والاتصال، والأخر يطلق عليه تكنولوجيا المعلومات والاتصال، غير أن هذا الأخير الأكثر شيوعا واستخداما في أدبيات الإنتاج الفكري المتخصص، كما أن التعريب يكون أحيانا أفضل من ترجمة عربية غير متفق عليها في العالم العربي، ولأن مصطلح تكنولوجيا المعلومات والاتصال كان نتيجة ترابط وتداخل بين مفردات. فلا بد من إلقاء الضوء على كل منها لرسم الحد الفاصل بينها ثم تحديد مفهوم المصطلح المركب.

- مفهوم التكنولوجيا Technology:

 إذا كانت المعلومات جوهر مهم وحيويا فإن التكنولوجيا هي الوسيلة التي تستخدم في عملية خزنها ومعالجتها واسترجاعها أو تناقلها، وهي تعريب لكلمة TECHNOLOGY والتي اشتقت من الكلمة اليونانية TECHNE وتعني فنياً أو مهارات أما الجزء الثاني من الكلمة LOGY فهي مأخوذة من كلمة  LOGOSوالتي تعني علماً أو دراسة ويترجم البعض كلمة تكنولوجيا إلى العربية ) تقنية ) بينما يراها البعض أنها ثقافة، ويقول "ستلر" (1990): إن كلمة تكنولوجيا مأخوذة من الأصل اللاتيني « textere » وتعني ينشئ أو ينسج، وتشير إلى تطبيق المعرفة العلمية، وقد انتقلت من أصلها اللاتيني إلى اللغة الفرنسية في صورة معدلة هي « technique »، ثم انتقلت من أصلها اللاتيني إلى اللغة الانجليزية وأصبحت: « technology » والتي ترجمت إلى اللغة العربية: "تكنولوجيا".3 واستخدمت آنذاك بمعنى الفنون التطبيقية، وشيأ فشيأ أمست الفنون التطبيقية نفسها هي غرض التكنولوجيا أو موضوعها حتى طل القرن العشرين وشاع هذا المصطلح شيوعا كبيرا وأصبحت له العديد من المدلولات، فالتكنولوجيا هي مختلف أنواع الوسائل التي تستخدم لإنتاج المستلزمات الضرورية لراحة الإنسان، فهي التطبيق المنظم والأسلوب المنهجي للمعرفة العلمية والعملية .[1] وتفيد القواميس الإنجليزية بأن معنى التكنولوجيا هو: "المعالجة النظامية للفن أو جميع الوسائل التي تستخدم لإنتاج الأشياء الضرورية لراحة الإنسان واستمرارية وجوده، كما تعني: التقنية أو الأداء التطبيقي."،1كما تعني كذلك: "استخدام الإنسان لكل مهاراته وإمكاناته للتواصل مع الآخرين."2

كما تعرف بأنها: " لا تتضمن بالضرورة استخدام أجهزة كما يدعي البعض، ولا تشكل الأجهزة إلا جزء من التكنولوجيا والتي تعني في جوهرها تطبيق المعرفة العلمية، ويتفق "فن" مع "ستلر" في أن التكنولوجيا تشير إلى الأجهزة والعمليات والنظم والإدارة وآليات التحكم البشرية وغير البشرية، فضلا على أنها الطريقة التي تبحث في المشكلات وتسعى إلى حلول ثم تدرس إمكانية تطبيق تلك الحلول"، - كما أنها: "هي التطبيق المنظم للمفاهيم السلوكية والفيزيقية لحل المشكلات."3

ومن هنا فإن التكنولوجيا هي علم التقنية أو علم الأداء التطبيقي، أي العلم الذي يهتم بتطبيق نتائج البحوث والنظريات التي توصلت إليها العلوم الأخرى في شتى المجالات وهذا بهدف خدمة الحياة العلمية وتطويرها وزيارة فاعليتها، وبالتالي فهي متواجدة في الطب والزراعة وتكنولوجيا المعلومات وغيرها، كما أنها طريقة نظامية تسير على المعارف المنظمة وتستخدم جميع الإمكانيات المتاحة مادية كانت أو غير مادية بأسلوب فعال لإنجاز العمل المرغوب فيه على درجة  عالية من الإتقان أو الكفاية، ومنه للتكنولوجيا ثلاث معان تفهم من خلال كل من النص أو السياق التي وردت فيه هي:

1/ التكنولوجيا كعمليات وتعني التطبيق النظامي للمعرفة العلمية.

2/ والتكنولوجيا كنواتج: وتعني الأدوات والأجهزة والمواد الناتجة عن تطبيق المعرفة العلمية.

3/ التكنولوجيا (كعمليات ونواتج معا)، وتستعمل بهذا المعنى عندما يشير النص إلى العمليات ونواتجها معا.

 مفهوم المعلومات Information: أنظر المحاضرة الأول " إطار مفاهيمي "

- مفهوم الاتصال Communication 2

   كلمة اتصال "Communication"مأخوذة من الأصل اللاتيني communis بمعنى Common عام أو شائع. فحين يتصل الفرد بفرد أخر، فإنه يستهدف الوصول إلى اتفاق عام أو وحدة فكر، وهي العملية التي يتم بها توصيل، أو نقل فكرة أو خـبرة أو مـفهوم أو مـهارة، أو إحساس من شخص لأخر أو مجموعة أشخاص، كما تعني أيضا خطوط المواصلات وأجهزة الاتصال كالمذياع، والتلفاز، والهاتف، والأقمار الصناعية ....

كلمة "اتصال" أو "تفاهم" Communication مشتقة من الأصل اللاتيني communis الذي هو عام وشائع، والاتصال عملية ديناميكية يستطيع بها طرفان أن يشاركا في فكرة أو مفهوم أو إحساس أو اتجاه أو عمل من الأعمال، والمقصود بالطرفين هنا أن فردا يخاطب فردا آخر أو أفراد آخرين أو هيئة أو مجموعة كبيرة من الناس، وكلمة المشاركة هنا لا تعني أن أحد الطرفين سلبي والآخر إيجابي، ولكنها عبارة عن أخذ وعطاء."[3]

- ويعرف بأنه:" الطريقة أو العملية التي يتم عن طريقها انتقال المعرفة من شخص لآخر حتى تصبح مشاعا بينهما وتؤدي إلى التفاهم بين هذين الشخصين أو أكثر"[4]

- كذلك هو: " العملية التي يتم بها نقل المعلومات والمعاني والأفكار من شخص لآخر أو آخرين بصورة تحقق الأهداف المنشودة في المنشأة أو في جماعة من الناس ذات نشاط

اجتماعي، فالاتصال هو العملية التي تنقل بها الرسالة من مرسل إلى مستقبل واحد أو أكثر بهدف تغيير السلوك."[5]

- عرفه الطويجي بأنه: "العملية أو الطريقة التي يتم عن طريقها انتقال المعرفة من شخص إلى آخر حتى تصبح مشاعا بينهما وتؤدي إلى التفاهم بين هذين الشخصين أو أكثر، وبذلك فلهذه العملية عناصر ومكونات تسعى إلى تحقيقه ومجال تعمل فيه ويؤثر فيها."

- وعرفه عبد الحافظ سلامة بأنه: "عملية تفاعل مشتركة بين طرفين (شخصين أو جماعتين أو مجتمعين) لتبادل فكرة أو خبرة معينة عن طريق وسيلة."[6]

- أما عليوة السيد فقد وضح مفهوم الاتصال بأنه: "إنتاج الأفكار والمعلومات والأخبار والمشاعر والاتجاهات وتبادلها وتخزينها وإرسالها بين طرفين أو شخصين على الأقل بأسلوب شفوي وذلك من أجل خلق فهم وقاعدة مشتركة التعاون بينهما."[7]

- ويعرف: "هو العملية التي تنقل بها الرسالة من مصدر معين إلى مستقبل واحد و أكثر بهدف تغيير السلوك."[8]

وبناء على ما تقدم من تعريفات لمفهوم الاتصال ويمكن القول إن تعريف الاتصال الشامل هو: عبارة عن اتصال ما بين طرفين والاشتراك فيما بينهما في نقل للمعارف والمعلومات بغية الوصول وتحقيق للأهداف المسطرة، كما أنه يتم وفق عناصر متكاملة ومتناسقة كالمرسل والمستقبل والرسالة...إلخ، حيث يتم تبادل المعلومات وإشاعتها فيما بينهم. يمكن شرح عملية الاتصال كما يلي:

فيديو يوضح عناصر العملية الاتصالية

 

:مفهوم تكنولوجيا المعلومات والاتصال- 

  مما سبق يمكن تناول هذا المصطلح من زاويتين. الأولى تتمثل في العتاد والأجـهزة والـمواد، والثانية تتمثل في تطبيق الجانب الأول على جميع مراحل دورة المعلومات منذ إنتاجها إلى اختزانها ومعالجتها، وعليه يمكن صياغة تعريف تكنولوجـيا المعلومات علـى أنها، التقنيات الالكترونية والرقمية التي تستخدم في تخزين ومعالجة وتناقل وبث نتائج عمليات تحليل وتصنيف وتكشيف واستخلاص المعلومات وتوجيه الإفادة منها من قبل المستفيدين بأيسر السبل مع ضمان محصلات السرعة والدقة، فالمقصود بتكنولوجيا المعلومات والاتصال هو جميع الوسائل والأدوات اللازمة، ويتمثل ذلك في تكنولوجيا الاتصالات بعناصرها من الفاكس والتلفزيون والراديو والتليستكس والفيديوتكس واستخدام الحاسبات الآلية وشبكات المعلومات ومراصد المعلومات وشبكات الانترنت والمؤتمرات عن بعد واستخدام القمر الصناعي والبريد الإلكتروني وغيرها من وسائل الاتصال، كما أنها العلم الذي يهتم بجمع وتخزين وبث مختلف أنواع المعلومات، وهي خليط من أجهزة الكمبيوتر ووسائل الاتصال ابتداء من الألياف الضوئية إلى الأقمار الصناعية وتقنيات الاستنساخ[ 9].

  أخير فإن تكنولوجيا المعلومات والاتصالات هي مجموعة الأدوات والأجهزة التي توفر عملية تخزين المعلومات ومعالجتها ومن ثم استرجاعها، وكذلك توصيلها واستقبالها بعد ذلك عبر أجهزة الاتصالات المختلفة إلى أي مكان في العالم.

-  تطور تكنولوجيا المعلومات و الاتصال:

فيديو يوضح تطور التكنولوجيا

 مرحلة إختراع الكتابة :Writing

لعل ما يميز الإنسان عن كافة المخلوقات الأخرى هو سعيه الدائم و مقدرته على التعبير عن أفكاره ، ولقد برزت هذه المقدرة منذ فجر التاريخ ، عندما ابتكر الإنسان البدائي رموزا صوتية ليتواصل بها مع الآخرين ، مما أنتج التجمعات البشرية نتيجة استخدامه لغة الإشارات ، وقد تبع ذلك تطور كبير في ارتقاء هذا التفاهم أنتج اللغة ، وعندما استطاع الإنسان التكلم تحققت الثورة الأولى ، فلقد أصبح لأول مرة من الإمكان أن تجمع البشرية – عن طريق الكلام – حصيلة اكتشافاتها و ابتكاراتها .ثم اخترع السومريون أقدم طريقة للكتابة ، و استخدموا ألواح الطين لحفظها ، وذلك منذ حوالي 3600سنة قبل الميلاد ، و رغم أنها حفظت الفكر الإنساني غير أنها لم تكن كافية لحل مشكلات الاتصال ، فلقد كانت حكرا على رجال الدين ، كما ظهرت الكتابة التصويرية و الهيروغليفية و غيرها ، ولكن هذه العصور تميزت بالفردية الاتصالية .إلا أن أخترع الورق على يد الصينيين و للعرب الفضل في تطويره ... وقد أعقبت ذلك العديد من الاكتشافات ساهمت في تطوير المعلومات .

مرحلة اختراع الطباعة : Printing

و لقد اقترنت الثورة الثانية بظهور الطباعة في منتصف القرن الخامس عشر ، ويتفق معظم المؤرخين على أن يوحنا غوتمبرغ هو أول من فكر باختراع الطباعة بالحروف المعدنية المنفصلة ، وذلك حوالي سنة 1436 ، حيث أتم طباعة الإنجيل باللغة اللاتينية عام 1455 .فانتقل العالم الى   صر النسخ للعديد من الكتب و المصادر المطبوعة الأخرى ، من أجل حفظها للأجيال القادمة . ولغل هذه المرحلة هي المحرك الأساسي لتكنولوجيا المعلومات .

مرحلة التكنولوجيا المسموعة و المرئية : Audio - Visuals

و خلال القرن التاسع عشر بدأت معالم ثورة الثورة الثالثة و اكتمل نموها في القرن العشرين ، فلقد شهد القرن التاسع عشر ظهور عدد كبير من وسائل الاتصال استجابة لعلاج بعض المشكلات الناجمة عن الثورة الصناعية ، فلقد أدى التوسع في التصنيع إلى زيادة الطلب على المواد الخام ، مما أفرز حاجة و عجزا ، فلقد أصبحت الأساليب التقليدية للاتصال لا تلبي التطورات الضخمة التي يشهده العالم الصناعي ، فجاءت محاولات عديدة لاختراعات جديدة غيرت مجرى البشرية .

ففي عام 1824 اكتشف العالم الانجليزي و ليم سترجون Sturgon  الموجات الكهرومغناطيسية ، واستطاع صمويل مورس Morse  اختراع التلغراف في عام 1937 ، كما ابتكر طريقة الكتابة التي تعتمد على النقط و الشرط Dots and Dashes  و قد تم ربط التلغراف السلكية عبر كل أوربا و أمريكا و الهند خلال القرن التاسع عشر .

و في عام 1876 استطاع غراهام بل أن يخترع التليفون مستخدما نفس تكنولوجيا التلغراف لنقل الصوت الى مسافات بعيدة ، أي  سريان التيار الكهربائي في الاسلاك النحاسية مستبدلا بمطرقة التلغراف شريحة رقيقة من المعدن تهتز حين تصتدم بها الموجات الصوتية ، وتحول الصوت إلى تيار كهربائي يسري في الأسلاك و تقوم سماعة التليفون بتحويل هذه الدبدبات الكهربائية إلى إشارات صوتية تحاكي الصوت الأصلي.

 .وفي عام 1877اخترع توماس إديسون  Edisonجهاز الفونوغراف Phonograph ، ثم تمكن الألماني إميل برلنجر  Berlinger في عام 1887 من ابتكار القرص المسطح Flat Disc الذي يستخدم في تسجيل الصوت

و في عام 1895 شاهد الجمهور الفرنسي أول عرض سينمائي ، ثم أصبحت السينما ناطقة سنة 1928 . و تمكن العالم الإيطالي الأصل جو غليلمو ماركوني Marconi  من اختراع اللاسلكي سنة 1896، و كانت هي المرة الأولى التي ينتقل فيها الصوت إلى مسافات بعيدة نسبيا بدون استخدام الأسلاك .

وجاء التحول المهم في مجال اختراع مصادر المعلومات المسموعة باختراع المذياع ( الراديو ) عام 1906 ، و كان  الألمان و الكنديون أول من بدأ في توجيه خدمات الراديو المنتظمة منذ عام 1919 ، ثم تبعنها الولايات المتحدة الأمريكية في عام 1920.

كذلك بدأت تجارب التليفزيون في الولايات المتحدة منذ أواخر العشرينات مستفيدة بما سبقها من دراسات و تجارب علمية في مجالات الكهرباء ، و التصوير الفوتوغرافي و الاتصالات السلكية و اللاسلكية،  وفي أول يوليو 1940 بدأت خدمات التلفزيون التجاري في الولايات المتحدة في نهاية عام 1942 بلغ عدد المحطات الأمريكية 10محطات .حيث أصبحت هذه الوسائل تعكس قيم المجتمعات و ثقافتها وأسلوب معيشة الأفراد ضمنها ، كما عكس الراديو اهتمامات الناس الأساسية باعتباره من أقوى وسائل الاتصال الجماهيري ، وقدمت الأفلام السينمائية واقع المجتمعات و طموحاتها و خيالاتها . تلاها بعد ذلك انتشار المصغرات Microform  كالمصغرات الفلمية Microfilm  و البطاقية في منتصف القرن العشرين ، ولكن اكتشافها بعود إلى قبل ذلك عندما قام العالم الأنجليزي جون بنيامين دانسر John Benjamin   Dancer  بصناعة جهاز التصوير المصغر عام 1839 و بنسبة تصغير بلغت 160مرة ، ثم العالم الفرنسي رينيه داكرون Rene Dagron  عام 1864 حيث لعب هذا الجهاز دورا بالغ الأهمية في تخزين و تناقل المعلومات ، خاصة في حصار باريس فقد قام بتصوير أكثر من 115000 رسالة مايكروفلمية للفترة 1870-1871 ، ثم تزايد الإهتمام بالمصغرات الفلمية في الولايات المتحدة عام 1933 باستخدام الافلام ثم البطاقات المصغرة ( المايكروفيش ) و البطاقات ذات الفتحة المؤطرة Aperture Card  عام 1945 .

  • و لقد أعتبرت المصغرات حينها من أهم التكنولوجيا لما تملكه من مزايا فهي اقتصادية في الكان حيث يمكن حفظ ما يقارب 30000 صفحة ورقية ، وبعد تحويلها الى شكلها المصغر ،في درج واحد من أدرج الكتب ، وبذلك فإن المصغرات وفرت ما يقارب 98 ٪ من أمكنة حفظ و تخزين مصادر المعلومات .
  • سهولة تداولها و تناقلها ، عبر مختلف المناطق الجغرافية .
  • سهولة استرجاع المعلومات المصورة عليه باستخدام أجهزة القراءة Readers  أو أجهزة القراءة الطباعة وReader-Printers  حيث تمكن من قراءتها و تحويلها إلى الشكل الورقي و ان هذه الأجهزة كانت و لا تزال في بعض مراكز المعلومات و التوثيق
  •  مرحلة اختراع الحاسوب :

لقد أدى تطور حاجيات البشرية الى تطورات عديدة رسمت طريقا واحدا هو "الطريق نحو الكومبيوتر"، حيث تشير الدراسات الى أن شارلز بابيج كان قد صمم حاسوب ميكانيكي ليقوم بالحسابات بإستخدام البطاقة المثقبة ، عام 1833 ، لغرض تخزين البيانات عبر آلة تحليلية ، و في عام 1887 تم تطوير مفهوم البطاقات المثقبة الصالحة للقراءة الآلية ، وجرى تصميم جهاز يستطيع قراءة 50-80 بطاقة  في الدقيقة الواحدة و جدولتها . و لقد كانت الحرب العالمية الثانية بمثابة المنعطف و الحافز لإبتكار ما هو جيد لخدمة المعركة ، ففي عام 1937 بدأ أستاذ جامعة هارفارد رد هوارد آيكن Howard Aiken  العمل على بناء ألة حاسبة أتوماتيكية تستخدم التقنية المتاحة آنذاك و البطاقات المثقبة و استغرقت محاولاته 7 سنوات ثم بعدها تم بناء حاسوب ميكانيكي أطلق عليه اسم مارك (1) Mark  و كان ذلك بالتعاون مع شركة IBM  . و بذلك فلقد مر الحاسوب

بعدة محطات و أجيال يمكن عرضها في الفيديو التالي:

فيديو يوضح تاريخ وتطور الحاسوب

-  مرحلة تزاوج تكنولوجيا الحواسيب و الاتصال :

ولقد شهد النصف الثاني من القرن العشرين الثورة الخامسة و التي كانت ناتج تزاوج تكنولوجيا الحواسيب و تكنولوجيا الاتصال المختلفة وصولا إلى شبكة المعلومات و على رأسها الانترنت ،  من أجل التحكم في انفجار المعلومات ، فبقد ظهرت في السنوات الأخيرة ابتكارات عديدة طورت الاتصالات السلكية و اللاسلكية .لتلبية حاجات الأفراد إلى المعلومات ومن أبرزها الحاسبات الشخصية المتنقلة ، الأقمار الصناعية ، الاتصال الكابلي ، و الميكروويف و الألياف الضوئية ، و الاتصالات الرقمية ، و أدى ذلك إلى ظهور خدمات اتصال جديدة مثل التلفزيون الكابلي ، و منخفض القوة ، و الفيديو كاسيت ، الفيديوديسك ، و الفيديوتكس ، و اللتليتكست ، و قواعد البيانات ، و عقد المؤتمرات عن بعد و البريد الالكتروني .

إن تكنولوجيا الاتصال المتقدمة، هي الحقيقة المؤكدة في هذا العصر ، لكن المؤكد أيضا أن هذه التكنولوجيا كمستلزمات أو كصناعة أو كانتشار ، مازالت حكرا على الدول المتقدمة في الشمال الغني والمهيمن ، وان معظم بلدان العالم الثالث لم تتمكن من مواكبة هذا التطور أو التفاعل الإيجابي معه ، حتى بات كل الازدهار المفترض لتقنيات الاتصال يصطدم بحقيقة أن واحد بالمائة فقط من سكان الدول النامية التي تمثل غالبية سكان الأرض يمكنهم التمتع بمزايا هذه التقنيات ،  مما يلزم دول العالم الثالث التفكير بجدية والوقوف على هذا الوضع من أجل تطويع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات على تقديم حلول مبتكرة لمشكلاتهم الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، وليس الاعتماد فقط على تلك الحلول التي خرجت بها دول العالم المتقدم  ،إن العمل بمثل هذا المبدأ سوف يوفر على دول العالم الثالث الكثير في سبيل إعادة التفكير في الطرق التي يمكن بها استخدام تكنولوجيا المعلومات     الاتصالات لحل تلك المشكلات المزمنة التي تواجهها هذه الدول.    وعلى ذلك فإن التفكير الابتكاري لما يمكن أن تقدمه التكنولوجيا للدول الناشئة يجب أن يكون مختلفاً على وجه كبير مما قدمته في دول العالم المتقدم.

فيديو حول بداية تقنية الانترنت