1. -تمهيد:

      أصبح التحليل العاملي يحتل مكانة هامة في البحوث بمختلف انواعها ، حيث ان هذه العلوم تخضع لكثير من المتغيرات المتداخلة ، التي يكون بينها مجموعة من الارتباطات السلبية أو الايجابية . و التحليل العاملي أسلوب إحصائي يساعد الباحث في دراسة المتغيرات المختلفة بقصد ارجاعها الى اهم العوامل التي اثرت فيها ، فمن المعروف ان أي ظاهرة من الظواهر تنتج من عدة عوامل كثيرة ، و تعتبر الظاهرة محصلة لهذه العوامل جميعا.  (مصطفى حسين باهى و احمد عبد الفتاح ، 2006 : 187)

ايضا فأن التحليل العاملي اسلوب إحصائي يعمل على تجميع متغيرات ذات طبيعة و احدة في تركيبة متجانسة مرتبطة داخليا فيما بينها في تكوين يسمى عامل ( ) بحيث يرتبط كل متغير من هذه المتغيرات بهذا العامل ، أي ان كل متغير من هذه المتغيرات يتشبع على هذا العامل بقيم متفاوتة توضح الاهمية النسبية لكل متغير من هذه المتغيرات المرتبطة بالنسبة لهذا العامل (محمد أنور ابراهيم ، 2002 : 196)

    فالتحليل العاملي هو الاسلوب الإحصائي الذى يصل بتفسير معامل الارتباط الموجب ( و الذى له دلالة احصائية الى مستوى التعميم . و قد نشأ هذا الاسلوب في اطار علم النفس ليزود الباحثين بنموذج رياضي لتفسير النظريات السيكولوجية في ميدان القدرات العقلية و سمات الشخصية ، ويبدأ التحليل العاملي بمجموعة من الملاحظات يمكن الحصول عليها من عينة من الافراد عن طريق استخدام مجموعة من المقاييس و الاختبارات. و يهدف الى تحليا هذه الملاحظات من خلال العلاقات بينها لتحديد ما اذا كانت التغيرات التي تدل عليها يمكن تفسيرها في ضوء عدد من الفئات الاساسية أقل عددا مما بدأنا به. أي هل يمكن تفسير هذه البيانات التي نحصل عليها من عدد كبير من الاختبارات و المقاييس العقلية في ضوء عدد أقل من المتغيرات المرجعية

       و بهذا ا ينتمى منهج التحليل العاملي الى فئة المناهج المتعددة المتغيرات ( ) ، و يعتمد على الفروق الفردية كما تتمثل في عدد كبير من الاختبارات و المقاييس تطبق على نفس المفحوصين في ظروف موحدة أو مقننة ، و ذلك لتحديد المصادر المشتركة للاختلاف أو التباين كما تتمثل في انتظام الفروق الفردية في درجات بعض هذه الاختبارات او كلها. ( فؤاد أبو حطب ، ( 103-102 : 1992)

و يذكر فؤاد البهي السيد ( 1978) ان التحليل العاملي يهدف الى الكشف عن العوامل المشتركة التي تؤثر في عدد من الظواهر المختلفة ، و ينتهى الى تلخيص المظاهر المتعددة التي يحللها الى عدد قليل من العوامل فهو بهذا المعنى ينحو نحو الانجاز العلمي الدقيق

و يشير احمد عبد الخالق ( 1987 ) ان هناك اتجاها آخر عكس هذا الراى و هو ان التحليل العاملى يقترح فروضا ، و كلما نجح فى القيام بهذة المهمة انتهت وظيفة الوصف ليصبح جزا من النظرية السيكولوجية من حيث هو احصاء يختصر العلاقات بين مجموعة من المتغيرات و يقترح علاقات سببية لم يسبق اكتشافها. و ان توليد الفروض ليس حكرا على التحليل العاملى فهو يشبة فى ذلك طريقة الملاحظة و العمل الاكلينيكى ، الا ان الاخيرين يقلون عنة فى فى درجة الدقة و الصرامة و قد يسهل تكوين الفروض فى مجال تتوفر فية ملاحظات كثيرة ، الا ان اسهامات التحليل العاملى تصبح مهمة جدا فى المجالات الجديدة نسبيا ، و ذلك فى الاسراع فى تكوين فروض معقولة و قيمة و استبعاد الفروض الضعيفة ، و يتصل هذا الهدف باثبات الفروض او رفضها و بخاصة الفروض المتعلقة بتركيب الشخصية و تنظيمها كفروض الانماط و السمات .