1. أسباب تعاطي المخدرات

أ‌)   العوامل النفسية: لقد أثبتت علم النفس أن هنالك فروقا فردية بين الناس تبقى تميزهم حتى وان ظهر التشابه بشكل كبير، لذا فان الإدمان كظاهرة مرضية لها علاقة بخصائص المتعاطي نفسه، ونورد هنا أهم هذه الخصائص

*العوامل الوراثية: يعتقد الباحثون في هذا المجال أن هناك علاقة وطيدة بين إدمان الأولياء ووقوع أبنائهم في الإدمان، ويؤيد هذا الاتجاه أنصار النظرية الوراثية، غير أنه لحد الان لا توجد دراسات قطعية في الجزائر ولا في الدول العالم العربي حول تأثير الوراثة على ظاهرة تعاطي المخدرات. أما على المستوى الدولي أجريت هيئة الأمم المتحدة دراسة عن الأطفال والمخدرات، وأوضحت من خلالها "أن الاف الأطفال في العالم يولدون مدمنين على الهيروين، وذلك بسبب إدمان أمهاتهم لهذا المخدر.

*شخصية المدمن: يرى علماء النفس أن تعاطي المخدرات قد يكون بديلا لتفادي الحرمان والإحباط، وأنه نشاط تعويضي لإعادة التوازن بين القصور والعجز من جهة والانجاز والعمل من جهة أخرى

- إن هذه المميزات النفسية التي تدفع الشخص إلى مجال التعاطي بحثا عن إحداث التوازن وهذا ما أكدته العديد من الدراسات، منها دراسة (ونك winck) التي هدفت إلى التعرف على سمات الشخصية الادمانية وصنفتها إلى:

*الشخص غير الناضج: وهو العاجز عن إقامة علاقات هادفة مع أشخاص اخرين، ولا يستطيع الاعتماد على نفسه والاستقلال عن أبويه.

*الشخص المنغمس في الذات: وهو الذي لا يستطيع أن يؤجل اشباع رغباته، ويريد إشباعها في التو والحال، ولا يستطيع الصبر أو التأجيل ما يريده في وقت لاحق، ويؤدي الافراط في رعاية الطفل الى استمرار هذه السمات الطفلية في شخصيته بعد كبره.

*الشخص القلق: القلق عبارة عن حالة نفسية توقع صاحبها في التوتر والاضطراب والهيجان والخوف المبهم الذي لا يعرف مصدره، والقلق ينتج اما عم خوف من المستقبل أو عن صراع داخل النفس بين نوازعها والقيود التي تحول دون هذه النوازع، وقد يشكل القلق المزمن، البوابة التي منها المصابون الى عالم التعاطي المخدرات على أمل تناسي أحزانهم وتخفيف ألامهم، وتقليص حدة توترهم واضطرابهم، والهروب من واقعهم ومن الأفكار التي تسبب لهم الضيق.

*الشخص المكتئب: الاكتئاب هو الحالة التي يشعر فيها الفرد بالحزن الشديد والقنوط والفم والعجز واليأس والذنب، مصحوبة بانخفاض في النشاط النفسي والذهني والحركي، وضعف الاهتمام بالأمور الشخصية والاجتماعية وكره للحياة، وأفكار انتحارية أحيانا. ومن هنا فان الشخصية المكتئبة غالبا ما تلجأ الى المخدرات ظنا من صاحبها أنها تعينه على الاحساس بالذات والقوة وبتقبل الجماعة، والتغلب على الأفكار التي تسبب له الضيق.

الملل: ان الحياة الروتينية، وغياب مشاريع مستقبلية، والفراغ النفسي وتدني الطموح قد يجعل من المخدرات مهربا.

*حب الاستطلاع: قد يندفع الكثير من الشباب الى التعاطي، بسبب حب اكتشاف المجهول، وتجريب ما قد سمعو عنه أو شاهدوه في الاعلام المقروء أو المرئي في البرامج الخليعة وغيرها.

* حب الإثارة: إذ تروج كثير من الأقاويل أن المخدرات تلهب مشاعر اللذة، وتحدث متعة عارمة لدى ممارسة الجنس، فيقبل عليها بشغف طلبا لمزيد من الإثارة واللذة.

*الامراض النفسية والجسمية: وهي حالات مرضية يضطر المريض فيها الى التعامل مع بعض أنواع الأدوية أو العقاقير، ولكن الاستعمال المتكرر بدون وصفة أو مراقبة طبية قد يوقع صاحبه في بؤرة التعاطي.

* غياب الوازع الديني: يشكل ضعف الوازع الديني الايماني لدى الفرد دافعا قويا من عوامل اللجوء الى تعاطي المخدرات، فالفرد المتعاطي للمخدرات يلازمه التفكير بعدم تحريم المخدرات، كما يرتبط هذا بعدم الالتزام بالقيم والأخلاق والعادات الاسلامية السائدة في المجتمع، وضمور الوازع الديني ناجم عن ضعف ثقافته الدينية، وعدم تمثله ما تغرسه العقيدة في النفس من قيم وأخلاق.

ب) عوامل خاصة بالمادة المتعاطاة: هناك مجموعة عوامل لصيقة بهذه المواد والتي تتدخل بصورة أو بأخرى في تشكيل ظاهرة التعاطي والمتمثلة في توافر المادة، طريقة التعاطي، نظرة المجتمع للعقار.

1- عامل التوافر: ونعني به سهولة الحصول على المادة المخدرة  مما يجعل سعره في متناول الكثيرين، فتتسع بذلك الفرصة للتعاطي والادمان.

1- طريقة التعاطي:مثل تعاطي المخدرات بالفم والشم فانه يسهل الادمان عليها بينما يقلل استخدامها بطريقة الحقن من فرص الادمان يضاف الى ذلك مرات التعاطي، فالتعاطي المستمر واليومي يزيد من فرص الادمان بخلاف الاستخدام المؤقت والذي يحدث في المناسبات فقط.

2- نظرة المجتمع للعقار: يتأثر توافر المخدرات والمواد المسكرة عليها بنظرة المجتمع، اذ ان في المجتمعات الغربية، مثلا لا يكون هناك حرج أبدا من الاتجار بالخمر وشربه، لذلك يكون احتمال الادمان عليه كبيرا، على عكس المجتمعات المسلمة التي يحرم فيها الدين شرب الخمر وبيعه ويمقت المجتمع كل من له علاقة به، وهذا ينقص احتمالات الادمان.