أسباب تعاطي المخدرات

الموقع: Plateforme pédagogique de l'Université Sétif2
المقرر: مخاطر تعاطي المخدرات
كتاب: أسباب تعاطي المخدرات
طبع بواسطة: Visiteur anonyme
التاريخ: Thursday، 25 April 2024، 10:03 AM

الوصف

سنتطرق في هذه المحاضرة الى الأسباب النفسية والاجتماعية والأقتصادية

1. أسباب تعاطي المخدرات

أ‌)   العوامل النفسية: لقد أثبتت علم النفس أن هنالك فروقا فردية بين الناس تبقى تميزهم حتى وان ظهر التشابه بشكل كبير، لذا فان الإدمان كظاهرة مرضية لها علاقة بخصائص المتعاطي نفسه، ونورد هنا أهم هذه الخصائص

*العوامل الوراثية: يعتقد الباحثون في هذا المجال أن هناك علاقة وطيدة بين إدمان الأولياء ووقوع أبنائهم في الإدمان، ويؤيد هذا الاتجاه أنصار النظرية الوراثية، غير أنه لحد الان لا توجد دراسات قطعية في الجزائر ولا في الدول العالم العربي حول تأثير الوراثة على ظاهرة تعاطي المخدرات. أما على المستوى الدولي أجريت هيئة الأمم المتحدة دراسة عن الأطفال والمخدرات، وأوضحت من خلالها "أن الاف الأطفال في العالم يولدون مدمنين على الهيروين، وذلك بسبب إدمان أمهاتهم لهذا المخدر.

*شخصية المدمن: يرى علماء النفس أن تعاطي المخدرات قد يكون بديلا لتفادي الحرمان والإحباط، وأنه نشاط تعويضي لإعادة التوازن بين القصور والعجز من جهة والانجاز والعمل من جهة أخرى

- إن هذه المميزات النفسية التي تدفع الشخص إلى مجال التعاطي بحثا عن إحداث التوازن وهذا ما أكدته العديد من الدراسات، منها دراسة (ونك winck) التي هدفت إلى التعرف على سمات الشخصية الادمانية وصنفتها إلى:

*الشخص غير الناضج: وهو العاجز عن إقامة علاقات هادفة مع أشخاص اخرين، ولا يستطيع الاعتماد على نفسه والاستقلال عن أبويه.

*الشخص المنغمس في الذات: وهو الذي لا يستطيع أن يؤجل اشباع رغباته، ويريد إشباعها في التو والحال، ولا يستطيع الصبر أو التأجيل ما يريده في وقت لاحق، ويؤدي الافراط في رعاية الطفل الى استمرار هذه السمات الطفلية في شخصيته بعد كبره.

*الشخص القلق: القلق عبارة عن حالة نفسية توقع صاحبها في التوتر والاضطراب والهيجان والخوف المبهم الذي لا يعرف مصدره، والقلق ينتج اما عم خوف من المستقبل أو عن صراع داخل النفس بين نوازعها والقيود التي تحول دون هذه النوازع، وقد يشكل القلق المزمن، البوابة التي منها المصابون الى عالم التعاطي المخدرات على أمل تناسي أحزانهم وتخفيف ألامهم، وتقليص حدة توترهم واضطرابهم، والهروب من واقعهم ومن الأفكار التي تسبب لهم الضيق.

*الشخص المكتئب: الاكتئاب هو الحالة التي يشعر فيها الفرد بالحزن الشديد والقنوط والفم والعجز واليأس والذنب، مصحوبة بانخفاض في النشاط النفسي والذهني والحركي، وضعف الاهتمام بالأمور الشخصية والاجتماعية وكره للحياة، وأفكار انتحارية أحيانا. ومن هنا فان الشخصية المكتئبة غالبا ما تلجأ الى المخدرات ظنا من صاحبها أنها تعينه على الاحساس بالذات والقوة وبتقبل الجماعة، والتغلب على الأفكار التي تسبب له الضيق.

الملل: ان الحياة الروتينية، وغياب مشاريع مستقبلية، والفراغ النفسي وتدني الطموح قد يجعل من المخدرات مهربا.

*حب الاستطلاع: قد يندفع الكثير من الشباب الى التعاطي، بسبب حب اكتشاف المجهول، وتجريب ما قد سمعو عنه أو شاهدوه في الاعلام المقروء أو المرئي في البرامج الخليعة وغيرها.

* حب الإثارة: إذ تروج كثير من الأقاويل أن المخدرات تلهب مشاعر اللذة، وتحدث متعة عارمة لدى ممارسة الجنس، فيقبل عليها بشغف طلبا لمزيد من الإثارة واللذة.

*الامراض النفسية والجسمية: وهي حالات مرضية يضطر المريض فيها الى التعامل مع بعض أنواع الأدوية أو العقاقير، ولكن الاستعمال المتكرر بدون وصفة أو مراقبة طبية قد يوقع صاحبه في بؤرة التعاطي.

* غياب الوازع الديني: يشكل ضعف الوازع الديني الايماني لدى الفرد دافعا قويا من عوامل اللجوء الى تعاطي المخدرات، فالفرد المتعاطي للمخدرات يلازمه التفكير بعدم تحريم المخدرات، كما يرتبط هذا بعدم الالتزام بالقيم والأخلاق والعادات الاسلامية السائدة في المجتمع، وضمور الوازع الديني ناجم عن ضعف ثقافته الدينية، وعدم تمثله ما تغرسه العقيدة في النفس من قيم وأخلاق.

ب) عوامل خاصة بالمادة المتعاطاة: هناك مجموعة عوامل لصيقة بهذه المواد والتي تتدخل بصورة أو بأخرى في تشكيل ظاهرة التعاطي والمتمثلة في توافر المادة، طريقة التعاطي، نظرة المجتمع للعقار.

1- عامل التوافر: ونعني به سهولة الحصول على المادة المخدرة  مما يجعل سعره في متناول الكثيرين، فتتسع بذلك الفرصة للتعاطي والادمان.

1- طريقة التعاطي:مثل تعاطي المخدرات بالفم والشم فانه يسهل الادمان عليها بينما يقلل استخدامها بطريقة الحقن من فرص الادمان يضاف الى ذلك مرات التعاطي، فالتعاطي المستمر واليومي يزيد من فرص الادمان بخلاف الاستخدام المؤقت والذي يحدث في المناسبات فقط.

2- نظرة المجتمع للعقار: يتأثر توافر المخدرات والمواد المسكرة عليها بنظرة المجتمع، اذ ان في المجتمعات الغربية، مثلا لا يكون هناك حرج أبدا من الاتجار بالخمر وشربه، لذلك يكون احتمال الادمان عليه كبيرا، على عكس المجتمعات المسلمة التي يحرم فيها الدين شرب الخمر وبيعه ويمقت المجتمع كل من له علاقة به، وهذا ينقص احتمالات الادمان.

 

 

2. العوامل الاجتماعية والاقتصادية

ج) العوامل الاجتماعية والبيئية:

*ظروف الحياة الأسرية:يتعلم الفرد في أسرته القيم والمعايير الاجتماعية والانماط المختلفة عن السلوك، وهذا يتحدد بنوعية الأسرة، فاذا كانت هذه الأسرة متماسكة ومتحابة، تشعر أفرادها بالانتماء من خلال الاهتمام والمتابعة، فان ذلك ينعكس على الصحة النفسية للأبناء، وتوافقهم النفسي والاجتماعي، وعلى العكس من ذلك، فان الأسر المفككة والمضطربة تنشئ أفراد مضطربين ومنحرفين وهذا الرأي السائد بين علماء النفس الاجتماعي، اذ يعتبرون أن السلوك الاجرامي، وتعاطي المخدرات هو نتيجة للتنشئة الاجتماعية الخاصة بالفرد حيث أنه سلوك مكتسب، وأن التنشئة الاجتماعية غير الجيدة تفرز أنماطا وسلوكا انحرافيا، وتعاطي المخدرات والإدمان عليها أحد أنواع هذا السلوك المنحرف

ويمكن اجمال العوامل الأسرية المؤدية إلى التعاطي في مايلي:

  • إتباع الشدة والقسوة في المعاملة واستعمال أسلوب العقاب الجسدي
  • زيادة عدد أفراد الأسرة
  • الخلافات والشجارات الأسرية
  • الطلاق والانفصال بين الوالدين
  • ضعف الرقابة الأسرية
  • انشغال الوالدين عن الأبناء
  • تعاطي الابوين أو أحدهما للمخدرات
  • عدم وجود الثقة بين الاباء والأبناء مما يجعل  الأبناء يلجؤون إلى الرفاق
  • عدم تعزيز القيم الروحية لدى الأبناء
  • تقسير الإباء أو عدم أداء  لواجباتهم الدينية والاسرية

* رفقاء السوء:لا  يعيش البناء الأسري في معزل عن الجماعات المحيطة بهم وأولها جماعة الأصدقاء والرفاق، فهم جزء غير مباشر من الأسرة، حيث أثبتت عدة دراسات أن تأثيرهم أكبر من تأثير الوالدين، فعندما يعجز الشخص عن إقامة علاقات حميمية داخل الأسرة يلجأ إلى توطيد علاقات خارج الأسرة  مع أقرانه، وفي حالة ما اذا كان هؤلاء الأقران سيئون أو منحرفون، فان نصيبا من هذا الانحراف سيبتلى به عاجلا أو اجلا.

ويعتبر الأقران من أهم  العوامل المؤثرة في تحديد سلوك المراهقين والشباب، وفي ما يخص التعاطي فان المتعاطي لأول مرة عادة ما يتعرف ويحصل على المادة المخدرة من أقرانه، فيقبل عليها سريعا من قبل أصدقاءه وبتشجيع منهم.

فجماعة الرفاق والأقران تشكل بيئة اجتماعية تؤثر على شخصية الفرد من خلال:

انتقال الأفكار

- تعلم سلوكيات

- مجاراة الأصدقاء في السلوكيات

- عدم القدرة على الانسحاب من جماعة الأصدقاء رغم السلوكيات السلبية

 * تأثير الحي السكني: إن طبيعة المنطقة والمجتمع الذي يوجد فيها المدمن لها تأثير كبيرا خاصة اذا ما كانت هذه المنطقة من المناطق الهامشية أو الفقيرة أو المناطق العشوائية نتيجة لما تعانيه من أمراض صحية ونفسية واجتماعية وأزمات اقتصادية، ففي مثل هذه المجتمعات يصبح التعاطي والإدمان أمرا معتادا دون أي حياء أو خوف

* الفراغ: يؤدي وقت الفراغ إذ لم يواكبه عقل واع وأماكن ترويحية مناسبة فيما ينفعه، الى الانحراف وتعاطي المخدرات في كثير من الأحيان، لأن الفراغ مؤثر مهم فيما يتعرض له الفرد من الضجر والسأم والشعور بالاغتراب، مما يدفع الى ملئ هذا الفراغ بأي عمل كان بأي عمل كان، خصوصا لدى الشباب لما يمتزون به من نشاط وحيوية وطاقة تبحث عن اللهو، واللجوء في كثير  من الأحيان إلى المقاهي والسفر إلى المجتمعات التي توفر المخدرات

* الإعلام المثير: تتصل مشكلة المخدرات بشكل كبير بعمليات التنشئة الاجتماعية الخاطئة التي يستقيها الفرد من وسائل الإعلام، وبخاصة تلك التي تعلم اساليب تهريب وبخاصة تلك التي تعلم أساليب تهريب المخدرات، والاتجار بها أو تعاطيها بشكل يدفع الشباب الى الاستكشاف والتجريب، ولا ننسى التركيز على دور الانترنيت في نشر معلومات مشجعة على تعاطي المخدرات

د- العوامل  الاقتصادية: هناك مجموعة من العوامل الاقتصادية التي تؤدي الى تعاطي وادمان المخدرات

  • ازدياد متطلبات الحياة بصورة عامة والحاجة الى مستلزمات الحياة الضرورية وعدم توفر الدخل الكافي، وارتفاع مستوى معيشة مما يثقل كاهل الأسرة والفرد مما تجعله عاجزا اتجاهها، وهذا ما يدفعه الى تعاطي المخدرات كمحاولة منه للهروب من الواقع الاجتماعي  المرير.
  • البطالة  وما تتركه من ضغوط كبيرة في مواجهة الحياة فضلا عن قلة فرص العمل وتوفر الفراغ لدى الشباب
  • ضعف الرقابة واليات مكافحة انتشار المواد المخدرة الشئ الذي يسهل من إمكانية الحصول عليها سواء بطرق مشروعة (الوصفات الطبية) أو غير المشروعة كشرائها من ممولين