1. علم الاخلاق وفلسفة القيم والمقاربة المعيارية

مقدمة :  دراسة القيم علميا وفلسفيا أنتج مذاهب كثيرة بعضها أسطوري السمة والآخر ميتافيزيقي المنطلق وبعضها ديني الجذور والغايات ومعظمها عقلي النهج موضوعي القصد علمي الزعم ثابت المنطلق شامل الهدف ينشد الإنسانية ، لقد نتج عن هذا الانشغال نمطين من الدراسات يحمل كل نوع أطروحات فلسفية متعددة لكنها تلتقي في هدف واحد وهو تفسير السلوك ألقيمي . تندرج هذه الدراسات في ( علم الأخلاقAXIOLOGIE  ) و(فلسفة القيم)من خلال التسمية يبرز لنا الاختلاف بين الدراستين من حيث طبيعة الإشكاليات التي تطرحها والمنهج المعتمد أثناء الدراسة . كما انها تلتقي في تحوّل موضوع القيم الى مقاربة معيارية لها علاقة بالرؤية للعالم .

1-1: علم الاخلاق : دراسة تهتم بما يجب ان يكون ، يعمل على تحديد القيم التي يجب أن يسعى إلى تحقيقها في الواقع .

فالسؤال الأخلاقي المتمثل في ما الذي ينبغي أن افعله ؟يجعل الإنسان العادي قبل العالم الأخلاقي يسعي إلى التعالي على ما هو كائن للوصول إلى نموذج أخلاقي هو بمثابة المثل الأعلى وهو يهدف إلى فهم طبيعة الحياة الأخلاقية لأجل التعرّف على الصواب والخطأ في السلوك الإنساني وإذا ( شوبنهاور) يرى أن علم الأخلاق مجرد دراسة تأملية نظرية خال من أي طابع معياري وانه لا يأمر ولا يمكن أن يفرض علينا أي أمر هناك من يرفض هذا الطرح بحيث يرى أن علم الأخلاق لا يتوقف عند حد التنظير بل ان مهمة الفيلسوف تتعدى إلى توجيه النقد إلى بعض القيم السائدة وإسقاطاتها على أرض الواقع وهو ما يسمى بالأخلاق العملية ويلي النقد تقديم توجيهات قيمية تمهد لقيم أخلاقية جديدة وبذلك يكون علم الأخلاق لا يهدف الى تقديم معرفة نظرية عن الأخلاق بل  غلى تقديم قيم جديدة للإنسان لها علاقة بحاضره ومستقبله ومنه ظهر ما يعرف في عصرنا بالأخلاق العملية والتطبيقية التي تختلف من مجال إلى آخر وبذلك ستختلف القيم وتتنوع ومنه تصبح عبارة عن معايير من خلالها يتم الحكم على السلوك والأشياء لتحديد قيمتها الأخلاقية وبذلك أصبحت القيم معيارية في طبيعتها .

2-1 : فلسفة القيم : دراسة فلسفية نقدية تبحث في ماهية الخير والشر ، الإرادة ، الحق ، الواجب النية ، المعايير والبواعث والغايات والمثل العليا ومصادر تلك القيم فهي تعمل على تفكيك قواعد السلوك التي تشكل الأخلاق و أحكام الخير والشر وهي لا تختص بنوع محدد من الأخلاق في ثقافة ما، بل تبحث في ما وراء الأخلاق تحلل البني للوصول إلى أسس الإلزام الخفية وهي عملية تسعى لبناء نظام أخلاقي لكن يبدو أن هذه العملية لا يمكن أن تكون نهائية بحيث تعددت الأطروحات الفلسفية وتعارضت لدرجة وجود من يدعو إلى الانطلاقة الصفرية وتجاوز كل المرجعيات وإعطاء الإنسان الحق في أن يكون هو الفاعل الوحيد في إبداع القيم .ومن أهم الإشكاليات التي طرحتها فلسفة القيم تلك التي تتعلق بتحديد طبيعة مصدر القيم الأخلاقية . هذه الإشكالية التي اختلف حولها الفلاسفة الأمر الذي أكد معيارية القيم من جديد وصعوبة الوصول إلى تحديد مصدر واحد ووحيد للقيم الأخلاقية.(*)

تنبيه .(*) سنتطرق إلى هذا بنوع من التفصيل في المورد الخاص بمختلف الرؤى التي تحدد مصدر القيم ( الفلسفية ).

هام :تنوع وتعدد الدراسات الفكرية للقيم جعل منها إشكالية فلسفية مفتوحة ، أتاحت للبشرية في مختلف الحقب الزمنية الفرصة في التفكير والبحث لتحديد طبيعة القيم الأخلاقية وعلاقتها بالإنسان من حيث هو مجرد مستقبل لها أو من حيث كونه فاعل للقيم وصانع لها ، وهذا من شأنه أن يشعر الإنسان بمسؤوليته أمام عملية تشيد المنظومة الأخلاقية وكذلك ضرورة بناء موقف واضح مؤسس للقيم التي هي دائما حاضرة في حياته .

استنتاج :          دراسة القيم

علم الأخلاق ( دراسة ماهو كائن من قيم والتنظير لما يجب ان يكون )

 

فلسفة القيم ( التأمل في طبيعة القيم واسسها وتحديد مصادرها)

 

مقاربة مفهوم القيم معيارية