4. الجغرافية البشرية لبلاد المغرب القديم

4.3. نوميديا والنوميديون

نسبة إلى المملكة النوميدية التي تنطبق تسميتها على الجزائر حاليا تقريبا، ومنطقة التل من الجنوب التونسي، وذلك حتى خليج سرت في ليبيا حاليا وقد وحدها في بداية الأمر الملك سفاكس ثم تبعه الملك ما سينيسا بعده والذي اعتلى عرشها لمدة 56 سنة. ظهر النوميديون في خريطة المغرب السياسية على لسان مؤرخي القرن الثاني ق.م كشعب كبير ذي سيادة على أوسع رقعة من المغرب الأوسط، كانت دولتهم ممتدة من جوار القرطاجيين شرقا إلى نهر الملوية غربا، و قد تراوحت حدودها السياسية عبر الزمن توسعا و انحسارا. أما عن أصل الاسم، فقد ورد عند هيرودوت مصطلح Nomad الذي يعنى البداوة و الترحال أي نمط المعيشة. أشار استرابون أن حاملي ذلك الاسم تسموا بالنوميد لأنهم كانوا بدوا أرغمتهم الحيوانات الضارية على ترك الفلاحة و إمتهان الرعي. كذلك كان المعنى عند سالوستيوس، أما بوليبيوس فقد إستعمل مصطلح نوميديا للدلالة على كيان سياسي محدد و على شعب معين له خصائصه ونظمه و فيما بعد احتفظ الرومان بالتسمية الإدارية للإقليم الجغرافي النوميدي الذي كونوا منه ولاية رومانية متغيرة الحدود. و الجدير بالذكر، أن أصل مصطلح نوميد، أصل محلي و الدليل على ذلك وجود قبائل أثناء الاحتلال الروماني تحمل اسم النوميد، غير أن المؤرخين الإغريق خلفوا بين إثنية الاسم و بين مدلوله كصفة و من هنا التصقت بالنوميد تلك الصفة بأنهم شعب بدو، دون زراعة، دون مدن و دون قوانين، و هذا مفهوم خطأ.