تحديد الجغرافيا الطبيعية والبشرية لبلاد المغرب القديم

Site: Plateforme pédagogique de l'Université Sétif2
Cours: تاريخ حضارة بلاد المغرب القديم
Livre: تحديد الجغرافيا الطبيعية والبشرية لبلاد المغرب القديم
Imprimé par: Visiteur anonyme
Date: Friday 17 May 2024, 17:02

1. الجغرافيا الطبيعية لبلاد المغرب

تعتبر المعطيات الجغرافية عامل اساسى تفسير حركية التاريخ وتطور الشعوب وقد يذهب بعض الكتاب بعيدا فيرجحون تقدم شعب وانحطاط اخرى الى المعطيات الطبيعية دون الاخد بعين الاعتبار لعوامل اخرى هده المخلفات فى اصدار الاحكام وهدا التقصير فى البحت عن العلل يترجمان ما يخفيه هؤلاء من التوجهات السياسية والخلفيات الاديولوجية ومعها استعدادهم لوضع او لكتابة تواريخ بعض البلدان فى قوالب جاهزة يكون دورها مهمش مقارنة ببلدان اخرى.
يرى علماء الجيولوجيا على ان الوضع الجغرافى لبلاد المغرب القديم كان يختلف نسبيا عن الوقت الراهن ولعل اهم تطور عرفته منطقة جبل طارق ودلك فى الزمن الجيولوجى التانى كما ان مياه المحيط تراجعت كثيرا حيث كان يعتقد انها تصل الى مدينة تازة بينما شهد الجنوب تقلبات مناخية مهمة تمثلت في انحصار المجال المداري الرطب وتكون البيئة صحراوية انقرضت خلالها الزواحف والحيونات الضخمة واصبحت الصحراء الشائعة جدا طبيعيا بين الشمال وبلدان القارة الاخرى في افريقيا

2. الموقع الجغرافي

تقع بلاد المغرب شمال غرب إفريقيا، محصورة بين غرب نهر النيل شرقا والمحيط الأطلسي غربا، ومن البحر المتوسط شمالا، إلى أعماق الصحراء الكبرى جنوبا إن نظرة متأنية لطبيعة المنطقة يلاحظ بأن التضاريس مكملة لبعضها البعض ومتجانسة في المظهر الجغرافي والامتداد التاريخي، حيث نلاحظ على طول جنوب ساحل البحر المتوسط تمتد سلسلة جبلية موازية له تتخللها سهول ساحلية ضيقة متقطعة في كثير من الأحيان تمتاز بلاد المغرب القديم من حيث الموقع الجغرافي بكونها حلقة ربط بين الحوض الشرقي و الغربي للمتوسط والحضارات التي نشأت في المنطقة الصحراوية جنوبا، أي أنها رابطة بين الحضارتين الإفريقية والبحر متوسطية المتمثلة في الإغريقية والرومانية والشرق القديم، ولذلك فإن المنطقة المغاربية تعتبر ملتقى حضارات للمناطق المحيطة بها. كما تبدو البلاد المغاربية على رأي البعض في شكل رباعي الأضلاع غير منتظم، تحده شمالا جبال ذات قمم مسننة، يتجاوز ارتفاعها 2000م والمعروفة بجبال الأطلس، فكانت من نتائج حركات القشرة الأرضية وكذا العوامل الطبيعية التي ساهمت في التشكيل المورفولوجي لإفريقيا الشمالية الواقعة ما بين خطي18-38 شمالا، في موقع تخضع معه لتأثير البحر والمحيط والصحراء أما عن عامل البيئة، فإنه نظرا للطابع الطبوغرافي الذي فرضته الطبيعة في المنطقة التي تستولي على شمالها في كثير من الأحيان الجبال الصعبة المسالك والتي تفرض عليها التوقع في كثير من الأحيان، فإن الإنسان فيها طبع بطابع الجدية وذلك حتى يغلب على صعوبة المنطقة ويخلق لنفسه مناخا خاصا.وقد كانت تضاريس المنطقة قد أعاقت الإنسان على الدخول في الفترة التاريخية إذا ما قيس بجيرانه الذين وفرت لهم السهول التي تتوفر فيها المياه الجارية مثل بلاد ما بين النهرين ووادي النيل. نتيجة للعاملين السابقين فقد توفرت في تاريخ المغرب القديم الصفة المحلية والدولية في إطار البحر المتوسط تارة وفي الإطار المغاربي والإفريقي تارة أخرى وقد عرفت السلسلتين الجبليتين الأولى بالأطلس التلي الذي تعود تكونات صخوره إلى الطور الجيولوجي الثالث، ومعظم صخوره بركانية، وتعتبر هذه الجبال امتداد لجبال الألب الأوروبية وهي معاصرة لها في الظهور. وفي غالب الأحيان فإن تكوين السهول الساحلية في بلاد المغرب يعود إلى الزمن الجيولوجي الرابع الذي أخذ فيه البحر المتوسط شكله الحالي، أما السهول الداخلية فتعود معظم ترسباتها إلى الزمنين الجيولوجيين الثاني والثالث، وهي مرتفعة مثل سهل الحضنة وتلمسان وبلعباس ومعسكر، حيث تعد من أهم السهول التي وجدت فيها بصمات وبقايا الإنسان المغربي القيم

.

3. الصحراء

أما الصحراء الكبرى حسب رأي بعض الباحثين فهي مصدر نشأة الإنسان الأول، وقد هاجرها بعد فترة الجفاف الذي أصابها في نهاية الزمن الجيولوجي الرابع، فاتجهت مجموعة من سكانها نحو الشمال متتبعة مصدر المياه فاستقرت في شمال القارة الإفريقية، ثم اتجهت المجموعة الثانية إلى الجنوب نحو أعالي نهر النيجر والمناطق الاستوائية لنفس الغرض.

ويمكن إثبات تعمير الصحراء في العصور القديمة من خلال
 وجود مجاري الأنهار في الصحراء يدل على أن هذه المنطقة كانت تنال كمية من المطر أكثر مما هي عليه الآن، كما تثبت ذلك بقايا مجاري الوديان التي لازالت موجودة حتى يومنا هذا مثل وادي الساورة وواد إغرغار
 وجود فؤوس حجرية ومستقرات في أعماق الصحراء بالهقار والطاسيلي يدل على أن هذه المنطقة كانت ملائمة للحياة البشرية أكثر مما هي عليه في وقتنا الحالي.
 وجود بقايا عظام الحيوانات المتحجرة يدل هو الآخر على وجود النشاط الإنساني في المنطقة المغاربية خلال الأزمنة القديمة.
بهذا الموقع احتلت بلاد المغرب موقعا استراتيجيا، حيث تنتمي إلى الحوض الغربي للمتوسط، بالإضافة إلى انفتاحها على الحوض الشرقي من خلال سواحل ليبيا وتونس الشرقية، بهذا تكون شديدة القرب من القارة الأوروبية إذ لا يفصلها عن شبه جزيرة إيبيريا سوى مضيق أعمدة هرقل(13 كلم ) وعن إيطاليا عبر مضيق صقلية ب 140 كلم، كما لا تفصل سواحل برقة الليبية عن جزيرة كريت اليونانية سوى 300 كلم، من جهة أخرى تنفتح بلاد المغرب على المحيط الأطلسي الذي سهل مهمة التواصل مع غرب وشما أوروبا وكذلك مع سواحل إفريقيا الغربية، ورغم ذلك تأخرت بلاد المغرب الدخول في الفترة التاريخية حوالي ألفي سنة مقارنة بالمشرق.وفي ختام ذلك، نقول أن تباين التضاريس والمناخ والغطاء النباتي وكذا صعوبة الاتصال بين مختلف الأقاليم وانعدام الأودية الكبرى وقساوة الصحراء إضافة إلى ثنائية النمط المعيشي" الحضر والبدو" جعل بعض المؤرخين الاستعماريين يؤمنون بنقمة الطبيعة ويحكمون بالعجز الأبدي عن قيام وحدة في المنطقة المغاربية، وهو ما يفنده الواقع، حيث لم تصمد العوامل الجغرافية أمام التاريخ.

4. الجغرافية البشرية لبلاد المغرب القديم

اصل السكان:

يتوفر لدراسة أصل سكان المغرب القديم مصدران، يتمثل أحدهما في المصادر الأدبية ، ثم البقايا الأثرية والأنثروبولوجية المكتشفة حديثا، ففيما يخص المصادر الكتابية يذكر هيرودوت أن ليبيا تقطنها أربع أمم لا أكثر، اثنتان منهما أصليتان، واثنتان وافدتان، فالليبيون في الشمال والإثيوبيون في جنوب ليبيا أصليون، أما الفينيقيون والإغريق فإنهم استقروا فيها فيما بعد ، وفي موضع آخر يقول" المنطقة الساحلية من ليبيا الممتدة من مصر إلى رأس سوليس الذي يسجل نهاية القارة الليبية إلى الغرب آهلة بالليبيين"، وهو ما يعني ضمنيا الوحدة الاثنية(ethnique )لسكان شمال إفريقيا من مصر إلى المحيط الأطلسي.

ويذكر سالوست أن الليبيين مع الجيتول من سكان إفريقيا الأصليين ثم يضيف إلى جانبهم الميديين والأرمن والفرس الذين جاؤوا من إسبانيا بعد موت قائدهم هرقل، فامتزج الميديون والأرمن بالليبيين، بينما امتزج الفرس بالجيتول، ونتيجة لامتزاج العرقين الأخيرين ظهر"المور"الذين عاشوا حياة الاستقرار بينما اضطر الجيتول والفرس إلى حياة الترحال، فعرفوا ب" الرحل" (Nomades ) وبذلك ظهرت تسميات جديدة مع الرومان.

أما من حيث الجانب الأثري والأنثرو بولوجي فلا يستبعد الكثير من الباحثين أن يكون الليبيون والبربر أصليون في المنطقة من ذرية الإنسان المشتاوي، والإنسان القفصي الذي وجد في المنطقة منذ عصر الحجارة المصقولة وعاش فيها طوال فترة العصر الحجري القديم الأعلى والعصر الحجري الحديث. الجسم ، كما يظهر ذلك في أماكن تواجد بقاياه العظمية التي تؤرخ ب 6آلاف سنة ق م في كلومناطة بالغرب الجزائري

4.1. أهم التسميات التي أطلقت على المنطقة وسكانها

هناك غموض تاريخي، وأحيانا جغرافي حول التسمية التي يمكن أن تطلق على ما يعرف اليوم بالمغرب الكبير، وذلك لاختلاف الأنظمة السياسية التي توالت على هذه المنطقة ولعدم استقرار الحدود السياسية للبلدان التي تنتمي إليها، إما بسبب النزاعات القبلية بين أهلها أو بسبب تدخل الدول المستعمرة عبر العصور التاريخية في المنطقة، أما تسمية المغرب فقد ظهرت في الفترة الإسلامية تميزا عن المشرق، ونستعملها تجاوزا فقط لربط تاريخ المنطقة رغم أنه لا وجود لهذه التسمية في الفترة القديمة، سوى إشارات فرعونية منها نقش كتب عليه كلمة "أمنت" ( Imnt ) التي دل عليها رسم ريشة النعام كحلية تقليدية لازمت رأس الإنسان الليبي في التاريخ الفرعوني. ومعنى"أمنت" الغرب الذي يقع غرب وادي النيل، وهو الذي تجتمع فيه الأرواح وتعيش فيه، أو هو أرض غروب الشمس التي سمى العرب المحيط المحاذي لها من الغرب بحر الظلمات( المحيط الأطلسي). وبعد الاتصالات والاحتكاك مع الفراعنة، عرف المصريون بلاد المغرب وسكانها بأسماء وجدت في النصوص الهيروغليفية منذ الألف الرابعة قبل الميلاد، وهي: التحنو(Tehenou ) والتمحو Temahou)) واللمشوش(machoucha ) والليبو(Libou)

4.2. ليبية واللوبيون

لقد وصف المؤرخ الإغريقي هيرودوت الذي عاش خلال القرن الخامس قبل الميلاد ليبيا أو لوبية بأنها تلك القارة الثالثة من قارات العالم المأهولة حينذاك، وهي تمتد من حيث تنتهي حدود مصر الغربية إلى رأس سولويس(Soloeis ) وهو رأس سبارتيل جنوب غربي طنجة على المحيط الأطلسي، ويضيف بأنها قد عمرت بأناس من أصل ليبي يتجمعن في شكل قبائل متعددة ومتفرقة، فيما عدا الأجزاء الساحلية منها التي كان يحتلها الإغريق قورينة) ( Cyrinaïque) بليبيا الحالية والفينيقيون إلى الغرب من ذلك. وقد تحامل المؤرخون الرومان على السكان المحليين ( الليبيون) بقول المؤرخ الروماني سالوست" كان سكان شمال إفريقيا الأوائل من الليبين والجيتوليين، وهم أقوام خشنون وبرابرة يتغذون بلحوم الحيوانات المتوحشة أو بأعشاب المروج على شكل قطعان الماشية، لا يحكمهم أمير ولا العادات أو القانون بل كانوا يعشقون المغامرة ومتفرقين، بحيث لا يتوقفون إلا إذا داهمهم ظلام الليل".أما عند المصريين فيرجعون هذا الاسم إلى قبائل الليبو(L.B.W ) أو الريبو وقد كانت منطقتهم تمتد من وادي النيل شرقا حتى المحيط الأطلسي غربا، وكان منهم المستقرون والمتنقلون الرعاة.
كما تعيد الكتابات المصرية تسمية ليبيا إلى اللغة المصرية وأنها أطلقت في عهد الفرعون مرنبتاح ( Merneptah ) في حوالي 1220 ق م، حيث وردت في نقش هيروغليفي يمجد انتصارات ذلك الفرعون على الليبو الذين غزوا مصر من الغرب.
وهناك من المؤرخين من يحاول إعادة اسم ليبيا إلى اسم ملكة كانت تحكم شعبا يقطن إلى الغرب من وادي النيل أو يمكن أن يكون الاسم قد استنبط من اسم ربة كانت تعبد في المنطقة ، أما الأساطير اليونانية فتقرن بين لوبه وبين الربة يوربا ( أوربا) التي اشتق منها اسم القارة الأوروبية.
ظل مصطلحا ليبيا واللوبيون يستخدمان في المصادر الإغريقية واللاتينية حتى أواخر العصور العتيقة، فقد تحدث فيرجيليس على مدن ليبيا ودببة ليبيا.
كما نعثر على هذين المصطلحين في النقوش البونيقية بشكل (LBT LBY ) في سلامبو بقرطاج وكذا في معبد الحفرة بسيرتا الذي عثر فيه على مجموعة من النصب ، وعند ياقوت الحموي في معجم البلدان، فإن لوبية مدينة بين الاسكندرية وبرقة، ينسب إليها لوبي و اسم ليبيا مشتق من اللوب واللؤوب واللواب الذي يعني العطش والحرارة الزائدة.
والمنطقة تتوفر فعلا على هذه الظروف المناخية، ويطابق هذا الرأي ما ورد في رحلة الضابط ف. بيشي ( F.W.Bee chy ) التي سجلها فيما بين سنوات 1821-1822، من أن اسم ليبيا يمكن أن يكون ساميا ويعني أرض الأسود، ذلك لأن كلمة: لوبة" تعني اللبؤة أي أنثى الأسد، أما لوب فهي العطش والجفاف.
ووردت أيضا الإشارة إلى اسم الليبيين في كتاب التوراة ( سفر التكوين)  وذلك تحت اسم ليهابيم، أو لوبيم، كمااحتوت اسفار اخرى بدورها على تسمية الليبين ووصفهم بالجنود المحاربين ضمن جيش فرعون مصر شيشنق( فرعون من أصل ليبي) في معاركه ضد الملك العبراني رحبعام بن سليمان الحكيم.
أما حقل استخدام مصطلح ليبيا والليبيون فقد اختلف فيه من مفترة تاريخية لأخرى ومن مؤرخ لآخر، فإذا كان هيرودوت وكثير من المؤرخين الإغريق منهم هوميروس وسترابون يعنون بالليبيين كل القبائل التي تسكن السواحل الشمالية لإفريقيا من مصر حتى المحيط الأطلسي ، فإن بوليبيوس وهو مؤرخ إغريقي أيضا من القرن الثالث ق م يعني بالليبيين السكان الأصليين الخاضعين لقرطاجة.



4.3. نوميديا والنوميديون

نسبة إلى المملكة النوميدية التي تنطبق تسميتها على الجزائر حاليا تقريبا، ومنطقة التل من الجنوب التونسي، وذلك حتى خليج سرت في ليبيا حاليا وقد وحدها في بداية الأمر الملك سفاكس ثم تبعه الملك ما سينيسا بعده والذي اعتلى عرشها لمدة 56 سنة. ظهر النوميديون في خريطة المغرب السياسية على لسان مؤرخي القرن الثاني ق.م كشعب كبير ذي سيادة على أوسع رقعة من المغرب الأوسط، كانت دولتهم ممتدة من جوار القرطاجيين شرقا إلى نهر الملوية غربا، و قد تراوحت حدودها السياسية عبر الزمن توسعا و انحسارا. أما عن أصل الاسم، فقد ورد عند هيرودوت مصطلح Nomad الذي يعنى البداوة و الترحال أي نمط المعيشة. أشار استرابون أن حاملي ذلك الاسم تسموا بالنوميد لأنهم كانوا بدوا أرغمتهم الحيوانات الضارية على ترك الفلاحة و إمتهان الرعي. كذلك كان المعنى عند سالوستيوس، أما بوليبيوس فقد إستعمل مصطلح نوميديا للدلالة على كيان سياسي محدد و على شعب معين له خصائصه ونظمه و فيما بعد احتفظ الرومان بالتسمية الإدارية للإقليم الجغرافي النوميدي الذي كونوا منه ولاية رومانية متغيرة الحدود. و الجدير بالذكر، أن أصل مصطلح نوميد، أصل محلي و الدليل على ذلك وجود قبائل أثناء الاحتلال الروماني تحمل اسم النوميد، غير أن المؤرخين الإغريق خلفوا بين إثنية الاسم و بين مدلوله كصفة و من هنا التصقت بالنوميد تلك الصفة بأنهم شعب بدو، دون زراعة، دون مدن و دون قوانين، و هذا مفهوم خطأ.

4.4. الأفارقة وأفريقيا

انه مصطلح حديث نسبيا، اعتمادا على الشواهد الكتابية التي لا تتجاوز أواخر القرن الثالث ق م، أما عن اشتقاق الاسم فهو محل أخذ ورد بين المؤرخين، فرأي البعض أنه مشتق من جذر (F.R.G ) التي تعبر عن فكرة تفريق المستوطنات، أو من كلمة) Frigi ( أو ( pharikia ) التي تعني بلاد الفواكه. بينما فكر آخرون في الكلمة اللاتينية Apricus و Aprica التي تعني المناخ الحار نسبيا.
كما استعمل الرومان اسم أفريقيا، حيث أطلقوا على الأرض التي ألحقوها بممتلكاتهم بعد سقوط قرطاجة عام 146 ق.م اسم أرض أفريكا رومان Terra Africa، و أطلقوا على سكانها اسم أفري Afri و مفردة آفار Afer قاصدين بذلك القرطاجيين و سكان الكهوف من السكان المحليين، و نفس الشيء فعلوه عند إلحاقهم لمملكة نوميديا عام 46 ق.م.
و لقد أعطيت عدة تفسيرات لكلمة Afer منها أن جد الإفريقيين كان إسمه آفار، أو ربما هي اسم معبود محلي، أو ربما أيضا تعني"مغارة" التي لا تزال مستعملة في اللهجات البربرية الحالية.
وهناك من ينسب كلمة إفريقيا إلى الكلمة العربية"عفري" أي المُعفرة وجوههم بالتراب، كما لم يتردد المؤرخون العرب في العصور الوسطى من إيجاد بطل أسطوري " إفريقيش" احتل هذه المنطقة فسميت باسمه.
وعموما المرجح أنه مصطلح ليبي قديم"محلي" أخذه الرومان وأطلقوه على الأراضي القرطاجية التي احتلوها سنة 146ق م، وشيئا فشيئا بدأ اسم المقاطعة يتوسع ليشمل كل شمال إفريقيا من طرابلس إلى المحيط حتى أصبح يطلق على كامل القارة، عوض اسم ليبيا عند الإغريق.

4.5. موريطانيا والموريطانيون

وهو مصطلح مأخوذ من الكلمة الفنيقية "مورو" التي تعني سكان الغرب أي منطقة ما بعد نهر "الملوشة" الملوية حاليا، والذي يفصل المغرب الأقصى حاليا عن الجزائر، وقد توسع مصطلح موريتانيا فيما بعد نحو الشرق لأسباب سياسية، لا سيما أثناء الفترة الرومانية حتى منطقة سطيف وجزء من الأوراس ، ثم قام الإغريق بالاشتقاق من هذا الاسم كلمة "موريزيا" وجرى تداولها في المصادر الرومانية بصيغة "موري"Mauri وهم من استوطن القسم الغربي من الشمال الإفريقي إلى المحيط الأطلسي.

4.6. البربر

هناك فرضيات كثيرة، فبعض المؤرخين العرب أرجعوا هذه التسمية إلى الجد الأول" بر"والبعض الآخر على ما يذكر ابن خلدون ، نسبوها إلى افريقش الذي قال عندما سمعهم يتحدثون:" ما أكثر بربرتكم" فسموا بالبربر، تعني كثرة الكلمات غير المفهومة. أما عند المؤرخين اللاتينيين فيحددها قزال" هم الأهالي المستعصين عن الحضارة اللاتينية".أي البعيدين عنها والرافضين لها، كما أطلق عليهم الرومان باربار (Barbars ) المشتقة من الكلمة اللاتينية ( Barbarus ) بمعنى الهمجي، حيث أطلقوها في مصادرهم الأدبية على من استعصى عليهم.

4.7. امازيغ

يميل المؤرخ كومس إلى اعتبارها الاسم الحقيقي لسكان شمال إفريقيا، ويتعلق الأمر هنا في نظره بالجذر ( M.Z.G ) أو(MZK ) نجده في Mazazcces, Mazaccs , Mazices من الفترة الرومانية Mazyes عند هيرودوت وMaxyes عند هيكاتايوس وImusagh الذي نجده إلى الغرب من فزان Imagighen في الصحراء و Imazighen في الوراس والريف والأطلس و Tamasegt لغة الطوارق الذين يسمون أنفسهم .Imouchar كما يعتقد قزال أن كلمة مازيغ تعني النبيل أو الرجل الحرأما ابن خلدون فينسبهم إلى جدهم مازيغ بن كنعان بن حام بن نوح عليه السلام.