2. الموقع الجغرافي

تقع بلاد المغرب شمال غرب إفريقيا، محصورة بين غرب نهر النيل شرقا والمحيط الأطلسي غربا، ومن البحر المتوسط شمالا، إلى أعماق الصحراء الكبرى جنوبا إن نظرة متأنية لطبيعة المنطقة يلاحظ بأن التضاريس مكملة لبعضها البعض ومتجانسة في المظهر الجغرافي والامتداد التاريخي، حيث نلاحظ على طول جنوب ساحل البحر المتوسط تمتد سلسلة جبلية موازية له تتخللها سهول ساحلية ضيقة متقطعة في كثير من الأحيان تمتاز بلاد المغرب القديم من حيث الموقع الجغرافي بكونها حلقة ربط بين الحوض الشرقي و الغربي للمتوسط والحضارات التي نشأت في المنطقة الصحراوية جنوبا، أي أنها رابطة بين الحضارتين الإفريقية والبحر متوسطية المتمثلة في الإغريقية والرومانية والشرق القديم، ولذلك فإن المنطقة المغاربية تعتبر ملتقى حضارات للمناطق المحيطة بها. كما تبدو البلاد المغاربية على رأي البعض في شكل رباعي الأضلاع غير منتظم، تحده شمالا جبال ذات قمم مسننة، يتجاوز ارتفاعها 2000م والمعروفة بجبال الأطلس، فكانت من نتائج حركات القشرة الأرضية وكذا العوامل الطبيعية التي ساهمت في التشكيل المورفولوجي لإفريقيا الشمالية الواقعة ما بين خطي18-38 شمالا، في موقع تخضع معه لتأثير البحر والمحيط والصحراء أما عن عامل البيئة، فإنه نظرا للطابع الطبوغرافي الذي فرضته الطبيعة في المنطقة التي تستولي على شمالها في كثير من الأحيان الجبال الصعبة المسالك والتي تفرض عليها التوقع في كثير من الأحيان، فإن الإنسان فيها طبع بطابع الجدية وذلك حتى يغلب على صعوبة المنطقة ويخلق لنفسه مناخا خاصا.وقد كانت تضاريس المنطقة قد أعاقت الإنسان على الدخول في الفترة التاريخية إذا ما قيس بجيرانه الذين وفرت لهم السهول التي تتوفر فيها المياه الجارية مثل بلاد ما بين النهرين ووادي النيل. نتيجة للعاملين السابقين فقد توفرت في تاريخ المغرب القديم الصفة المحلية والدولية في إطار البحر المتوسط تارة وفي الإطار المغاربي والإفريقي تارة أخرى وقد عرفت السلسلتين الجبليتين الأولى بالأطلس التلي الذي تعود تكونات صخوره إلى الطور الجيولوجي الثالث، ومعظم صخوره بركانية، وتعتبر هذه الجبال امتداد لجبال الألب الأوروبية وهي معاصرة لها في الظهور. وفي غالب الأحيان فإن تكوين السهول الساحلية في بلاد المغرب يعود إلى الزمن الجيولوجي الرابع الذي أخذ فيه البحر المتوسط شكله الحالي، أما السهول الداخلية فتعود معظم ترسباتها إلى الزمنين الجيولوجيين الثاني والثالث، وهي مرتفعة مثل سهل الحضنة وتلمسان وبلعباس ومعسكر، حيث تعد من أهم السهول التي وجدت فيها بصمات وبقايا الإنسان المغربي القيم

.