8. نظرية القابلية الاجتماعية والثقافية للنماء

تعتبر هذه النظرية من النظريات الحديثة والتي تحاول أن تختصر جهود كل المنظرين ووضع نظرية واحدة تجمع بين ما توصل إليه الباحثون الأوائل من أفكار وأراء وتحاول صياغتها من رؤية جديدة تتجاوز الخلافات السابقة، ومن أبرز الباحثين الذين نادوا بها نجد ميشال طومسون، وريتشارد إليس ، وأرون ويلدافسكي، فحسب مفهومهم للثقافة ينظرون إليها على أنها تمثل ثلاث مفاهيم أساسية هي: ( ميشال تومسون وآخرون ، نظرية الثقافة، ص 40)

  1.  التحيزات الثقافية.
  2. العلاقات الاجتماعية.
  3. أنماط وأساليب الحياة.

فالتحيزات الثقافية تشمل القيم والمعتقدات المشتركة بين الناس ، والعلاقات الاجتماعية تشمل العلاقات الشخصية التي تربط الناس بعضهم بعضا ، أما نمط الحياة فهو الناتج الكلي المركب من التحيزات الثقافية والعلاقات الاجتماعية. ونظرية القابلية الاجتماعية والثقافية للنماء تفسر لنا هذه الأنماط ليس من ناحية نشأتها وإنما من ناحية بنائها واستمرارها ونموها وتغيرها وكيف تحافظ أنماط الحياة في مجتمع ما على بقائها واستمرارها بينما تفشل أنماط أخرى في ذلك.

وفي هذا الإطار تحلل النظرية العلاقة الارتباطية بين قابلية نمط حياة للنمو وبين التوافق والانسجام بين العلاقات الاجتماعية والتحيزات الثقافية على أن ذلك لا يعني أن نمط الحياة، نمط واحد بل تعدد هذه الأنماط وتتنوعها الأمر الذي دفع ببعض العلماء والباحثين إلى تصنيف هذه الأنماط ، وقد اهتم أصحاب هذه النظرية بتقديم تصنيف جديد لأنماط الحياة وطبقوا عليه نظريتهم وقد وضعوا خمسة أنماط حياة يعتقدون أنها سائدة في المجتمعات الإنسانية هي الأنماط التدرجية والمساواتية والقدرية والفردية، والاستقلالية أو الانعزالية هذه الأنماط إذا كان بينها تنافس فإنها كذلك بينها اعتماد متبادل. وهذه الأنماط الخمسة تشكل في الحقيقة تفضيلات ثقافية وهي مرتبطة بنمط من العلاقات الاجتماعية وفي تفاعل هذين العاملين ينتج لنا أنماط وأساليب من السلوك والحياة تعبر عن هذه التفضيلات وتعكسها العلاقات الاجتماعية السائدة.