6. التطورية المحدثة

لقد ظهرت آراء جديدة في المنظور التطوري للثقافة ولقد احتلت هذه الآراء أهمية كبيرة على الرغم من أن تساؤلات أنصار هذه النظرية لم تختلف كثيرا عن سابقيهم في القرن التاسع عشر إلا أنهم أضافوا إليها بعض التعديلات والأفكار وثيقة الصلة بميكانيزمات التغير والقوانين العامة التي تحكم التغير الثقافي.

فنجد ليزلي هوايت يتحدث عز مراحل تطور الثقافة كما لو كانت مراحل كلية عامة تميزها الخبرة الإنسانية المتراكمة ويرى أن الثقافة تنمو وترتقي وفقا لازدياد كمية الطاقة، أو وفقا لازدياد الكفاءة التي تستخدم بهذه الطاقة .

كما أوضح ذلك جوليان سيتوارد أن تعدد الأصول التطورية المتوازية يمثل حقيقة واقعية يمكن إدراكها عن طريق مقارنة التغيير الثقافي الحادث في ثقافات متباينة وأوضح أن هناك ثلاث عناصر رئيسية تحكم التطور أو التغير الثقافي وهي: (يحي مرسي ، أصول علم الانسان ،ص368 )

  1.  النظم الأساسية في مقابل الهامشية أو المحيطة.
  2. النمط أو النموذج الثقافي.
  3. مستويات التكامل الاجتماعي والثقافي.

وبهذا تصبح هذه النظرية نقلة نوعية للنظرية التطورية حيث انتقلت من التفسير الأحادي لتطور الثقافة إلى تفسير متعدد العوامل ومن المسار الواحد الذي يسلكه التطور إلى المسالك المتوازية للتطور.