مقدمة

المعابد

يعتبر المعبد هو نقطة ارتكاز على المدينة حيث كانت ممالك المدن تحت حماية اله المدينة وكان الحاكم ممثلا له فيها وخادم المعبد وحامي ممتلكات الإله وكنوزه فالمعبد إذن هو مملكة الإله على الأرض وهو مالك الأرض والإنسان والماسية وحامي المدينة وظهور الأديان وبناء المعابد والزاقورات يقودنا إلى أن تتناول تأثيرات المناخ والمادة المستعملة في البناء كما سنتناول أيضا بشيء من التفصيل مبنى الزاقورة  وخصائصها المعمارية والفنية

ومن تأثيرات المناخ على البناء نجد أن بلاد الرافدين كانت تتميز بكثرة سقوط الأمطار مما أدى بالطبع إلى استخدام الآجر المحروق في البناء لان الآجر الغير المحروق لا يتحمل هطول الأمطار وكان يستعمل هذا الأخير في بناء القصور الضخمة والبوابات المهيبة والحجارة والمعابد ذات القواعد المتعددات المستويات إضافة ندرة الخشب في بلاد الرافدين وتتوفر الطين بكميات كبيرة للطمي المتراكم الذي يجلبه مجر نهر دجلة والفرات عند الفيضانات الموسمية ساعد هذا أعلى استخدام الطين في صناعة الآجر العادي والمحروق والذي استعمل بدوره في بناء القصر والبيوت والعابد والزاقورات وغيرها من المباني

ومن الفنون التي برع فيها سكان بلاد الرافدين هو استخدامهم للآجر والبلاطات الخزفية المطلية بطبقة شفافة من الألوان البراقة من اجل وأشهر وأعظم الأمثلة المستخدمة فيها الآجر الملون هي التي وجدت في قصر سرجون الثاني وكذلك مدينة بابل والمتمثل في بوابة عشتار الشهيرة

ومع تطور الفكر الديني وطقوسه المرافقة له تطور المخطط الأساس لهذه المعابد فهي عبارة عن قاعة واسعة مستطيلة الشكل تقع في مركز المعبد يوجد في احد جوانبها القصيرة منصة شيدت جدرانها بالآجر وفي الجانب المقابل توجد كتلة مكعبة الشكل شيدت جدرانها بالآجر كذلك تعد بمثابة مذبح آو قاعة للإضافة تحيط بالقاعة غرفة عديدة صغيرة تستخدم بعضها لطقوس العبادة وأخرى  كمخازن لهدايا المعبد ويتم الدخول إلى القاعة بواسطة سلم يقع وسط الجانب العريض من القاعة وتحتوي مسار الجدران الخارجية للمعبد على تجاويف منتظمة تمتد إلى جميع الواجهات.

انتشرت مجمعات المعبد الكبيرة التي تتوسطها الزقورة  المدرجة بشكل واسع في معظم مدن وادي الرافدين الرئيسية.حتى بلغ عددها 36 زقورة تقريبا وسوف نتطرق بإيجاز إلى أكثرها شهرة ، فلدينا معبد زقورة خفاجي ، في منطقة ديالي و الذي يمثل نموذجا معماريا نادرا و هو معبد بيضاوي الشكل حيث بني هذا المعبد فوق طبقات عديدة من الرمل النظيف بعدما أزيل حوالي 64000 متر3 من الطبقات الأرضية الطبيعية و لا نجد تفسيرا إنشائيا لهذه العملية ، ربما يتعلق الأمر ببعض طقوس العبادة ، يتكون مجمع المعبد البيضاوي من السور الأول بنصب بوابته العالية ، ثم سور ثاني بيضاوي الشكل اعلي من السور الأول بنصب بوابته العالية ثم سور ثاني بيضوي الشكل اعلي من السور الأول شبه داخل السور الثاني معبد مستطيل الشكل على مصطبة ب 6 أمتار ويوجد ضمن نطاق السور الأول بيت كبير يسكن فيه الكهنة وشيدت الزقورة باختيارها المكان المقدس في المجمع في الجانب الخلفي للمعبد ، تصل إليها كافة سلالم المعبد.

في هذه الحقيقة التاريخية اكتملت معالم المخطط الأساس للمعبد والزاقورة وفق متطلبات طقوس العبادة حيث أحيطت الزقورة بباحة واسعة ولا تقام فيها الطقوس إلا في المناسبات الدينية وشيد في الواجهة الجنوبية من باحة الزقورة نصب بوابة كبيرة تعتبر بمثابة مقر إقامة المحاكم وسماع الدعاوى كما أنها كانت مكانا لإجتماع وجهاء المدينة للتشاور واتخاذ القرارات وكانت الاحتفالات السنوية تقام في باحة كبيرة تقع في الجانب الشمالي الشرقي من المجمع.

إذن فالمعابد والزاقورات وان اختلف بناؤها فكانت وظيفتها واحدة والمتمثلة في مقر الآلهة هذه الأخيرة تخدمها مجموعة موظفين متمثلين في الكهنة ابرزهم شانكوم قادشتوم انيستوم إضافة إلى التماثيل أهمها تمثلان من اور معظمها تماثيل نسائية حيث ظهرت في منطقة الشرق الأدنى حيث ساعدت ملامحها المتميزة علماء الآثار عن معرفة الثقافات والشعوب المتعددة في المنطقة إضافة إلى نوع من التماثيل تسمى السحلية وذلك نظرا لمظهرها المشابه للزواحف والذي يعود أساسا إلى شكل عيونها المشابه لحبوب القهوة وتمثال لرجل ملتح ومن الواضح انه صنع لغرض ديني والتمثال محفوظ حاليا في المتحف البريطاني