2. ميادين البحث العلمي

ميادين البحث العلمي:

تتعدد وتتنوع ميادين البحث العلمي بتعدد التخصصات والفروع العلمية المختلفة، الأمر الذي يدفعنا هنا الى التركيز على البحث التربوي بأبعاده المختلفة.

 -أولا: ميادين البحث التربوي :

البحث التربوي يهتم بميادين مختلفة منها:

 -1التلميذ والمعلومات :   

يقول  (1976) G. D. Landsheere"اعرف التلميذ كطفل وكدارس leaner""     

في هذا المجال علينا أن نبحث في دراسة العلاقات بين المعلومات المدرسية التي نحاول تدريسها وتعليمها للتلميذ وبين سيكولوجيته بما فيها من صفات وخصائص عقلية ونفسية واجتماعية ومن هنا نطرح السؤال، هل لدى التلميذ قدرة وقابلية لاستقبال كل المعلومات مهما كانت صعوبتها؟ والجواب بالطبع لا.

ما هو إذن دور البحث التربوي في هذا المجال؟

دور البحث التربوي هو محاولة تكييف المعلومات الدراسية والمناهج مع حاجيات التلميذ ومطالبه واهتماماته. وهناك أبحاث كثيرة في هذا الميدان تحاول تتبع مراحل نمو الطفل ووصف خصائصه في كل هذه المراحل وبالتالي تحديد البرامج الدراسية وتكييف المعلومات بما يتناسب مع القدرات الموجودة فعلا لدى الطفل.

ومن أهم العلماء في هذا المجال بياجي (J.Piaget) ودراساته المتعددة حول نمو ذكاء الطفل، وقد صنفه إلى مرحلتين أساسيتين:

ـ مرحلة العمليات الواقعية أو الملموسة من 2 إلى 11-12 سنة.

ـ مرحلة العمليات المجردة    11-12 سنة وأكثر.

يجب إذن على البرامج المدرسية أن تأخذ بعين الاعتبار هذه البحوث حتى تكون نافعة بالنسبة للطفل.

2-الطرق البيداغوجية: 

ماهي أحسن طريقة لتوصيل المعلومات ؟، هل هي الطريقة الاستبدادية التي تظهر لدى المدرسين الذين يوصلون المعلومات إلى التلاميذ عن طريق الإلقاء فقط حيث أن كل المعلومات مفروضة عليه من طرف المعلم؟

هل هي الطريقة النشيطة والتي تظهر من خلال جعل الدرس قائما على الحوار والاستجواب بين المدرس والتلميذ حيث أن الدرس مبني على اهتمامات التلميذ.

البحث التربوي يمكننا عن طريق المقارنة بين هاتين الطريقتين اختيار تلك التي تسمح للتلاميذ التحصل على نتائج مرضية.

المقارنة مثلا بين الطريقة الشاملة والطريقة التركيبية في تعليم مادة القراءة.

حيث كانت القراءة تدرس سابقا بطريقة تقليدية تركيبية والتي تنطلق من الحرف إلى الكلمة ثم الجملة وبعدها النص ومن خلال البحوث تبين أن الطريقة التحليلية في تدريس القراءة أنفع حيث تنطلق هذه الطريقة من النص إلى الجملة ثم الكلمة وبعدها الحروف ومازال الجدل قائما حول هذه الطريقة حيث يؤكد بعض الباحثون حسن نتائجها بينما يؤكد باحثون آخرون أن أمراض اضطرابات اللغة ناتج عن هذه الطريقة الكلية.

3-المعلم: تكوين المعلمين: 

لقد لاحظ بعض الباحثين أن سلوك المعلم في القسم يؤثر على سلوك التلميذ وعلى موقفه اتجاه المدرسة وبالتالي هناك تأثير على نتائجه المدرسية. ما هو دور البحث التربوي في هذا المجال؟

يستطيع البحث التربوي من خلال أدواته أن يجمع المعلومات الدقيقة والمتكررة لسلوكات المعلم وأثارها على مر دودية التلاميذ.

وبعد ذلك يمكن تصنيف هذه السلوكات السلبية والإيجابية وبعدها تُقترح تربصات بيداغوجية لتكوين المعلمين بهدف تصحيح مواقفهم وسلوكا تهم السلبية.

لقد أكد)1971 (Roshenthal et Jakobson ، بأن المدح والتشجيع من طرف المعلم له مردودا إيجابيا على التلميذ، فبالتالي نحاول توعية المعلم لاستعمال المدح والتشجيع بدلا من العقاب أو التأديب و التوبيخ.

أكدت هذه الدراسة بأن تحسن التلاميذ كان راجع إلى اهتمامات المعلم وتشجيعا ته وتوقعه الإيجابي فيما يخص نتائج هؤلاء التلاميذ من خلال اختبارات تنبُئية مُزيفة.

إن نجاح هؤلاء التلاميذ كان راجعا إلى أثر التوقعات أو بما يسمى باللغة الأجنبية  

 « L’effet d’attente ou l’effet oedipien »

 لقد لاحظ أيضا Inizan.(1972)،A في إحدى بحوثه أن انتباه المعلم وتحركاته في القسم  تدور حول  نفس التلاميذ وبالتحديد  ذوو المستوى الدراسي المرتفع والذين ينتمون إلى بيئة اجتماعية وثقافية معينة ويتجاهل المعلم التلاميذ ذوو المستوى الدراسي الضعيف.

ثانيا: ميادين البحث في علم النفس. ميادين البحث في علم النفس متنوعة ومنها:

- البحث في علم النفس الوراثي والذي يهتم بدراسة نمو سلوك الطفل حسب السن، دراسة فيما يخص الذاكرة وقد اهتمت الدراسات فيه بالذاكرة وعلاقتها ببعض العوامل.

- البحث في علم النفس الاجتماعي وهو يهتم بدراسة تأثير الفوج أو الجماعة على سلوك الفرد كظاهرة الجنوح مثلا، أو دراسة ظاهرة الإشاعة والضجة...الخ.

- البحث في علم النفس القياسي والذي يهتم بدراسة الاختبارات لقياس وتقييم الإنسان من خلال خصائصه كالذكاء والذاكرة والعدوانية ...

- استعمال اختبارR.M. P. لقياس الذاكرة عند الكحوليين.

- البحث في علم النفس المدرسي وهو يهتم بمعالجة اضطرابات التعلم لدى الطفل.

  -البحث في علم النفس الصناعي والذي يهتم بعوامل تحسين ظروف العمل وارتفاع مرد ودية العمال في المؤسسات.