مفهوم البحث العلمي

الموقع: Plateforme pédagogique de l'Université Sétif2
المقرر: منهجية وتقنيات البحث
كتاب: مفهوم البحث العلمي
طبع بواسطة: Visiteur anonyme
التاريخ: Tuesday، 14 May 2024، 8:03 AM

الوصف

تتضمن هذه المحاضرة مفهوم البحث العلمي واهميته بالاضافة إلى أهم ميادينه وأهدافه

1. مفهوم البحث العلمي

يعتبر البحث العلمي من المفاهيم الأكثر تداولا وانتشارا في مجال العلوم الاجتماعية والانسانية، باعتباره نشاطا علميا منظما وطريقة في التفكير وأسلوبا للنظر للوقائع يسعى الى كشف الحقائق بالاعتماد على مناهج موضوعية محققة من أجل معرفة الارتباط بين هذه الحقائق، ثم استخلاص المبادئ العامة والقوانين التفسيرية، ولهذا يمكن أن نتطرق الى مجموعة من التعريفات للبحث العلمي.

 

1.1. تعريف البحث العلمي

إن البحث العلمي هو محاولة دقيقة ناقدة للتوصل إلى حل المشكلات التي تؤرق الإنسان وتحيره، فإنه في نفس الوقت عملية تقصي وفحص علمي دقيق لطبيعة الظاهرة. وفي هذا الإطار يعرف الدكتور محمد زيان عمر (1987)، البحث العلمي بأنه " تلك المحاولة الدقيقة للتوصل إلى حلول المشكلات التي نشعر بها، ويولد البحث العلمي نتيجة لحب الاستطلاع ومعرفة الحقائق وتحسين الوسائل التي تعالج بها مختلف الأشياء ً.

يتطلب البحث العلمي التجرد من الأهواء ويستلزم الموضوعية في الدراسة وتقييم النتائج المحصلة عليها.

البحث العلمي في جوهره يساوي الموضوعية في وضع الفروض واستخلاص النتائج. ويعرفه أيضا عبد الباسط محمد حسين (1985)، " بكونه الدراسة العلمية الدقيقة والمنظمة لظاهرة معينة باستخدام المنهج العلمي للوصول إلى حقائق يمكن الاستفادة منها." أي أن البحث العلمي يعتمد في دراسته لمشكلة البحث على المنهج العلمي لوضع حلول ملائمة للظاهرة المراد دراستها.

ويعرف أيضا A.S Barr بأنه "جهد منتظم لفهم مشكلة ما وهذا الجهد ناتج أو مدفوع بحاجة أو صعوبة شعرنا بها."

تعريف ويمكن القول باختصار أن البحث العلمي هو نابع عن مشكلة أو صعوبة شعرنا بها ونسعى إلى تفسيرها باستعمال المنهج العلمي واحترام قوانينه السليمة التي تمكننا من الوصول إلى نتائج نثق فيها.

وبناء على ما تقدم، يمكننا تحديد خصائص البحث العلمي على النحو التالي:

أولا-البحث العلمي بحث منظم ومضبوط.

ثانيا-يستند البحث العلمي الى الأطر النظرية والمعرفية للبرهنة على الأشياء

ثالثا_ البحث العلمي بحث تجريبي.

رابعا_ البحث العلمي بحث تفسيري.

1.2. أهمية البحث العلمي

من أهمية البحث العلمي قبول التعامل مع ما هو كائن والتعرف عليه من أجل اكتشاف أسراره وكسب فوائده، وأهمية البحث العلمي تكمن في عدم حبه للسيطرة، لأن حب السيطرة من طبيعة الانسان لا من طبيعة البحث، وللبحث أهمية كبيرة وبالأخص إذا اعتمد الباحث في كل تحليلاته ومناقشاته على الحجج المنطقية السليمة وقد يعتبر الرأي الذي يصل إليه الباحث حلا للمشكلة التي يتناولها. وقد وعليه فإن للبحث العلمي أهمية كبيرة في التنقيب عن الحقائق التي قد يستفيد منها الانسان في التغلب على بعض مشاكله وفي حل المشاكل التي تعترض تقدمه وفي طاقة مجالات الحياة الاجتماعية والتربوية والعلمية والرياضية وغيرها، وفي تفسير الظواهر الطبيعية والتنبؤ بها عن طريق الوصول إلى قوانين كلية تحكم أكبر من الوقائع والظواهر وبذلك نستطيع أن نتحكم في القوى الطبيعية ونسخرها لخدمة الانسان ونستعد لما قد يحدث عنها من اضرار وكوارث فنعمل على تلافيها أو التقليل من خطرها، فنبتعد عن مكان حدوثها إذا ما تنبأنا بموعد حدوثها.

        ومن أهمية البحث العلمي تصحيح معلوماتنا عن الأمور التي يتناولها البحث فهو يصحح معلوماتنا عن الكون الذي نعيش فيه وعن الظواهر وكيفية حدوثها، كما يفيدنا البحث في التخطيط للتغلب على الصعوبات التي قد تواجهها إما نتيجة عوامل طبيعية او بيئية، وما دمنا قد عرفنا الحقائق المتعلقة بهذه المشاكل والصعوبات وما دمنا قد تنبأنا بما قد ينجم عن ظروفنا والظروف المحيطة بنا إذا تركت بدون تدخل منا فيعمل التخطيط على استغلال كل الموارد أحسن استغلال للحصول على فائدة جدية لها تساعدنا في التغلب على الصعوبات والمشاكل.

2. ميادين البحث العلمي

ميادين البحث العلمي:

تتعدد وتتنوع ميادين البحث العلمي بتعدد التخصصات والفروع العلمية المختلفة، الأمر الذي يدفعنا هنا الى التركيز على البحث التربوي بأبعاده المختلفة.

 -أولا: ميادين البحث التربوي :

البحث التربوي يهتم بميادين مختلفة منها:

 -1التلميذ والمعلومات :   

يقول  (1976) G. D. Landsheere"اعرف التلميذ كطفل وكدارس leaner""     

في هذا المجال علينا أن نبحث في دراسة العلاقات بين المعلومات المدرسية التي نحاول تدريسها وتعليمها للتلميذ وبين سيكولوجيته بما فيها من صفات وخصائص عقلية ونفسية واجتماعية ومن هنا نطرح السؤال، هل لدى التلميذ قدرة وقابلية لاستقبال كل المعلومات مهما كانت صعوبتها؟ والجواب بالطبع لا.

ما هو إذن دور البحث التربوي في هذا المجال؟

دور البحث التربوي هو محاولة تكييف المعلومات الدراسية والمناهج مع حاجيات التلميذ ومطالبه واهتماماته. وهناك أبحاث كثيرة في هذا الميدان تحاول تتبع مراحل نمو الطفل ووصف خصائصه في كل هذه المراحل وبالتالي تحديد البرامج الدراسية وتكييف المعلومات بما يتناسب مع القدرات الموجودة فعلا لدى الطفل.

ومن أهم العلماء في هذا المجال بياجي (J.Piaget) ودراساته المتعددة حول نمو ذكاء الطفل، وقد صنفه إلى مرحلتين أساسيتين:

ـ مرحلة العمليات الواقعية أو الملموسة من 2 إلى 11-12 سنة.

ـ مرحلة العمليات المجردة    11-12 سنة وأكثر.

يجب إذن على البرامج المدرسية أن تأخذ بعين الاعتبار هذه البحوث حتى تكون نافعة بالنسبة للطفل.

2-الطرق البيداغوجية: 

ماهي أحسن طريقة لتوصيل المعلومات ؟، هل هي الطريقة الاستبدادية التي تظهر لدى المدرسين الذين يوصلون المعلومات إلى التلاميذ عن طريق الإلقاء فقط حيث أن كل المعلومات مفروضة عليه من طرف المعلم؟

هل هي الطريقة النشيطة والتي تظهر من خلال جعل الدرس قائما على الحوار والاستجواب بين المدرس والتلميذ حيث أن الدرس مبني على اهتمامات التلميذ.

البحث التربوي يمكننا عن طريق المقارنة بين هاتين الطريقتين اختيار تلك التي تسمح للتلاميذ التحصل على نتائج مرضية.

المقارنة مثلا بين الطريقة الشاملة والطريقة التركيبية في تعليم مادة القراءة.

حيث كانت القراءة تدرس سابقا بطريقة تقليدية تركيبية والتي تنطلق من الحرف إلى الكلمة ثم الجملة وبعدها النص ومن خلال البحوث تبين أن الطريقة التحليلية في تدريس القراءة أنفع حيث تنطلق هذه الطريقة من النص إلى الجملة ثم الكلمة وبعدها الحروف ومازال الجدل قائما حول هذه الطريقة حيث يؤكد بعض الباحثون حسن نتائجها بينما يؤكد باحثون آخرون أن أمراض اضطرابات اللغة ناتج عن هذه الطريقة الكلية.

3-المعلم: تكوين المعلمين: 

لقد لاحظ بعض الباحثين أن سلوك المعلم في القسم يؤثر على سلوك التلميذ وعلى موقفه اتجاه المدرسة وبالتالي هناك تأثير على نتائجه المدرسية. ما هو دور البحث التربوي في هذا المجال؟

يستطيع البحث التربوي من خلال أدواته أن يجمع المعلومات الدقيقة والمتكررة لسلوكات المعلم وأثارها على مر دودية التلاميذ.

وبعد ذلك يمكن تصنيف هذه السلوكات السلبية والإيجابية وبعدها تُقترح تربصات بيداغوجية لتكوين المعلمين بهدف تصحيح مواقفهم وسلوكا تهم السلبية.

لقد أكد)1971 (Roshenthal et Jakobson ، بأن المدح والتشجيع من طرف المعلم له مردودا إيجابيا على التلميذ، فبالتالي نحاول توعية المعلم لاستعمال المدح والتشجيع بدلا من العقاب أو التأديب و التوبيخ.

أكدت هذه الدراسة بأن تحسن التلاميذ كان راجع إلى اهتمامات المعلم وتشجيعا ته وتوقعه الإيجابي فيما يخص نتائج هؤلاء التلاميذ من خلال اختبارات تنبُئية مُزيفة.

إن نجاح هؤلاء التلاميذ كان راجعا إلى أثر التوقعات أو بما يسمى باللغة الأجنبية  

 « L’effet d’attente ou l’effet oedipien »

 لقد لاحظ أيضا Inizan.(1972)،A في إحدى بحوثه أن انتباه المعلم وتحركاته في القسم  تدور حول  نفس التلاميذ وبالتحديد  ذوو المستوى الدراسي المرتفع والذين ينتمون إلى بيئة اجتماعية وثقافية معينة ويتجاهل المعلم التلاميذ ذوو المستوى الدراسي الضعيف.

ثانيا: ميادين البحث في علم النفس. ميادين البحث في علم النفس متنوعة ومنها:

- البحث في علم النفس الوراثي والذي يهتم بدراسة نمو سلوك الطفل حسب السن، دراسة فيما يخص الذاكرة وقد اهتمت الدراسات فيه بالذاكرة وعلاقتها ببعض العوامل.

- البحث في علم النفس الاجتماعي وهو يهتم بدراسة تأثير الفوج أو الجماعة على سلوك الفرد كظاهرة الجنوح مثلا، أو دراسة ظاهرة الإشاعة والضجة...الخ.

- البحث في علم النفس القياسي والذي يهتم بدراسة الاختبارات لقياس وتقييم الإنسان من خلال خصائصه كالذكاء والذاكرة والعدوانية ...

- استعمال اختبارR.M. P. لقياس الذاكرة عند الكحوليين.

- البحث في علم النفس المدرسي وهو يهتم بمعالجة اضطرابات التعلم لدى الطفل.

  -البحث في علم النفس الصناعي والذي يهتم بعوامل تحسين ظروف العمل وارتفاع مرد ودية العمال في المؤسسات.

 

3. أهداف البحث العلمي

أهم ما يميز البحث في المرحلة الجامعية الأولى هو أنه دراسة مكتبية تتضمن فحص المواد القرائية في المكتبة، ثم نقد وتقييم وتفسير هذه المواد.

        وأهم أهداف القيام بالبحث مايلي:

-       تدريب الطالب على التفكير العلمي، وحسن التعبير عن أفكاره، وأفكار الآخرين.

-       تعميق بعض القضايا التي لم تتسع المحاضرة لعرضها بعمق أوبتوسيع وشمول، لتأكيد مفهوم القراءة خارج المقرر.

-       اكتساب مهارات القراءة والمكتبة، من حيث: التصنيف، الفهارس، المراجع، مصادر المعلومات.

-       إتقان مهارة تجميع المواد المتعلقة بموضوع محدد، والقدرة على تصنيفها، وتوثيقها، وتقديمها بلغة عربية سليمة.

-       الأخذ بمفهوم تنوع الأفكار، تعدد الآراء، التفكير الحر النقدي، التفسير، التدليل، الربط، وابداء الرأي.