1. تمهيـــــد

لا أحد يمكن أن ينكر الدور الكبير والمتميز الذي يمكن أن يلعبه مدرس التربية البدنية والرياضية في حياة التلاميذ، بحيث أن نشاطه لا يقف عند حد تنمية عضلاتهم أو الارتقاء بمهارتهم الحركية، وإنما يمتد إلى الإسهام في تربيتهم بالمعنى الشامل (بدنيا، عقليا، اجتماعيا، نفسيا).

من المعلوم أن لكل مادة من مواد المقرر الدراسي "منهاجا"، كذلك مادة التربية البدنية لها منهاجا لتدريسها. وهذا المنهاج يقوم على أسس علمية مستقاة من أصول التربية و نظرياتها و علم النفس بفروعه و مستند على العلوم البيولوجية الوظيفية.

و يعتبر برنامج الإعداد المهني لطلاب التربية البدنية من خلال المكونات النظرية للتدريس و التدريب العملي على محتوى و مهارات التدريس التي تؤكد على بناء الشخصية التدريسية لدى الطلاب  و التمكن من مادة النشاط المكونة لبرنامج المدرسي، حتى تتوفر المقومات الأساسية لإعداد المعلم في إطار مجموعة من المبادئ و النظريات التدريسية و طرق وأساليب التدريس وبنية التربية العملية و مهاراتها التطبيقية و التمكن من مكونات الدرس و مقوماته التحضيرية و التنفيذية و كذلك الجوانب البنائية للشخصية التدريسية لدى معلم التربية البدنية و ما يلزمه من فنيات تدريسية وكفايات أدائية، وإمداده بأساسيات بناء برنامجه التدريسي و تمكنه من تخطيطه من و إعداده و تنفيذه لوحداته التدريسية مما يسهم بشكل عميق في تنمية المهارات اللازمة للتدريس عند الطلاب المعلمين و ما يلزمه من مساعدات تعليمية و توجيهية.

مقياس نظرية ومنهجية الأنشطة البدنية والرياضية له أهميته في الحياة المهنية لمعلم التربية البدنية والرياضية -قبل وأثناء الخدمة-حيث تساهم مساهمة فعالة في بناء شخصيته وتشكيل فكره والارتقاء بإمكاناته، كما أنها تساعده على أداء وظيفته وتحسينها. فدراسة مادة المناهج تمكن المعلم من فهم فلسفة تدريس الأنشطة الحركية والبدنية، وطرق وأساليبه، والعمليات التي يقتضيها تطوير المناهج ومراجعتها وتغييرها. كما أنها تساعده على إدراك المصادر التي يستمد منها مادته من حيث أصولها ومحتوياتها، كذلك يتعلم منها كيف يتم تخطيط المنهج وتنظيمه.