1. انواع نقد المصدر التاريخي

1.4. النقد الباطني الإيجابي

ج-النقد الباطني الإيجابي:

  وهو يعتمد على تحليل مضمون الوثيقة التاريخية لفهمها فهما صحيحا وإدراك ما أراد منها صاحبها، وهنا يكز الباحث على ثبوت أصالة النص وإدراك المدلول الحقيقي له وتفسيره ان كان غامضا أو تحديد المعاني الخفية فيه من خلال تحديد المعنى الحرفي للألفاظ والاحاطة بمدلولاتها واختلاف معانيها وتطور لغتها، مراعيا في ذلك شروط المكان والزمان ومستوى الثقافة ومعارف العصر الذي ترجع اليه.

 ويتطلب النقد الباطني تحليلا شاملا من خلال العملية اللغوية والتاريخية والجغرافية لألفاظ الوثيقة، وهنا يضطر الباحث الى الرجوع والعودة الى العلوم المساعدة للتاريخ لتكون عونا له للتعرف على الأبعاد اللغوية والمكانية والزمانية للوثيقة، ان هذه الأبعاد التي لا يمكن الإحاطة بجوانبها الا بمعرفة مادة اللغة في عصرها من حيث نوعية نوعية المفردات ومواصفات الأسلوب وطريقة الكتابة، اذ يجد الباحث نفسه مرتبطا بعلم الفيلولوجيا(الخطوط) وعلم اللغة والمعجميات وعلم الأسماء والجغرافيا وعلم الكرونولوجيا، لكون هذه العلوم هي التي تعرفه على دلالات الألفاظ وضبط أسماء المدن والمواقع والأحداث والوقائع والتأكد من التاريخ الذي تعود اليه أو ترتبط به.