1. التعريف بالمملكة

تقع بلاد الكانم في الشمال الشرقي لبحيرة تشاد وتبلغ مساحتها270000كلم، ويبدأ تاريخ هذه المملكة في الفترة الممتدة مابين سبعمائة وخمسين وثمانمائة ميلادي، وتنسب المملكة التي قامت في إقليم كانم إلى قبيلة الزغاوة وموطنهم الحافة الجنوبية للصحراء الكبرى بالسودان الوسط، وجاء عن "العمري" أن حدود كانم تبدأ من حدود مصر شرقاً وتنتهى حدودها عند بلدة " كاكا " في مالى غرباً وتستغرق رحلتها من الشرق إلى الغرب ثلاثة شهور ويؤكد لنا " المقريزى" على مدى اتساع هذه الدولة ويقول:" واعلم أن على ضفة النيل أيضاً الكانم وملكها مسلم... وقاعدة ملكه بلدة اسمها "جيمى" وأول مملكته من جهة مصر بلدة اسمها " زالا " وآخرها بلدة يقال لها " كاكا" وبينها ثلاثة أشهر(14(
 وبهذا كانت كانم أقوى دولة، بل أكبر دولة حظيت بمكانة خاصة جعلتها صاحبة مكانة بارزة في إفريقيا منها موقعها الذي كان ملتقى عدة طرق ثم تأثرها بحضارات النيل، بالإضافة إلى الهجرات العربية التى كان لها أكبر الأثر في المد الإسلامي في المنطقة.

       بسطت قبيلة الزغاوة نفوذها في كامل المنطقة وأسست عاصمة لمملكتها تسمى جيمي، والمعروف أن زغاوة قدموا من الشرق واستقروا في السودان الأوسط وذكر ذلك اليعقوبي:عندما تفرق ولد نوح من أرض بابل إلى المغرب انقسم ولد كوش بن حام وهم الحبشة والسودان الأوسط ولما عبروا واد النيل انقسموا إلى فرقتين، فرقة استقرت بين المشرق والمغرب وهم النوبة والحبشة والزنج وفرقة قصدت المغرب وهم الزغاوة والفقاو والمريون ،وإلى الزغاوة يرجع تأسيس مملكة الكانم.