4. أدلة تعتمد على المفهوم

4.3. طرق تعتمد على التحليل المنطقي

تعتمد هذه الطرق على الفحص الدقيق للاختبار والأداء المطلوب، وإحداث تكامل بين نتائج هذا الفحص وبين النظرية التي يستند إليها الاختبار وآراء المختبرين الذين سبق أن اختبروا باختبارات مشابهة، ويعتبر Cronbach أن التحليل المنطقي من أهم مصادر التوصل إلى فروض بديلة فيما يتعلق بالأداء في الاختبارات، فالمحكم الذي لديه خبرة سابقة بالأخطاء التي شابت الاختبارات السابقة يمكنه أن يكتشف جوانب الضعف في أداة القياس الجديدة. كما يمكن الاستعانة بأسلوب تحليل العمليات التي يستخدمها الأفراد في أدائهم أو في التوصل إلى إجاباتهم عن بنود الاختبار، لذلك عادة ما يرفق على سبيل المثال في اختبارات تقييم الأداء بتعليقات أو أسئلة تطلب من الأفراد تبرير اختياره للإجابة أو تبرير إجابته عن المهمات المطلوبة.

يساعد التكوين الفرضي في تحديد السمات التي يهدف الاختبار لقياسها، كما يساعد في بناء وتمحيص النظريات التربوية والسيكولوجية، وذلك عن طريق جمع أدلة ومعلومات متعددة لتغطية التكوينات الفرضية باستخدام الأساليب السابقة. ولأن صدق التكوين الفرضي يمكن تطبيقه على جميع أنواع الاختبارات وعلى نطاق واسع من استخدامات درجات الاختبارات فان التمييز بينه وبين الأسلوبين الآخرين للصدق قد يكون مصطنعا، لأن النوع أكثر ملاءمة للصدق يبقى محكوما بأنواع الاستدلالات المراد استنباطها من درجات الاختبار.

اتضح أن أنواع الصدق الثلاثة؛ صدق المحتوى والصدق المرتبط بمحك وصدق التكوين الفرضي ليست متباينة وإنما جوانب متكاملة يتم التحقق بواسطتها من تأييد تفسيرات واستخدامات الدرجات المحصلة من أدوات القياس، لذلك فان الفصل بين هذه الجوانب أي دراسة أحدهما بدون أخرى يؤدي إلى أدلة غير كافية حول الصدق.

3- العوامل المؤثرة على الصدق:

أشرنا في البداية إلى أن ثبات درجات الاختبارات تتأثر بعوامل: طول الاختبار، وتجانس عينة المفحوصين، وحدود الزمن، وخصائص بنود الاختبار، وموضوعية التصحيح. يمكن لهذه العوامل أيضا أن تؤثر على درجات صدق الاختبارات لأن معظم طرق تقدير الصدق تعتمد على التجريب الذي من خلاله نتحصل على درجات الاختبار.

كما يتأثَر الثبات بمصادر خطأ متعدَدة يمكن أيضا للصدق أن يتأثَر بمصادر خطأ استدلالاتنا وتفسيراتنا حدَدها Messick (1995) في مصدرين أو تهديدين أساسيين رئيسيين هما: ضعف تمثيل التكوين الفرضي والتباين غير الملائم للتكوين الفرضي. يتعلَق التهديد الأول للصدق بمحدودية وضعف شمولية المحتوى الاختبار، والأبعاد، أو الأوجه المتصلة بالتكوين الفرضي موضع الاهتمام، ويتعلَق التهديد الثاني باتساع إضافي للتباين غير الملائم وغير المرتبط بتفسير التكوين الفرضي.

وقد تناولت وثيقة "معايير العملية الاختبارية التربوية والنفسية (1999) المصدرين وأشارت إلى ضعف تمثيل التكوين الفرضي إلى الدرجة التي يفشل فيها الاختبار في قياس التكوين الفرضي، وأشارت إلى التباين غير الملائم للتكوين الفرضي إلى الدرجة التي تتأثر بها درجات الاختبار بالعمليات غير جوهرية في التكوين الفرضي المطلوب (AERA, APA & NCME, 1999) .

إضافة إلى هذين العاملين توجد عوامل أخرى يمكن أن تحد أو تخفَض من صدق التفسيرات منها ما يرتبط بخصائص الطلاب (قلق، انخفاض الدافعية، تزييف الإجابة) ومنها ما يرتبط بإجراءات تطبيق الاختبار وإجراءات تقدير الدرجات (تقديم تعليمات غير مناسبة، محدودية الوقت، عدم اتساق أو تحيَز التقديرات) ومنها ما يرتبط بالتعليم والتدريب الخاص للأفراد المختبرين.