1. مفهوم الصدق
يعد الصدق من معايير الجودة الفنية للاختبارات ذات أهمية في بناء وتقييم الاختبارات، وخاصية هامة من خصائص درجات الاختبارات، والذي يشير تقليديا إلى أن يقيس الاختبار أو أي أداة أخرى فعلا ما أعدت لقياسه. ولكن هذه النظرة للصدق كلاسيكية لا تعبَر بدقة عن التعريف الاجرائي للمفهوم، فقد تطورت النظرة إلى الصدق كما وصفه Cronbach (1971) على أنه العملية التي يجمع فيها مطور الاختبار أو مستخدمه من خلالها الأدلة التي تدعم الاستنتاجات التي استخلصها من درجات الاختبار.
كما تعرَفه وثيقة معايير العملية الاختبارية النفسية والتربوية (1999) American Educational Research Association, American Psychological Association & National Council on Measurement in Education على أنه الدرجة التي تؤيد بها الأدلة والنظرية تفسير درجات الاختبارات التي تتطلبها استخدامات مقترحة للاختبار.
يشير الصدق إلى الأدلة المستمدة من درجات الاختبارات لهدف معين ضمن مجموعة شروط وضعت مسبقا، لذلك فالصدق ضمن المفهوم الحديث ليس خاصية من خصائص الاختبارات وإنما خاصية من خصائص درجات الاختبارات.
فالصدق يتعلق بمدى فائدة أداة القياس في اتخاذ قرارات مرتبطة بغرض أو أغراض معينة، وليس خاصية من خصائص الأداة ذاتها، فالصدق يعدَ خاصية استدلالية (Messick, 1995). إضافة إلى أن الصدق لا يتضمن فقط تلاؤم الهدف مع السمة المطلوب قياسها وإنما في مختلف الأدلة المطلوب جمعها لاستخدام وتفسير درجات الاختبارات.
أكدت وثيقة معايير العملية الاختبارية AERA, APA, NCME (1999) بأن تأييد الصدق مسؤولية مشتركة بين مطوَر الاختبار الذي يقدَم أدلة وأسس منطقية للاستخدام المرجو للاختبار، ومستخدم الاختبار الذي يقيَم الأدلة الموجودة ضمن السياق الذي استخدم فيه الاختبار (p. 11).