4. النظرية الشيوعية

النظرية الشيوعية :

شهد الربع الأول من القرن العشرين ميلاد نظرية الصحافة الشيوعية، ويعتبر كارل ماركس الأب الشرعي لهذه النظرية متأثرا بفلسفة زميله الألماني جورج هيجل. وترتكز هذه النظرية على أن وظائف وسائل

الإعلام في المجتمع الشيوعي- كما يقول كارل ماركس- هي نفسها وظائف الجهاز الحاكم وهى بقاء وتوسع النظام الاشتراكي، وان هذه الوسائل يجب أن توجد لنشر السياسة الاشتراكية، وفى ظل هذه النظرية فإن

وسائل الإعلام الجماهيرية تعتبر أدوات للحكومة وجزءا لا يتجزأ من الدولة، والدولة يجب أن تملك وتقوم بتشغيل هذه الوسائل، والحزب الشيوعي هو الذي يقوم بالتوجيه، وتسمح النظرية الشيوعية بالنقد الذاتي

مثل الحديث عن الفشل في تحقيق الأهداف الشيوعية.

وتستند النظرية الشيوعية إلى فرضية أن وسائل الإعلام يجب أن تعمل دائما من أجل الأفضل، والأفضل عادة هو ما تقوله القيادة ويكون متماشيا بطبيعة الحال مع خط النظرية الماركسية، وعلى ذلك فإن كل ما

تفعله وسائل الإعلام كي تدعم وتساهم في إنجاح الشيوعية يعتبر أخلاقيا في حين أن كل ما تفعله لعرقلة الإنجاز الشيوعي يعتبر غير أخلاقي.

وتقوم هذه النظرية على عدة أسس هي:

- أن وسائل الإعلام يجب أن تخدم مصالح الطبقة العاملة وتكون تحت سيطرتها.

- حظر الملكية الفردية للصحف ووسائل الإعلام.

-  من حق المجتمع فرض الرقابة والإجراءات والقيود القانونية لمنع نشر أية أفكار ضد الاشتراكية ومن حق المجتمع أن يعاقب الصحفيين.

وقد استخدمت النظرية الشيوعية مفردات كثيرة كشعارات تكافؤ الفرص والمساواة والعدالة الاجتماعية والتقدم الثقافي ورفع الاستغلال عن طبقات الشعب

العامل، ولقد ثبت عند التطبيق أن بعض تلك المفردات ظلت مجرد شعارات إعلامية.

وبانهيار الشيوعية وسقوط الاتحاد السوفياتي في عام 1989 على يد الرئيس السوفياتي ميخائيل خورباتشوف، تلقى النظرية الشيوعية في الإعلام المصير نفسه بعد أن تكشف كيف أخفت وسائل الإعلام في ظل

هذه النظرية الكثير من المعلومات عن الجماهير نتيجة للقيود الصارمة التي كانت مفروضة عليها. وأن ساهم الباحثون الذين تبنوا هذه النظرية في نقد أوضاع الصحافة في

الغرب وتحليل أوضاع وسائل الإعلام الغربية بمنهج نقدي.