1. المفضليات الأصمعيات جمهرة أشعار العرب

تعريف المفضليات: تعتبر المفضليات من أقدم كتب الاختيارات الشعرية(11) وقد سميت بذلك نسبة إلى جامعها المفضل الضبي، أحد أئمة القراء(12) المتوفى سنة " 164ه" وسماها الاختيارات ولم يرتبها على أبواب خاصة، ولا التزم فيها أغراضا معينة ،قال بان النديم "بعدما ذكر أن الضبي ألف الكتاب للمهدي العباسي وهي 128 قصيدة، ومجموع شعراء المفضليات 76 شاعرا منهم 47  من شعراء الجاهلية و(13)و14 من المخضرمين .

سبب جمعها: يروى ان المفضل قد اشترك في ثورة أبي جعفر المنصور الخليفة العباسي،فلما أخفقت الثورة ألقي القبض عليه ولكن أبا جعفر عفا عنه وألزمه نعليم ولده المهدي فوقع جمعه على تلك المفضليات .

متهج المفضل في كتابه:لم يلتزم المفضل منهجا محددا بل سرده سردا عشوائيا دون أن تخضع لترتيب زمني وحسب،ولا بحسب موضوعات القصائد ولا أهمية الشعراء،وكتابه يخلو من  من المقدمة،وقد افتتح كتابه  بقصيذة تأبط شرا .

أهمية المفضليات: تعد  أقدم مجموعة شعرية وصلت إلينا هي مجموعة المفضليات، وهي بمثابة مرآة لحياة العرب انعكست عليها عاداتهم وأخلاقهم وشيمهم العربية، وماخاضوه من حروب ومعارك ، وبذلك حفظت لنا أشعارا كثيرة وقديمة، وكانت عرضة للضياع لولا اختيار المفضل الضبي لها وتصنيفه لها في كتابه. وقد طبعت مرارا في القاهرة وبيروت وأجود طبعاتها تلك التي حققها أحمد شاكر وعبد السلام هارون. ومن شروحها المطبوعة: شرح أبي محمد الأنباري المتوفى سنة 305 هجري وشرح الخطيب التبريزي المتوفى سنة 502 هجري.

الأصمعيّات إحدى المُختارات الشعريّة الّتي جمعها العُلماءُ واختاروها، فهي مجموعة القصائد الّتي اختارها أبو سعيد عبد الملك بن قُرَيْب الأصمعيّ (ت 216هـ) للمهديّ العبّاسيّ، وتضمُّ اثنتَين وتسعين قصيدةً ومُقطَّعةً، ويبلُغُ عددُ شعرائِها سبعينَ شاعرًا، أغلبُهم جاهليُّون، وقليلٌ منهم المُخَضرَمُون والإسلاميُّون والأمويُّون، أمَّا عددُ أبياتها فيبلغ (1439) بيتًا، وقد سُمِّيَتْ (الأصمعيّات) نسبةً إلى جامعها الأصمعي 

   بين الإيجاب والسلب:
وتمتاز أغلبُ قصائد الأصمعيّات ومُقطَّعاتها بلغتِها العالية فضلاً عن شاعريّة قائليها وتعدُّد موضوعاتها، فقد قِيلَتْ في الفخر والحماسة والرثاء والغزل والوصف والعتب وغيرها، لذا كان الأصمعيُّ مُوفَّقًا في اختيارها.

وقد كانت هذه القصائد والمُقطَّعات مُختصَرَةَ الرواية، لذا لم تكن مرغوبًا فيها عند العلماء، فقد ذكر ابنُ النديم (ت 385هـ) الأصمعيّات في كتابه دون تسميتها قائلاً: « وعَمِلَ الأصمعيُّ قطعةً كبيرةً من أشعار العرب، ليستْ بالمَرضِيَّةِ عند العلماء؛ لِقلَّةِ غريبِها واختِصارِ روايتِها»
وتحدَّث المُستشرِقُ كارل بروكلمان عنها وعن جامعها قائلاً: « وقِيلَ إنَّ الأصمعيّات لم تلقَ ما لَقِيَتْهُ المُفضّليّات وغيرُها من الانتشار والقَبول؛ لأنَّها أقلُّ اشتمالاً على غريب العربيّة، ولأنَّ الأصمعيَّ عَمَدَ فيها إلى اختصار الرواية …، والأصمعيُّ، الأديب المشهور، الّذي غالَى المُترجِمون في الثناء عليه، كعادتهم، فزعموا أنَّه كان يروي، على رَوِيِّ كلِّ حرف من حروف المُعجَم، مئة قصيدة، لم يجدْ إلَا نخبةً مُتواضِعةً من القصائد حين أراد جمعَ اختياراته … «.
ولعلَّ السببَ في عدم رضا هؤلاء العلماء عن الأصمعيّات أنَّهم قاسُوها بحجم الاختيارات الأخرى كالمُفضّليّات الّتي تضمُّ مئةً وثلاثين قصيدةً من شعر الجاهليِّين وعددٍ من المُخضرَمين، ويبلغ عددُ أبياتها (2727) بيتًا، وكجمهرة أشعار العرب لأبي زيد محمّد بن أبي الخطّاب القُرَشيّ (من علماء القرن الخامس الهجريّ) الّتي بلغ عددُ أبياتها (2681) بيتًا وغيرهما.
أمّا زَعمُهم أنَّها أقلُّ اشتمالاً على غريب اللغة فلا صحَّةَ له؛ لأنَّ الأصمعيّات مليئةٌ بالألفاظ الغريبة الّتي لا تُوجَد حتّى في مُعجَمات اللغة، وخيرُ شاهدٍ على ذلك أنَّ مُحقِّقَيها الأستاذَين أحمد محمّد شاكر وعبد السلام هارون عَمِلا فهرسًا للألفاظ الّتي وردت فيها ولم تُذكَر في مُعجَمات اللغة .
الطبعة الأوروبية:
وهي أوَّل طبعة للأصمعيّات، وقد طُبِعت ضمن الجزء الأوّل من (مجموع أشعار العرب)، وقد عُنِي بتصحيحِها المُستشرِق وليم بن الورد، وطُبِعَتْ في مدينة ليبزج بألمانيا سنة 1902م، ثمّ أعادت طبعَها منشورات دار الآفاق سنة 1981م باسم (الأصمعيّات وبعض قصائد لُغويّة) بِمُراجَعة لجنة إحياء التراث.
طبعة دار المعارف:
حقّقها المرحومان أحمد محمّد شاكر وعبد السلام هارون، وقد بيَّنا كثيرًا من الأغلاط الّتي وقعت في الطبعة الأوروبيّة، وزَعَمَا أنَّهما أوّلُ من أخرجها مُوثَّقةً مُحقَّقةً، وكان ذلك في الرابع والعشرين من صفر سنة 1375هـ المُوافِق الحادي عشر من تشرين الأوّل سنة 1955م، وقد أُعِيدَ طبعُها عام 1964م بعد أن زاد الأستاذ عبد السلام هارون على فهارسها فهرسًا مُهمًّا وجده لا مندوحة عنه في عمل فهارس دواوين الشعر، وهو فهرس الألفاظ اللغويّة الواردة في الشعر .
طبعة مؤسسة النور للمطبوعات:
وقد سُمِّيَتْ (ديوان الأصمعيّات)، شرحه وضبطه، وقدّم له إبراهيم شمس الدين، وقد أفاد كثيرًا من طبعة دار المعارف، ومن يُطالعُ هذه الطبعة لا يجدُ اختلافًا كبيرًا بينها وبين الطبعة السابقة إلاّ في المُقدّمة، فإنَّ الشارح قدَّم لها بالكلام على المجموعات الشعريّة وأهمِّيَّتِها، وقد أحصى أغلبها، وصدرتْ هذه الطبعة سنة 1422هـ -2001م.
طبعة دار صادر:
وسُمِّيَتْ (ديوان الأصمعيّات) أيضًا، حقَّقها وشرحها الدكتور محمّد نبيل طريفي، وقد صدرت سنة 1423هـ – 2002م، استهلَّها مُحقِّقُها بمُقدّمة طويلة ذكر فيها، من ضمن ما ذكر، مآخِذَه على طبعة دار المعارف، وقد حذَفَ في طبعته هذه عددًا من القصائد بحُجَّة أنَّها من المُفضّليّات، وزاد في أبيات قصائد أخرى بالرجوع إلى المصادر الشعريّة الموثوق بها فضلاً عن التعريف بأغلب الشعراء الواردة أسماؤهم في الأصمعيّات .
الاختلاف بين الفريقين:
اُختُلِفَ في عدد شعراء الأصمعيّات وقصائدها وأبياتها على فريقَين، يرى الأوّلُ منهما أنَّها تضمُّ اثنتَين وتسعين قصيدةً لسبعينَ شاعرًا، ويبلغ عددُ أبياتِها الكلِّيُّ (1439) بيتًا، في حين يرى الآخَرُ أنَّها تضمُّ اثنتَين وسبعين قصيدةً لواحدٍ وستِّين شاعرًا، ويبلغ عددُ أبياتها الكلِّيُّ (1163) بيتًا.
ولعلَّ هذا الاختلاف يرجِعُ إلى وجود تسعَ عشرةَ قصيدةً موجودةً في المُفضّليّات والأصمعيّات مع الاختلاف في عدد الأبيات والرواية في كلٍّ منهما فضلاً عن أنَّ الأصمعيَّ قسَّم إحدى القصائد على قسمَين، ثمَّ نسَبَهما إلى شاعرَين مُختلفَين، وبضمِّ هذه القصيدة الزائدة إلى القصائد التسعَ عشرةَ يُصبِحُ الفارقُ عشرين قصيدةً .

جمهرة أشعار العرب:

قصيدة الكتاب:


من غرائب التراث العربي (1) وهي مجموعة سباعية، تضم سبعة أقسام، في كل قسم سبع قصائد، وهي: (المعلقات، والمجمهرات، والمنتقيات، والمذهبات، والمراثي، والمشوبات، والملحمات) وقد اقتصرت المذهبات منها على شعر الأوس والخزرج، كما اختصت الملحمات بشعر العصر الأموي، وسميت (المشوبات) بهذا الاسم لما شابهن من الإسلام والكفر. وقد انفرد أبو زيد بن أبي الخطاب (الذي لا تعرف له ترجمة في كتب القدماء) بذكر قصائد تفرد بروايتها، مما يجعل كتابه من المصادر الأدبية، كما تفرد بأشياء من الغرائب، من ذلك: أنه جعل معلقة النابغة الذبياني قصيدته: (عوجوا فحيوا لنعم دمنه الدار) وهي في (العقد الثمين) من منحول الشعر. والمشهور أن معلقة النابغة هي التي ذكرها التبريزي وغيره من شراح المعلقات: (يا دار مية بالعلياء فالسند) ومن ذلك: معلقة الأعشى: (ودع هريرة إن الركب مرتحل) إلا أن أبا زيد جعل معلقة الأعشى قصيدته: (ما بكاء الكبير في الأطلال). طبع الكتاب طبعات كثيرة، منها الطبعة الأميرية سنة 1308هـ وفيها قصيدة عنترة في باب المعلقات، وذلك بتصرف الطابع، لأن المؤلف نص على أنها من المجمهرات، وهي كذلك في كل النسخ المخطوطة التي اعتمد عليها البجاوي في تحقيقه للكتاب، وهي أربع مخطوطات، أهمها مخطوطة دار الكتب المصرية رقم (16777) وقد كتبت سنة 1051هـ، وهي النسخة التي اعتنى حمد الجاسر بضبط ما فيها من أسماء الأماكن وتعيين موقعها اليوم. وأقدم هذه النسخ: نسخة مكتبة كوبريلي بالأستانة، وقد كتبت سنة 683هـ إلا أن المحقق عثر عليها بعد الفراغ من طباعة 42 صفحة من الكتاب، وفيها اسم المؤلف: محمد بن أيوب العزيزي، ويرى بروكلمن أنه كان حياً في أواخر المائة الثالثة، بينما رجح مصطفى جواد أن يكون من أهل مطلع القرن الخامس، لأنه نقل في كتابه عن صحاح الجوهري المتوفى سنة 393هـ، ولأن ابن رشيق نقل من الجمهرة في كتابه العمدة الذي ألفه قبل سنة 425هـ. وانظر: (ضوء جديد على زمن تأليف الجمهرة) بقلم د. سليمان الشطي: مجلة معهد المخطوطات العربية (س1 ع1 ص85: 1-6/ 1982) و(28: 2: ص653: 7/ 1984)ترجمة د. محمد علي الهاشمي، وقد نال الدكتوراه على تحقيقه الكتاب عام 1970 (1) وقد نشرتُ مؤخرا في إبريل 2014 دراسة موسعة عن الكتاب في نافذة من التراث في موقع الموسوعة الشعرية

 

 

                    كتاب: جمهرة أشعار العرب المؤلف: أبو زيد محمد بن أبي الخطاب القرشي (المتوفى: 170هـ) حققه وضبطه وزاد في شرحه: علي محمد البجادي الناشر: نهضة مصر للطباعة والنشر والتوزيع عدد الأجزاء: 1 [ترقيم الكتاب موافق للمطبوع]