1. تمهيـــد

إن تدريس التربية الرياضية للتلاميذ في المدارس بمراحلها المختلفة هو عملية لها خصوصياتها، إذ تساعد على تنمية روح المنافسة  و هي عبارة عن موقف يتم فيه التفاعل بين التلميذ و المدرس في جو من المتعة و السرور، لذا يجب أن يكون درس التربية الرياضية كخبرة ممتعة يشعر بها التلميذ و هو يمارس الأنشطة البدنية التربوية في المدرسة و المدرس على حد سواء.

يُعد التدريس الجانب التطبيقي للعملية التعليمية والتربوية, يشتمل على استراتيجيات وطرائق وأساليب ونماذج تمثل أدوات وإجراءات تعالج كيفية إلمام المتعلمين بالمنهج المدرسي ومحتواه التعليمي بغية توصيله للمتعلمين. ولعل هذه المراحل في التدريس أدت إلى التداخل فيما بين مفاهيم الاستراتيجيات والطرائق والأساليب, مما أوجد خلط كبير في الأدبيات التربوية في تحديد مفهوم كل مصطلح من مصطلحاته المرتبطة به, والبعض يستخدمها كمترادفات لها نفس الدلالة كما أشار صلاح وآخرون (2012م) إن إستراتجية التدريس مفهوم حديث لطريقة التدريس ليحل محل إستراتيجية التدريس. وفي هذه الورقة سيتم تحرير كل مصطلح من مصطلحات التدريس ثم تبيان الفروق والفواصل بين هذه المصطلحات, لكن في البداية يلزمنا الوقوف على مصطلح التدريس والانطلاق منه للمصطلحات المرتبطة به . (ناصر النفيعي)

لم يعد تدريس مادة التربية البدنية في المدارس نشاطاً اجتهادياً يقوم به المعلم، بل أصبح هذا المجال علماً قائماً بذاته في ميادين التربية البدنية، وقد كان في السابق هناك اجتهادات عديدة لبلورة واستعارة أساليب التدريس المختلفة وتطويعها في تدريس مادة التربية البدنية في مراحل التعليم العام. حتى صدرت مجموعة من أساليب التدريس المختصة لمادة التربية البدنية. وكـان من أحدثها وأهمـها على الإطلاق ما أصدره موسكا موستن (Muska Mosston) تحت مسمى "طيف أساليب التدريس". وقد أحدث الكتاب نقلة تطويرية ونوعية في طرح نهج جديد لأساليب تدريس التربية البدنية وتم ترجمته إلى لغات عديدة.