طرق التدريس في التربية البدنية والرياضية

Site: Plateforme pédagogique de l'Université Sétif2
Cours: نظرية و منهجية الأنشطة البدنية والرياضية
Livre: طرق التدريس في التربية البدنية والرياضية
Imprimé par: Visiteur anonyme
Date: Friday 22 November 2024, 13:40

1. تمهيـــد

إن تدريس التربية الرياضية للتلاميذ في المدارس بمراحلها المختلفة هو عملية لها خصوصياتها، إذ تساعد على تنمية روح المنافسة  و هي عبارة عن موقف يتم فيه التفاعل بين التلميذ و المدرس في جو من المتعة و السرور، لذا يجب أن يكون درس التربية الرياضية كخبرة ممتعة يشعر بها التلميذ و هو يمارس الأنشطة البدنية التربوية في المدرسة و المدرس على حد سواء.

يُعد التدريس الجانب التطبيقي للعملية التعليمية والتربوية, يشتمل على استراتيجيات وطرائق وأساليب ونماذج تمثل أدوات وإجراءات تعالج كيفية إلمام المتعلمين بالمنهج المدرسي ومحتواه التعليمي بغية توصيله للمتعلمين. ولعل هذه المراحل في التدريس أدت إلى التداخل فيما بين مفاهيم الاستراتيجيات والطرائق والأساليب, مما أوجد خلط كبير في الأدبيات التربوية في تحديد مفهوم كل مصطلح من مصطلحاته المرتبطة به, والبعض يستخدمها كمترادفات لها نفس الدلالة كما أشار صلاح وآخرون (2012م) إن إستراتجية التدريس مفهوم حديث لطريقة التدريس ليحل محل إستراتيجية التدريس. وفي هذه الورقة سيتم تحرير كل مصطلح من مصطلحات التدريس ثم تبيان الفروق والفواصل بين هذه المصطلحات, لكن في البداية يلزمنا الوقوف على مصطلح التدريس والانطلاق منه للمصطلحات المرتبطة به . (ناصر النفيعي)

لم يعد تدريس مادة التربية البدنية في المدارس نشاطاً اجتهادياً يقوم به المعلم، بل أصبح هذا المجال علماً قائماً بذاته في ميادين التربية البدنية، وقد كان في السابق هناك اجتهادات عديدة لبلورة واستعارة أساليب التدريس المختلفة وتطويعها في تدريس مادة التربية البدنية في مراحل التعليم العام. حتى صدرت مجموعة من أساليب التدريس المختصة لمادة التربية البدنية. وكـان من أحدثها وأهمـها على الإطلاق ما أصدره موسكا موستن (Muska Mosston) تحت مسمى "طيف أساليب التدريس". وقد أحدث الكتاب نقلة تطويرية ونوعية في طرح نهج جديد لأساليب تدريس التربية البدنية وتم ترجمته إلى لغات عديدة.

2. مفهوم التدريس التربية البدنية و الرياضية

هو عملية نقل المعلومات و المهارات من المعلم إلى المتعلم كما تسمى في النظرية التقليدية للتدريس. و تسمى بالنظرة الوظيفية للتدريس هو عملية إحداث أو تيسير التعلم. و حسب الإتجاه الاتصالي للتدريس "اتصال إنساني" لا يتم إلا إذا توافرت له العناصر التالية (المرسل، الرسالة، الوسيلة، المستقبل، التغذية الراجعة). هو نشاط عملي يطلق عليه أصحاب النظرية العملية للتدريس و ذلك من خلال عملية التدريس ذاتها و هي (مرحلة التخطيط، التنفيذ، التقويم)

هو نشاط دينامي ذو أربعة عناصر (المعلم، المتعلم، المادة الدراسية، الوسائل التعليمية).(49:3-50)

ويعرفه سمارة والعديلي (2008م) بأنه :" مجموع الإجراءات والنشاطات التعليمية التعلمية المقصودة والمتوافرة من قبل المعلم والتي يتم من خلالها التفاعل بينه وبين الطلبة بغية تسهيل عملية التعلم وتحقيق النمو الشامل والمتكامل للمتعلم" (ص55).

يتضح من التعريفات السابقة أن التدريس نشاط إنساني هادف ومقصود يشمل جميع ما يقوم به المعلم لضمان تفاعل المتعلمين وتحقيق عملية التعلم, وهو بذلك يتضمن الاستراتيجيات والطرائق والأساليب. أي هو إجراءات تدريسية ينفذها المعلم مع المتعلمين. (ناصر النفيعي)

تشير العملية التدريسية إلى تنظيم وقيادة الخبرات التعليمية، تحقيقاً للغاية منها، وهي إحداث تغيير ونمو لدى الطالب. وهي مجموعة علاقات مستمرة تنشأ بين المعلم والطالب، وهذه العلاقات تساعد الطالب على النمو واكتساب المهارات التي يراد أن تتحقق لديه. ولكي يتمكن معلم التربية الرياضية من تحقيق هذه العلاقات ينبغي عليه التعرف على العوامل التي تسهم في تحقيقها؛ ومن أبرزها التعرف على أساليب التدريس وطرقه، وكيفية استخدامها بصورة ناجحة أثناء عملية التدريس.

3. مصطلحات التدريس في التربية الرياضية

طريقة التدريس:   تُعد عنصر من أهم عناصر المنهج في تحقيق أهدافه. وكانت هناك نظرة تقليدية إلى طريقة التدريس بأنها تلقين الدروس من قبل المعلم على المتعلمين. حيث يشير يوسف ويوسف (2005) إن طرائق التدريس التي كانت سائدة في القرن الثامن عشر والقرن التسع عشر تمثل عملية إلقاء أو محاضرة تقدم من قبل المعلم وعلى الطلاب الإصغاء والاستماع لها مستخدماً في ذلك الكلام والسبورة وأن المعلم يمثل العنصر الإيجابي في عملية التعليم أما الطالب فإنه لا يساهم مساهمة إيجابية في عملية التعلم والتعلم, (ص53). ومع التقدم والتطور في مجال التربية والتعليم وفي علم النفس والمجالات الأخرى توصلت الدراسات التربوية  كما أشار الخليفة ( 2005م) أنه ليس هناك طريقة مثلى تصلح لتدريس كل الموضوعات ولجميع الطلاب في مختلف مراحل التعليم (ص145). لذلك تحول الجهد المبذول في طرائق التدريس الحديثة من المعلم إلى المتعلم ونشاطه في عملية التعلم. (ناصر النفيعي)

إن الطريقة ما هي إلا خطوات تعدها لتنفيذ و عمل شيء من الأشياء، فالمدرس له طريقته في شرح الدرس لتلاميذه،  و لكل مهنة طريقة في انجاز عمله، و الطرق بصفة عامة إما أن تكون مرتجلة أو مرتبة منظمة، و الطريقة المنظمة تكون أكثر اقتصادا من المحاولة و الخطأ؛ لأنها توصل إلى النتائج في أقصر وقت و بأقل مجهود.

و تعرف الطريقة تربويا بأنها أيسر السبل للتعليم و التعلم، ففي أي منهج من مناهج الدراسة تصبح الطريقة جيدة متى أسفرت عن نجاح المعلم في عملية التدريس و تعلم التلاميذ بأيسر السبل و أكثرها اقتصادا. (92:1)

     ويعرف مصطفى (2003م) طريقة التدريس بأنها : "الإجراءات التي يتبعها المعلم لمساعدة تلاميذه على تحقيق الأهداف التعليمية , وقد تكون الإجراءات مناقشات أو توجيه أسئلة أو إثارة مشكلة أو محاولة لاكتشاف أو غير ذلك من الإجراءات" ( ص86). (ناصر النفيعي)

أساليب التدريس :

يعرف الأسلوب بأنه سلوك المدرس في إخراج الدرس من اجل توصيل المعلومات إلى التلميذ بأبسط صورة و أقل جهد ممكن، و في السابق كان الناس يعتقدون أن الأسلوب "موهبة"، و أما الآن و بعد تطور نظريات التدريس فقد أصبح الأسلوب "موهبة و علما" لا بد من دراسته و معرفة أنواعه حتى يتمكن المدرس من التكيف مع المواقف التعليمية المختلفة.

و الأسلوب جزء من إستراتيجية المعلم في التدريس، و نلاحظ ذلك من اختلاف أساليب التدريس بين المعلمين، مما يدلنا على اختلاف إستراتيجياتهم. و الإستراتيجية هي جزء من شخصية المعلم يدافع عنها و يحميها لأنه يحمي وجوده، فالأساليب تختلف بين المدرسين بالرغم من اتفاقهم في أساسياتهم. و قد قسمها المختصون إلى الأنواع التالية : (113:1)

    وبالتالي فالأسلوب التدريسي يرتبط بالمعلم, ويختلف من معلم لآخر وإن كانت الطريقة التدريسية المستخدمة واحدة. وهذا ما أشار إليه الخرب وعبدالفتاح (2003م) بأن أسلوب التدريس يرتبط بالخصائص الشخصية للمعلم وبكيفية تنفيذ طريقة التدريس. (ناصر النفيعي)

إستراتيجية التدريس :

تمثل الإستراتيجية في الوقت الحاضر من أحد أهم العناصر التي تعتمد عليها المنظمات في مواجهة التغيرات الحاصلة في البيئة الداخلية للمنظمة التعليمية وفي البيئة الخارجية المحيطة بها. من خلال استخدام العناصر المتاحة وإعداد الأنشطة اللازمة, وتسعى إلى تحقيق غايات وأهداف محددة. ويعتمد نجاحها على مدى الوعي والإدراك لدى الأفراد المعنيين بها بالأهداف العامة والخاصة (يوسف ويوسف, 2005, ص119 -120). فالإستراتجية التدريسية يمكن أن تتجاوز جدران الفصل الدراسي لتستخدم البيئة المدرسية بما فيها من مصادر تعلم وفناء مدرسي وجميع الإمكانات المادية في المدرسة. وقد يشترك في تنفيذها مع المعلم المدير وأمين المصادر التعلم وغيرهما من العاملين في المدرسة.

وتعرفها الحريري (2011م) بأنها : " مجموعه متجانسة من الخطوات المتتابعة التي يمكن أن يحولها المعلم إلى طرق ومهمات تدريسية تناسب طبيعة المعلم والمتعلم والمقرر الدراسي وظروف الموقف التعليمي والإمكانات المتاحة لتحقيق هدف أو أهداف محدده مسبقا" (ص295). 

 

تتفق التعريفات السابقة بأن إستراتجية التدريس تتكون من الطرائق والوسائل التدريسية والأساليب والأنشطة التعليمية لتحقيق أهداف قصيرة وبعيدة المدى مثل اكتساب اتجاهات أو تنمية مهارات أو تعزيز قيم ...إلخ, وهذا ما ذكرته الفتلاوي (2006م) في تعريفها لإستراتيجية التدريس بأنها : " مجموعة الإجراءات من أهداف وطرائق ووسائل وأساليب تدريسية وتقويمية وخطوات وأنشطة يخطط لها القائم بالتدريس مسبقاً لتحقيق الأهداف المرجوة بأقصى فاعلية من خلال تحركات يقوم بها كل من المعلم والمتعلم."  لذلك يستخدم بعضهم مصطلح إستراتيجيّة التدريس بشكل مرادف لمصطلح إجراءات التدريس, لأن إستراتيجية التدريس هي مجموعة الإجراءات والطرائق والأساليب التي يستخدمها المعلّم لتحقيق أهداف التعليم والتعلم . (ناصر النفيعي)

الفرق بين المصطلحات المرتبطة بالتدريس :

     يتضح مما سبق أن الإستراتيجية ليست هي الطريقة ولا الأسلوب, فالإستراتيجية أشمل من الطريقة والطريقة أعم من الأسلوب, "فطريقة التدريس هي جزء من الإستراتجية وقد تقوم الإستراتجية علي أكثر من طريقة تدريس كالمحاضرة والمناقشة وتوجيه الأسئلة وإجراء التجارب العلمية .......الخ, فالإستراتجية تعتبر المخطط المنظومي الذي يشتمل علي أكثر من طريقه عبر التحركات التي يسعي المعلم فيها لتحقيق هدف معين" (الحريري,2011م,ص298). فإذا كانت الطريقة مجموعة الخطوات المتبعة لتحقيق أهداف الدرس فإن الإستراتيجية مجموعة طرائق التدريس والأساليب واستخدام الإمكانات المتاحة في البيئة المدرسية وربما مشاركة العاملين فيها  لتحقيق أهداف قصيرة وبعيدة المدى.

والفرق بين الطريقة عن الأسلوب فالمعلم يستخدم طريقة ما بأسلوب معين. فقد يستخدم معلم طريقة المناقشة في تدريس درس عن تصنيف الحيوانات, ويعتمد في إدارة النقاش على تقسيمهم إلى مجموعات تعاونية, ويوجه الأسئلة ويستمع لإجابات المجموعات ويشير إلى مواضع الاتفاق والاختلاف, بينما يستخدم معلم آخر طريقة المناقشة بأسلوب آخر كالاعتماد على مجموعة من الصور للحيوانات ومناقشتهم في ضوئها. ويستخدم معلم ثالث طريقة المناقشة بالاعتماد على الحيوانات التي في بيئة الطالب المحلية ومناقشتهم في تصنيفها. ويلاحظ هنا أنه على الرغم من استخدامهم للطريقة نفسها إلا أن أسلوب الاستخدام كان مختلفاً.

و مما يؤكد ما ذكره الخرب و عبدالفتاح ( 2003م) أن " أن أسلوب التدريس يختلف من معلم لآخر رغم أن طريقة التدريس قد تكون واحدة وهكذا نجد أن أسلوب التدريس يرتبط بالخصائص الشخصية للمعلم وبكيفية تنفيذ طريقة التدريس ". (ناصر النفيعي)

4. القواعد الأساسية التي تبنى عليها طرق التدريس

     التربية عملية يجب أن تهتم بالتلميذ من جميع النواحي الجسمية والعقلية والنفسية والاجتماعية والعاطفية لذا لابد من الاهتمام بطريقة التدريس وقواعدها لتسهيل مهمة المعلم في توصيل المعلومات وتحقيق الأهداف بأقل جهد وبسرعة كما تحقق أهداف التلميذ في التعلم والنمو السليم .

1-    التدرج من المعلوم إلى المجهول :  لا يستطيع أن يدرك التلميذ المعلومات الجديدة إلا إذا ارتبطت بالمعلومات القديمة السابقة ينشأ عنها حقائق متماسكة لذا يجب على المعلم الاستفادة من المعلومات السابقة لدى التلاميذ من أجل تشويقهم وإثارة اهتمامهم عند تعليمهم كهارة جديدة .

 مثال : التصويب في كرة السلة أو كرة اليد يجب أن يبدأ أولا ً بتعليمهم مهارة الرمي 

 2-    التدرج من البسيط إلى المركب : وتبنى هذه القاعدة على أن العقل يدرك الأشياء ككل أولا ثم يتبين الأجزاء والتفاصيل بعد ذلك فيبدأ المعلم في تعليم التلميذ الوثب العالي من الثيات قبل تعلم خطوات الاقتراب .

3-    التدرج من المحسوس إلى المعقول : التلميذ يدرك أولا التجارب الحسية قبل الانتقال إلى التجارب المعنوية المجردة فالمعلم يجب تعليم التلميذ أداء الدحرجة الأمامية قبل شرح القاعدة الميكانيكية التي يبنى عليها الأداء كما يجب على المعلم الاستعانة بالوسائل التعليمية لاستخدام أكبر عدد مكن من الحواس حتى يدركوا المعنى إدراكا ً صحيحا ً .

4-    الانتقال من العملي إلى النظري : على المعلم أن يتخذ هذه القاعدة ليرشد التلاميذ إلى البحث في الحقائق للوصول غلى معنى ما يحيط بهم فيجب على المعلم تدريس الألعاب الجماعية مثل كرة السلة أو الطائرة عمليا ً قبل الخوض في القوانين التي تحكم اللعبة نظريا ً .

5. شروط اختيار الطريقة المناسب للتدريس

 أولا ً: ملاءمة الطريقة والوسيلة للهدف المحدد : يجب اختيار المدرس لطريقة التدريس والوسيلة المستخدمة في ضوء الهدف المحدد للدرس ويجب أن تكون الأهداف واضحة ومحددة حتى لا يكون المعلم عرضة للتشتت والارتباك في اختياره للطرق والوسائل المناسبة أي يجب صياغة الأهداف على نحو دقيق بطريقة سلوكية إجرائية .

ثانيا ً: ملائمة الطريقة والوسيلة للمحتوى : يجب ملائمة الطريقة والوسيلة للمحتوى إذ أن المحتوى يعتبر ترجمة للأهداف كما أن محتوى الدرس اليومي أداة لتحقيق الأهداف الموضوعة لذا يجب على المعلم التعرف على المحتوى لكي يستطيع أن يختار المناسب منه .

 ثالثا ً: ملائمة الطريقة والوسيلة لمستوى نضج التلاميذ : يجب على المعلم دراسة الخبرات السابقة للتلاميذ حتى يستطيع اختيار الوسيلة والطريقة التي تتناسب مع اهتماماتهم ومستوى نضجهم العقلي زالبدني في المراحل السنية المختلفة بالإضافة إلى الفروق الفردية المتباينة بينهم في الرغبات والميول والاستعداد وطريقة التفكير وعدم مناسبة الطريقة لمستوى النضج يؤدي إلى عدم إثارة دوافع التلاميذ نحو المادة .

 رابعا ً : ملائمة الطريقة والوسيلة للمعلم : الخصائص الشخصية ، الإعداد المهني ، الخبرة ، الذكاء كلها مميزات قد ينفرد معلم ببعض منها وقد لا تتوفر في غيره من المعلمين فبعض المعلمين لديهم القدرة على عرض المهارة بأسلوب شيق وهناك من المعلمين الذين تتوفر لديهم خلفية كافية عن المحتوى وتنعدم عند آخرين وهكذا تتنوع قدرات المعلمين وسماتهم الشخصية والمعلم الكفء هو الذي يكون مدركا ً لقدراته فيختار الطريقة والوسيلة الملائمة لهذه القدرات حتى لا يتعرض للفشل .

 خامسا ً: ملائمة الطريقة والوسيلة للزمن : في مدارسنا نجد أن المنهج ينقسم إلى وحدات دراسية موزعة على أسابيع وكل نشاط مخصص له عدد من الدروس في مدة زمنية محددة بغض النظر عن حجم أوصعوبة المهارة ما ينتج عنهه تفاوت في استقبال واستيعاب المهارة من قبل التلاميذ حيب التفاوت في القدرات والاستعدادات لذا يجب على المعلم أن يختار الطريقة المناسبة للزمن المتاح والتي تؤدي في النهاية إلى تدريس فعال .

 سادسا ً: ملاءمة الطريقة والوسيلة للإمكانات: عند إختيار المعلم لإحدى طرق التدريس يجب عليه اختيار الطريقة التي تتناسب بما هو متاح من إمكانات في المدرسة .

 سابعا ً: التنوع في الطريقة والوسيلة : المقصود بذلك هو عدم اعتماد المعلم على طريقة أو أسلوب واحد أثناء تدريسه إذ إن ذلك يقلل من دافعية الإنجاز لدى التلاميذ فالتلاميذ يحتاجون دائما ً إلى التانوع لزيادة التركيز لديهم وجذب انتباههم من بداية الدرس حتى نهايته .

 ثامنا ً: مدى مشاركة التلاميذ : يعني ذلك استخدام المعلم لطرق ووسائل يتضمن استخدامها مشاركة التلميذ للمعلم في التنفيذ كما تتضمن اشتراك أكبر عدد من التلاميذ وتحملهم مسئوليات عديدة وهذا يستهدف اكتساب التلاميذ اتجاهات ومهارات متعددة بالإضافة إلى الحقائق والمعارف والمفاهيم التي يتضمنها المحتوى الدراسي .

6. خطوات العملية التدريسية

          وتتضمن العملية التدريسية الآتي :

 أولا ً: عملية التحضير : يعني ذلك تخطيط المعلم للدرس والتهيئة لتنفيذه ويشمل ذلك الإجراءات التالية :

1-   تحديد الأهداف التعليمية العامة .

2-   تقويم قدرات التلاميذ قبل بدء التدريس .

3-   تخطيط وتحضير الأنشطة التعليمية .

4-   تحضير الأدوات والأجهزة والوسائل التعليمية المستخدمة في الدرس .

5-   إعداد طرق وأساليب التدريس .

6-   تحضير البيئة التعليمة .

 ثانيا ُ: عملية التنفيذ: وتشمل جميع السلوكيات التي تستخدم في التدريس حيث تعتمد على عملية التحضير السابقة وتشمل على الإجراءات التالية :

1-   التهيئة النفسية للتلاميذ للعملية التعليمة .

2-   استخدام الأنشطة التعليمة .

3-   توجيه التلاميذ نحو الأداء السليم .

4-   الإرشاد والضبط للتلاميذ أثناء الأداء .

5-   الاستخدام السليم للأدوات والأجهزة .

6-   الاستفادة الكاملة من الزمن المتاح .

7-    تقويم أداء التلاميذ أثناء وبعد التدريس .

ثالثا : التقويم : و هو وسيلة تحديد مقدار أو درجة التغيير في الإنجاز الرياضي و العمل باستمرار علي تلافي النواحي السلبية و تدعيم النواحي الايجابية للوصول إلي الهدف

7. مكونات الموقف التدريسي

–  المعلم : وضح (ديفز Davies) دور المعلم كمدير للعملية التدريسية إذ حدد الوظائف التي يمارسها أثناء تنفيذ العملية التدريسية كالتخطيط – التنظيم – الضبط – القيادة ومعلم التربية الرياضية يستطيع استثارة جميع القوى الكامنة في التلاميذ من جميع النواحي جسميا ً وعقليا ً وانفعاليا ً وأخلاقيا ً واستمالتها للعمل لصالح الفرد وخير الجماعة .

–   التلميذ : يعتبر التلميذ محو أساسي في الموقف التدريسي لذا يجب على المعلم استثارة دوافعه من خلال المواقف التدريسية الجيدة .

–  الأهداف : تعد الأهداف من القاعدة التي تبني عليها عملية التدريس والتي تسعى جميع عمليات التدريس إلى تحقيقها وتحديد الأهداف بدقة تؤدي إلى توجيه التفاعل بين المعلم والتلاميذ ومساعدة المعلم على التعرف على ما تم تحقيقه من مواقف تعليمية .

–   المادة الدراسية : هي الموضوع الذي يقدمه المعلم للتلاميذ ويجب عليه تحضيرها وتنظيمها وتحديد خطوات تنفيذها بأسلوب جيد حتى تؤدي إلى تحقيق الأهداف المحددة .

– مكان التدريس والتعلم : البيئة الجيدة تعتبر عنصر ضروري مهم لنجاح التدريس ونجاح وجودة برامج التربية الرياضية تتحدد بالمساحات والأماكن المتاحة بالمدارس .

–   الوسائط والتقنيات التدريسية : يعتبر استخدامها بما تمتلكه من إمكانيات متنوعة ومتغيرة من أسباب فاعلية الموقف التدريسي بالإضافة إلى جذب وتشويق التلاميذ واستخادم الوسائط والتقنيات التدريسية في العملية التعليمة تؤدي إلى زيادة لبلهتمامبدور التلميذ في عملية التعلم وليس مجرد متلق وبذلك تتيح المجال للدارسين في تحدي قدراتهم على الابداع والتميز .

–   أدوات وأساليب التقويم : تعتبر عملية التقويم من مقومات العملية التعليمية وهناك علاقة متبادلة بين المنهج وطريقة وأسلوب التدريس والتقويم الذي يمكن بواسطته التحقق من مدى نجاح طريقة التدريس في تحقيق الأهداف التربوية التي تسعى إليها . (أ.د / عبد الناصر جبر)

8. أنواع طرق تدريس التربية الرياضية

أولا ً: الطريقة الكلية :   من خلال هذه الطريقة يتم تعليم التلاميذ المهارة الحركية ككل دون تقسيم الحركة إلى أجزاء .

 مميزات الطريقة الكلية :

- تعتبر أكثر فائدة في المراحل الأولى للتعلم .

- تستخدم في تدريس المهارة الحركية التي لا يمكن تجزئتها والتي تمثل وحدة متكاملة .

- تسهم في خلق أسس تذكر المهارات الحركية .

تعتبر أفضل في التدريس كلما زادت وسن المتعلم .

- تعتبر طريقة شيقة بالنسبة للتلاميذ .

تناسب كثرة عدد التلاميذ في و الفصل .

- تناس الحركات المهارية البسيطة وغير البسيطة .

 عيوب الطريقة الكلية :

لا تقابل الفروق الفردية بين الطلاب . 

- هناك بعض المهارات الحركية التي يصعب تعلمها كل .

 ثانياً: الطريقة الجزئية :  هذه الطريقة تعتبر من الطرق الهامة في تعليم المهارات الحركية وفيها تقسم الحركة إلى أجزاء ويقوم المدرس يتعليم كل جزء قائم بذاته وعندما يتأكد المدرس من إتقان هذا الجزء ينتقل إلى جزء آخر في الحركة وهكذا حتى ينتهي من كل الأجزاء ويقوم بعد ذلك بجميع تلك الأجزاء بعضها البعض .

 مميزات الطريقة الجزئية :

-   يفضل استخدامها عند تعليم المهارات الحركية المركبة .

- تساعد على إتقان أجزاء الحركة .

-  تساعد على فهم كل جزء من الحركة .

- تستخدم إذا كان عدد التلاميذ بالفصل قليلا ً .

-  تراعي الفوارق الفردية بين التلاميذ .

 ثالثا ً: الطريقة الكلية الجزئية :   وفيها تؤدى المهارة الحركية ككل ثم تختار الأجزاء الصعبة من المهارة الحركية ويتم التدريب عليها وتكرارها وبعد إتقانها يقوم المتعلم بأداء الحركة ككل مرة أخرى والتدريب عليها باستمرار ويطلق على هذه الطريقة الكلية – الجزئية الكلية وباستخدام هذه الطريقة في تعليم المهارات الحركية يمكن الاستفادة من ممميزات كل من الطريقة الكلية والطريقة الجزئية وكذلك يمكن تلافي العيوب في كل منها .

 رابعا ً: طريقة المحاولة والخطأ:   تلك الطريقة من الطرق الهامة التي تستخدم في مجال تعليم المهارات الحركية في التربية الرياضية وتتلخص هذه الطريقة في أن المتعلم يقوم بأداء الحركة ويمر بمراحل الفشل والنجاح أثناء أداء تلك الحركة ومن خلال المحاولات يحاول المتعلم عزل الحركات والنجاح أثناء أداء تلك الحركة ومن خلال المحاولات يحاول المتعلم عزل الحركات الخاطئة أو الزائدة والبقاء على الحركات  الصحيحة التي يقوم بتكرارها حتى يصل إلى أداء الحركة بصورة جيدة .

 خامسا ً: طريقة حل المشكلات :  تتطلب هذه الطريقة في التدريس من المدرس أن يقوم بتنظيم المعلومات والخبرات التي ينبغي ان يزود بها تلاميذه حول مشكلات تتصل بحياتهم وحاجاتهم ويطلب منهم العمل على بحث تلك المشكلات وحلها ويعتمد التلميذ تمام الاعتماد على نفسه وعلى جهوده للتغلب على المشكلات التي يعرضها المدرس وفي نفس الوقت يشعر بمدى المشكلة التي تواجهه ويحس بضرورة التغلب عليها لأنها تمسه من قريب وبذلك يكون في موقف ايجابي مه هذه المشكلة .

ولذا ينبغي على المدرس أن يعمل على إتاحة الفرص لتلاميذه لتحديد المشكلة ورسم الخطط والتفكير في حلها . ويتضمن أسلوب حل المشكلات في درس التربية الرياضية قيام مدرس التربية الرياضية بإعداد مشكلة أو مواقف في خطوات سير تعليم مهارة حركية لتحل عن طريق التلميذ الذي يجد نفسه مدفوعا ً من تلقائه إلى حلها والتفكير فيها من خلال التجربة أثناء الدرس وتختلف درجة تعقيد المشكلة التي يعرضها مدرس التربية الرياضية على التلاميذ تبعا ًلأغراض البرنامج ومستوى نضج وخبرة التلاميذ السابقة .

سادسا ً: طريقة البرنامج : يعتبر أسلوب البرمجة أحدج الأساليب التكنولوجية الحديثة في مجال التعليم وقد اهتمت التربية الرياضية بالتعليم المبرمج حيث يعتبر طريقة من طرق التدريس الفردي التي يمكن الاستفادة منها في تعليم المهارات الحركية المختلفة ما يساعد على توفير وقت وجهد المدرس أثناء شرح هذه المهارات في دروس التربية الرياضية كما يساعد على تقدم التلاميذ بأنفسهم دون حاجة مستمرة لمدرس التربية الرياضية .

والتعليم المبرمج نوع من أنواع التعليم الذاتي وهو برنامج يقوم المدرس بإعداده بأسلوب خاص ويتم عرضه من خلال عرض مبرمج (فيديو مثلا) يتألف من مجموعة من الأطر ويتكون كل إطار من خطوات صغيرة تبدأ من الأعمال البسيطة السهلة وتتدرج في صعوبتها بعد ذلك ومن خلال معرفة التلميذ للأخطاء التي يقع فيها يستطيع أن يقوم بتصحيحها مما يعزز بالتالي استجابته الصحيحة وعلى ذلك فإن كل إطار يتضمن مثيرا ً واستجابة وتعزيزا ً . (أ.د / عبد الناصر جبر)

9. أسس اختيار طريقة التدريس

وعموما ً لا توجد طريقة واحدة نموذجية يمكن اعتمادها في كل درس لتحقيق الأهداف المرجوة من الدرس فهناك طريقة ناجحة وفعالة في موقف تعليمي معين ولكنها غير ناجحة وغير فعالة في موقف تعليمي آخر .

 ويتوقف أسس اختيار طريقة التدريس على عدة عوامل نذكر منها :

 1-   الأهداف المنشودة : اختيار طريقة التدريس ترتبط بأهداف التعلم فكل طريقة تسهم في تحقيق هدف معين فالطريقة المناسبة لتحقيق الأهداف في اكتساب المعارف لا تكون مجدية في تنمية مهارات عملية أو في إكسابهم ميولا ً واتجاهات فمن أجل تطوير مهارة التفكير مثل طريقة حل المشكلات .

2-   مستوى المتعلمين : يجب أن تراعي عند اختيار الطريقة الفروق الفردية بين المتعلمين من حيث التعلم وأساليب التفكير كما تراعي أعمارهم وجنسهم وخلفياتهم الاجتماعية .

3-   المحتوى العلمي للدرس : يؤثر المحتوى في اختيار طريقة التدريس فلكل درس محتوى وخصائص يراد أساليب خاصة لتدريسه ولما كانت المادة متنوعة لذا فإنه من الضروري تنويع الطرق لتتناسب مع طبيعة المادة ومحتواها .

4-   دوافع التلاميذ: أي تطوير رغبات التعلم لدى التلاميذ فيجب أن تستثير الطريقة دوافع التلاميذ للعمل مع المعلم وتولد لديه الاهتمام لبذل الجهد لتحقيق الأهداف المرجوة .

5-   الإمكانات المادية المتاحة : ينبغي على المعلم التعرف على مختلف الإمكانات المتاحة والتي يمكن توفيرها (الملاعب – الأدوات الصغيرة – الأجهزة – الوسائل التعليمة – المراجع) وإدراكه لأهمية هذه الإمكانات فهي تيسر له اختيار الطريقة المناسبة .

6-   التقويم : أن تحفز الطريقة المستخدمة التلاميذ على التقويم الذاتي ودراسة النتائج التي يصلون إليها والاستفادة منها مستقبلا ً .