2. الإدراك الحسي

1- مفهوم الإدراك الحسي:

يستقبل الكائن الحي المؤثرات الخارجية من خلال الجهاز العصبي ثم ينقلها إلى المخ حيث تتم عملية الإدراك، وينتشر الجهاز العصبي في كافة أنحاء الجسم كي يقوم باستقبال المؤثرات التي تعرف أيضا باسم "الإحساسات".

1-1- تعريف الإدراك:

يعرف الإدراك بأنه:" الاستجابة النفسية للطاقة أو الخصائص الفيزيائية الموجودة في المثيرات المؤثرة".

إذن بناء على ما سبق فعدد خطوات الإدراك الحسي، هي ثلاثة:

أولا: وجود مؤثر خارجي طبيعي.

ثانيا: انطباقه وتأثيره على حواس الإنسان التي تنقله من خلال الجهاز العصبي إلى المخ. ثالثا: قيام العقل بإعطاء هذه المؤثرات معنى معينا.

2- مراحل الإدراك الحسي:

المرحلة الأولى/ المستوى الطبيعي:

يطلق عليها اسم المستوى الطبيعي لأن ميدانها هو العالم الخارجي، الذي يشمل المؤثرات التي تستقبلها الحواس وهذه لها شروط أهمها، ضرورة ملامسة المنبه الحسي للعضو الحاس إما مباشرة كما في حاستي اللمس والذوق، وإما عن طريق غير مباشر كما في حواس الشم والسمع والبصر. وهذا التلامس ضروري لأنه لو وجد حاجز هنا لامتنع التأثير ويتم في هذه المرحلة الطبيعية تعيين كافة أنواع المؤثرات وتقسيمها على الحواس كل حسب تخصصه لتسهيل حدوث عملية الإدراك.

المرحلة الثانية/ المرحلة الفزيولوجية أو العصبية:

والتي تبدأ منذ استقبال عضو الحس للمؤثر ثم نقله إلى مراكز الإحساس في المخ من خلال الجهاز العصبي فكل حاسة تخصصت في استقبال المؤثرات الخاصة بها لا بد أن تنفعل حيالها. ثم يلي الانفعال انتقال المؤثرات بواسطة الأمواج العصبية من خلال العصب المورد إلى المخ كل في مركزه الخاص به والذي وضحناه من قبل عند الكلام عن الجهاز العصبي، ومن ثم لا يحدث الإدراك الحقيقي ويتم إلا من المراكز العصبية بحيث إذا فسدت تلك المراكز لما أصبح للمؤثرات الخارجية أية قيمة.

المرحلة النفسية:

والتي تتحول فيها الأحاسيس السابقة ورموزها المختلفة إلى معان يمنحها إياها العقل، ويحدث هذا في نفس الوقت الذي تحدث فيه المرحلة العصبية السابقة فتتحول المؤثرات الخارجية من إحساسات مادية إلى أفكار معنوية وتكون عملية الإدراك قد وصلت ذروتها وانتهت من أداء وظيفتها. (انظر 11).

3- المدخلات الحسية وتأثيراتها بناء المعنى في الدماغ:

إن المسئول عن بناء المعنى في الدماغ هو الدماغ الحوفي (أنظر الرسم التخطيطي رقم (1))، الذي ينظم دخول المثيرات والأفكار بعد أن يعالجها إلى ساحة الوعي، فتشارك في تحديد الاستجابة، بالإضافة إلى المناطق الجبهية من اللحاء ودور اللحاء هو تقديم المعلومات والاستشارات التي تطلب منه إن كان من قبل الدماغ القديم أو لمتابعة المعالجة الجارية على سبورة الوعي أو ساحة الشعور والذي يقرر تلبية أو عدم تلبية متطلبات الدماغ القديم، وهو نتيجة الجدل أو التأثيرات المتبادلة بين اللحاء، والدماغ الحوفي بما فيه النتوء اللوزي Amygdale هو توازن واستقرار هذه التأثيرات التفاعلات المتبادلة.

الجهاز الحوفي

إننا نعتبر أن الوعي والإدراك هما أساس مفهوم العقل أو التفكير وهذا ما حجب عنا أساس مفهوم التفكير، فالإدراك والوعي والفهم هي المراحل المتقدمة جدا من المعالجات الفكرية والتعرف يتضمن التمييز وللتمييز لابد من المقارنة لذا فالتعرف ليس عملية بسيطة وهو الأساس الذي يبنى عليه كل تفكير، والتعرف بالنسبة للعقل البشري يتم ببناء الهويات أو المفاهيم التي ترمز الأشياء التي تم التعرف عليها، وبناء على ذلك يمكن أن نعتبر كل بنية تقوم بالتعرف هي بنية تستطيع أن تفكر إذا قامت بمعالجة ما تعرفت عليه لكي تحقق أوضاعا محددة، وهذا التعريف للتفكير يسمح لنا بتصنيف الكثير من البنيات على أنها تقوم بالتفكير. (انظر 12)