1. :تشريح وفسيولوجية الجهاز العصبي

1.2. الدماغ

ويتكون الدماغ من ثلاثة أقسام رئيسية، هي:

 الدماغ الأمامي، الدماغ المتوسط، الدماغ الخلفي والرسم التخطيطي التالي يوضح ذلك:

رسم تخطيطي يمثل أقسام الدماغ

  • الدماغ الأمامي: يتكون الدماغ الأمامي من كل من المخ، المخيخ، النخاع المستطيل، قنطرة فارول.

   المخ:

يوجد المخ داخل علبة عظمية تعرف بالجمجمة، يزن المخ حوالي 1400 غ، ويمثل بعد اكتمال نضجه 2% تقريبا أو أكثر بقليل من وزن جسم الإنسان البالغ. وهو يتكون من طبقتين، طبقة خارجية أو المادة الرمادية (أجسام الخلايا العصبية)، والمادة البيضاء (ألياف من محاور الخلايا العصبية). 

-      القشرة المخية أو الطبقة الخارجية أو المادة الرمادية أو السنجابية أو اللحاء (Le cortex):

هي الطبقة السطحية للمخ تغطي المخ وتكون في الإنسان أكثر تعقيدا من الكائنات الحية الأخرى تقع هذه الطبقة أعلى الطبقة الداخلية أو المادة البيضاء، وتميل إلى اللون الرمادي، ويطلق عليها المادة السنجابية (Substance grise)، وهي تغطي السطح الخارجي للمخ، وتقدر مساحتها بـ 2000 سم2، بينما سمكها لا يتجاوز عدد قليل من المليمترات (سمكها من (1- 3 مم))، ويعتقد بأن لكميتها علاقة بعملية الذكاء. 

(محمد محمود بني يونس، (2008)، الأسس الفيزيولوجية للسلوك، عمان، دار الشروق: ص143. و (عدنان يوسف العتوم، (2004)، علم النفس المعرفي: النظرية والتطبيق، (ط01)، عمان، دار المسيرة: ص49، 54).

-      المادة البيضاء (Substance blanche):

توجد تحت قشرة المخ وتكتسب لونها من تجمع الأوتار العصبية المكسوة بغشاء دهني يعزل الأعصاب عن بعضها، هذا الغشاء الدهني ضروري لتوازن الحركات ولا ينضج إلا بعد سنة من ولادة الطفل مما يفسر حركاته المضطربة كما في السير مثلا. (إبراهيم الدر، (1994)، إعرف دماغك: الدليل المصور إلى الجهاز العصبي البشري، (ط01)، بيروت، الدار العربية للعلوم: ص122).

-      الوظائف السيكولوجية والفسيولوجية للفصوص القشرية المخية (فصوص المخ):

تنقسم كل نصف كرة مخية إلى أربعة فصوص (أنظر الرسم التخطيطي التالي، وهي كما يلي:

  • الفصوص الجبهية:

تشمل حوالي ثلث مساحة كل من النصفين الكرويين، تقع في المنطقة الأمامية المواجهة لوجهة الرأس، ويختص بالتجهيز والمعالجة الحركية وعمليات التفكير العليا مثلا الاستدلال المجرد والتقدير المنطقي وحل المشكلات ورسم الخطط والتنبؤ والمبادرة وقوة الإرادة، وهو المنطقة المسئولة عن الكلام والتعبير بالكتابة، والذاكرة العاملة والانتباه الإرادي.

وتؤكد الأبحاث الحديثة أن تلف هذه الفصوص الجبهية يؤدي إلى خلل في تنظيم عمليات النشاط العقلي المعرفي وتنظيم عمليات التفكير.

(جون آر. أندرسون، (2007)، علم النفس المعرفي وتطبيقاته، (ط01)، عمان، دار الفكر: ص245- 246).

الفصوص الجدارية:

 تقع هذه الفصوص بين المناطق المؤخرية من جهة والمناطق الصدغية والمركزية من جهة أخرى، يمين خلف القشرة الحركية الأولية للفص الأمامي، وتختص بتجهيز المعلومات الواردة عن طريق الحواس الجسدية كالجلد والعضلات، وله دور في الوظائف المعرفية كالذاكرة قصيرة المدى والذاكرة العاملة (الذاكرة المكانية)، وإدراك وضع الجسم في الفراغ.

عموما تقوم الفصوص الجدارية بدور رئيسي وهام جدا في تنظيم التركيبات المكانية المعقدة، كما تعمل على التكامل بين التأثيرات البصرية واللمسية، وإدراك العلاقات ثلاثية الأبعاد.

كما أن نشاط المنطقة الثلاثية المؤخرية- الجدارية- الصدغية يرتبط بتنظيم التركيبات الرمزية، لذلك فإن إصابتها تؤدي إلى اضطرابات الذاكرة الكلامية (عبد الوهاب محمد كامل، (د. ت)، المخ وإعاقات التعلم، (د. م)، المكتبة الإلكترونية: أطفال الخليج ذوي الاحتياجات الخاصة، www.gulfkids.com: ص11).

  • الفصوص الصدغية:

تقع أسفل الفصان الجداريان، وتختص بتجهيز المعلومات السمعية أو المسموعة المعقدة التي يحتاج إليه الفهم الآخرين، ويحتوي على مراكز للذاكرة طويلة المدى لتخزين المدخلات الحسية في هذا النوع من الذاكرة.

وعموما فإن إصابة هذه المناطق تؤدي في الحالات الشديدة إلى فقدان السمع.

كما أن هذه المراكز ترتبط بدرجة كبيرة بنشاط الكلام عند الإنسان، لأن اللغة عبارة عن وحدات نطق صوتية، فأصوات الكلام تكون نظام تتم من خلاله عملية التفرقة بين معاني الكلمات المختلفة. وإصابة هذه المناطق يؤدي إلى ظهور مرض يعرف بالأفازيا الحسية. (عبد الوهاب محمد كامل، (د. ت)، المخ وإعاقات التعلم، (د. م)، المكتبة الإلكترونية: أطفال الخليج ذوي الاحتياجات الخاصة، www.gulfkids.com: ص12).

  • الفصوص القفوية/ المؤخرية:

تقع الفصوص الخلفية أو القفوية في الجزء الخلفي من النصف كروي للدماغ، وتختص بتجهيز ومعالجة المعلومات البصرية حيث توجد بها منطقة الإحساس البصري ومنطقة الترابط البصرية. 

إن أي تلف في هذه المناطق يؤدي إلى حدوث العمى أو ضعف البصر الذي يتحدد طبيعته بمكان التلف في هذه المنطقة المؤخرية.

كما يؤدي إلى اضطراب في تكامل الإدراك البصري للأشياء الخارجة المعقدة، بحيث يصعب التعرف السليم على تلك الأشياء تعرفا كاملا. (عبد الوهاب محمد كامل، (د. ت)، المخ وإعاقات التعلم، (د. م)، المكتبة الإلكترونية: أطفال الخليج ذوي الاحتياجات الخاصة، www.gulfkids.com: ص23، و هناء بنت محمد سليمان الحازمي، (2006)، فاعلية استخدام برنامج مقترح في تنمية نمط تعلم النصف كروي الأيمن للدماغ لدى طالبات العلوم بالمرحلة المتوسطة بالمدينة المنورة، رسالة ماجستير غير منشورة، المملكة العربية السعودية، جامعة طيبة: ص12- 13).