محاضرة تشريح وفزيولوجية الجهاز العصبي

الموقع: Plateforme pédagogique de l'Université Sétif2
المقرر: علم النفس الفزيولوجي
كتاب: محاضرة تشريح وفزيولوجية الجهاز العصبي
طبع بواسطة: Visiteur anonyme
التاريخ: Friday، 22 November 2024، 2:50 AM

الوصف

تمهيد:

إن كل كائن حي هو حساس للتغيرات التي تطرأ سواء في وسطه الخارجي أم الداخلي، وهو يستجيب ويتفاعل مع هذه المنبهات بطرائق مختلفة، من أبسط صور التفاعل في الأميبا وحيدة الخلية إلى أعقد صورة لدى الإنسان. ولإحداث استجابات لدى هذه الكائنات فإن معظم الحيوانات لها أعضاء حسية وجهاز عصبي. هذا الجهاز بالاشتراك مع الغدد الصماء يعمل على تآزر وتكامل وظائف الخلايا والأنسجة والأجهزة العضوية لإحداث ما نراه من سلوك أو نشاط. أي أن أي تغيير فيزيائي أو كيميائي قادر على إثارة كائن أو أحد أجزائه هو "منبه". والمنبهات الخارجية الشائعة تنشأ من الحرارة، الرطوبة، الضوء، الضغط، إمداد الأكسجين.. إلخ، أما المنبهات الداخلية فتنتج من التعب، الجوع، الألم، المرض.. وبعض المنبهات تؤثر مباشرة على الخلايا أو الأنسجة، وتحدث استجابة مباشرة (مثل حرقة الشمس)، حيث تستلم المستقبلات الخارجية (والمستقبل هو خلية أو عضو له حساسية خاصة لمثيرات معينة) المنبهات من الوسط الخارجي، وتستلم المستقبلات الداخلية المنبهات من الوسط الداخلي. والمنبه يجعل المستقبل يولد نبضات عصبية تنتقل إلى الجهاز العصبي المركزي.

وظيفة وخصائص الجهاز العصبي:

يتكون الجهاز العصبي لدى الإنسان من بلايين الخلايا المتنوعة التي تعمل بشكل متناسق ومتكامل ومستمر. فهو بمثابة الهيئة الإدارية العليا التي تدير الجسم وتتولى مسؤولية عمليات التخطيط والتنفيذ والمتابعة والرقابة وإصدار الأوامر فيه. إذ يعتبر الجهاز العصبي الجهة المسئولة عن استقبال المنبهات (المثيرات) المتنوعة التي ترد إليه من مصادر مختلفة وتحليلها وفك رموزها وتحديد نوعية الاستجابة المناسبة.

- أقسام الجهاز العصبي Système nerveux:

ينقسم الجهاز العصبي إلى قسمين رئيسيين، هما:

- المجموعة الرئيسية أي المركزية:

وتتكون من المخ الذي يوجد داخل الجمجمة والنخاع الشوكي الذي يوجد داخل القناة الفقرية.

- المجموعة الفرعية:

وهي المتفرعة من المجموعة الأولى، وتشمل الألياف العصبية العديدة وعقدها المختلفة، وهي: الأعصاب الدماغية وعددها 12 زوج على كل جانب. الأعصاب الشوكية وعددها 31 زوج على كل ناحية. الأعصاب الذاتية أو اللاإرادية أو المستقلة، وتنحصر في الجهاز السمبثاوي (الودي) والجهاز الباراسمبثاوي (نظير الودي).

رسم تخطيطي يمثل الجهاز العصبي

1. :تشريح وفسيولوجية الجهاز العصبي

- تمهيد:

إن الجهاز العصبي وبالاشتراك مع الغدد الصماء يعمل على تآزر وتكامل وظائف الخلايا والأنسجة والأجهزة العضوية لإحداث ما نراه من سلوك أو نشاط. أي أن أي تغيير فيزيائي أو كيميائي قادر على إثارة كائن أو أحد أجزائه هو "منبه".

والمنبهات الخارجية الشائعة تنشأ من الحرارة، الرطوبة، الضوء، الضغط، إمداد الأكسجين.. إلخ، أما المنبهات الداخلية فتنتج من التعب، الجوع، الألم، المرض.. وبعض المنبهات تؤثر مباشرة على الخلايا أو الأنسجة،  وتستلم المستقبلات الداخلية المنبهات من الوسط الداخلي. والمنبه يجعل المستقبل يولد نبضات عصبية تنتقل إلى الجهاز العصبي المركزي. (علي محمود كاظم الجبوري، (2011)، علم النفس الفسيولوجي، (ط01)، عمان، دار صفاء: ص75- 76).

1-    وظيفة  الجهاز العصبي :

يتكون الجهاز العصبي لدى الإنسان من بلايين الخلايا المتنوعة التي تعمل بشكل متناسق ومتكامل ومستمر. فهو بمثابة الهيئة الإدارية العليا التي تدير الجسم وتتولى مسؤولية عمليات التخطيط والتنفيذ والمتابعة والرقابة وإصدار الأوامر فيه.

فالجهاز العصبي من الناحية التشريحية شبكة من الاتصالات العامة الممتدة بين أطراف الجسم المختلفة وأعضائه الداخلية.

أما من الناحية الوظيفية فيعتبر الجهاز الذي يسيطر على أجهزة الجسم المختلفة، ويشرف على جميع أجهزة الجسم المختلفة، ويشرف على جميع الوظائف العضوية، ويؤلف بينها بما يحقق وحدة وتكامل الكائن الحي. (سليمان عبد الواحد يوسف إبراهيم، (2010)، علم النفس العصبي المعرفي، (ط01)، القاهرة، الدار الهندسية: ص19).

ويمكن تلخيص وظائف الجهاز العصبي، فيما يلي:

-      استقبال المعلومات من جميع الأجهزة الحسية بأجزاء الجسم المختلفة.

-      تنظيم عملية إنتاج الطاقة اللازمة للنبضات العصبية الحركية التي تستخدم في النشاط الحركي أو لعمل الغدد المتنوعة بالجسم.

-      التنسيق بين نشاطات الجسم المختلفة بشكل يؤدي إلى التكامل والترابط والاتزان.

-      اتخاذ القرارات وإصدار الأوامر للاستجابة بسلوك معين لمقابلة متطلبات المواقف المختلفة.

-      المحافظة على استمرار العمليات الحيوية بالجسم بشكل تلقائي للمحافظة على حياة الكائن الحي. (رمضان محمد القذافي، (1999)، علم النفس الفسيولوجي، (د.ط)، إسكندرية، المكتب الجامعي الحديث: ص45- 46).

2- خصائص الجهاز العصبي :

يتسم الجهاز العصبي بصفتين أساسيتين، هما:

-      سرعة تأثره بما يجري داخل الجسم وكذا بما يجري في البيئة الخارجية المحيطة به.

-      استقراره النسبي أو ثباته النسبي مقارنة بأجهزة الجسم الأخرى.

هاتان الصفتان تجعل المراكز المخية العليا تستمر في إنجاز وظائفها العقلية دون وهن حتى عند وصول الإنسان إلى سن الشيخوخة على خلاف أجهزة الجسم الأخرى كالجهاز العظمي والجهاز العضلي والجهاز الهضمي.. الخ، هي أجهزة التي يعتريها الوهن والضعف (مجدي أحمد محمد عبد الله، (د.ت)، علم النفس الفسيولوجي، (د.ط)، الإسكندرية، دار المعرفة الجامعية: ص18).

1-2-    أقسام الجهاز العصبي Système nerveux :

ينقسم الجهاز العصبي إلى قسمين رئيسيين ، هما:

-      المجموعة الرئيسية أي المركزية: وتتكون من المخ الذي يوجد داخل الجمجمة والنخاع الشوكي الذي يوجد داخل القناة الفقرية.

-      المجموعة الفرعية: وهي المتفرعة من المجموعة الأولى، وتشمل الألياف العصبية العديدة وعقدها المختلفة، وهي:

الأعصاب الدماغية وعددها 12 زوج على كل جانب.

الأعصاب الشوكية وعددها 31 زوج على كل ناحية.

الأعصاب الذاتية أو اللاإرادية أو المستقلة، وتنحصر في الجهاز السمبثاوي (الودي) والجهاز الباراسمبثاوي (نظير الودي). (أحمد عبد الخالق، (1986)، محاضرات في علم النفس الفسيولوجي، اسكندرية، دار المعرفة الجامعية: ص124).

أنظر الرسم التخطيطي التالي الذي يوضح موقع الجهاز العصبي في جسم الإنسان ومكوناته:

رسم تخطيطي يمثل الجهاز العصبي عند الإنسان



1.1. الجهاز العصبي المركزي Système nerveux central

يتكون هذا الجهاز من المخ والنخاع الشوكي، وهما محاطان بثلاثة أغشية سحائية –أو السحايا- منها غشاءان رقيقان للغاية هما الأم الحنون (La pie mère). والعنكبوتية (L’arachnoïde).، أما الغشاء الثالث فهو غشاء ليفي متين يسمى الأم الجافية (La dure mère).

أنظر الرسم التخطيطي التالي الذي يوضح تموضع الجهاز العصبي المركزي في جسم الإنسان:

 رسم تخطيطي يمثل تموضع الجهاز العصبي المركزي في الجسم

  • الأم الجافية (La dure mère)تلتصق بالوجه الداخلي للجمجمة وتنزل بين نصفي الكرتين المخيتين، وبين المخيخ ونصفي الكرتين المخيتين. ويكون هذا الغشاء سميكا، ويمر عبر الجذور الشوكية وينتهي في أسفل طريق مسدود.
  • العنكبوتية/ الغشاء العنكبوتي (L’arachnoïde): هو عبارة عن غشاء رقيق جدا ويكون مزدوج، الطبقة الخارجية توجد في السطح الداخلي للأم الجافية، بالإضافة إلى الطبقة الداخلية. بين الطبقتين يوجد فراغ يضم الأوعية والأعصاب.
  • الأم الحنون: هو غشاء يلتصق بالمخ والنخاع الشوكي.

ويوجد بين الغشاء العنكبوتي والأم الحنون الفراغ تحت العنكبوتي الذي يكون مليئا بالسائل الدماغي الشوكي  liquide céphalorachidien.

 (N. Devedeix, (S.D), Le système nerveux anatomie- physiologie, p24- 27) 

     هذا فضلا عن أن الدماغ يوجد في التجويف العظمي (الجمجمة)، كما أن النخاع الشوكي يوجد في قناة عظمية تتكون من أجسام الفقرات وأقواسها الظهرية.

     ويحاط المخ والنخاع الشوكي أيضا بالسائل المخي الشوكي الذي يوجد في تجاويف المخ (أي بطيناته)، بالإضافة إلى إحاطته بالمخ والحبل الشوكي في الحيّز الواقع بين الأم الحنون والعنكبوتية، المعروف باسم الفراغ تحت العنكبوتي. (أحمد عبد الخالق، (1986)، محاضرات في علم النفس الفسيولوجي، اسكندرية، دار المعرفة الجامعية: ص14).

والرسم التالي يتناول الأغشية السحائية والسائل الدماغي الشوكي في الدماغ:

رسم تخطيطي يمثل  الأغشية السحائية والسائل الدماغي الشوكي في الدماغ

1.2. الدماغ

ويتكون الدماغ من ثلاثة أقسام رئيسية، هي:

 الدماغ الأمامي، الدماغ المتوسط، الدماغ الخلفي والرسم التخطيطي التالي يوضح ذلك:

رسم تخطيطي يمثل أقسام الدماغ

  • الدماغ الأمامي: يتكون الدماغ الأمامي من كل من المخ، المخيخ، النخاع المستطيل، قنطرة فارول.

   المخ:

يوجد المخ داخل علبة عظمية تعرف بالجمجمة، يزن المخ حوالي 1400 غ، ويمثل بعد اكتمال نضجه 2% تقريبا أو أكثر بقليل من وزن جسم الإنسان البالغ. وهو يتكون من طبقتين، طبقة خارجية أو المادة الرمادية (أجسام الخلايا العصبية)، والمادة البيضاء (ألياف من محاور الخلايا العصبية). 

-      القشرة المخية أو الطبقة الخارجية أو المادة الرمادية أو السنجابية أو اللحاء (Le cortex):

هي الطبقة السطحية للمخ تغطي المخ وتكون في الإنسان أكثر تعقيدا من الكائنات الحية الأخرى تقع هذه الطبقة أعلى الطبقة الداخلية أو المادة البيضاء، وتميل إلى اللون الرمادي، ويطلق عليها المادة السنجابية (Substance grise)، وهي تغطي السطح الخارجي للمخ، وتقدر مساحتها بـ 2000 سم2، بينما سمكها لا يتجاوز عدد قليل من المليمترات (سمكها من (1- 3 مم))، ويعتقد بأن لكميتها علاقة بعملية الذكاء. 

(محمد محمود بني يونس، (2008)، الأسس الفيزيولوجية للسلوك، عمان، دار الشروق: ص143. و (عدنان يوسف العتوم، (2004)، علم النفس المعرفي: النظرية والتطبيق، (ط01)، عمان، دار المسيرة: ص49، 54).

-      المادة البيضاء (Substance blanche):

توجد تحت قشرة المخ وتكتسب لونها من تجمع الأوتار العصبية المكسوة بغشاء دهني يعزل الأعصاب عن بعضها، هذا الغشاء الدهني ضروري لتوازن الحركات ولا ينضج إلا بعد سنة من ولادة الطفل مما يفسر حركاته المضطربة كما في السير مثلا. (إبراهيم الدر، (1994)، إعرف دماغك: الدليل المصور إلى الجهاز العصبي البشري، (ط01)، بيروت، الدار العربية للعلوم: ص122).

-      الوظائف السيكولوجية والفسيولوجية للفصوص القشرية المخية (فصوص المخ):

تنقسم كل نصف كرة مخية إلى أربعة فصوص (أنظر الرسم التخطيطي التالي، وهي كما يلي:

  • الفصوص الجبهية:

تشمل حوالي ثلث مساحة كل من النصفين الكرويين، تقع في المنطقة الأمامية المواجهة لوجهة الرأس، ويختص بالتجهيز والمعالجة الحركية وعمليات التفكير العليا مثلا الاستدلال المجرد والتقدير المنطقي وحل المشكلات ورسم الخطط والتنبؤ والمبادرة وقوة الإرادة، وهو المنطقة المسئولة عن الكلام والتعبير بالكتابة، والذاكرة العاملة والانتباه الإرادي.

وتؤكد الأبحاث الحديثة أن تلف هذه الفصوص الجبهية يؤدي إلى خلل في تنظيم عمليات النشاط العقلي المعرفي وتنظيم عمليات التفكير.

(جون آر. أندرسون، (2007)، علم النفس المعرفي وتطبيقاته، (ط01)، عمان، دار الفكر: ص245- 246).

الفصوص الجدارية:

 تقع هذه الفصوص بين المناطق المؤخرية من جهة والمناطق الصدغية والمركزية من جهة أخرى، يمين خلف القشرة الحركية الأولية للفص الأمامي، وتختص بتجهيز المعلومات الواردة عن طريق الحواس الجسدية كالجلد والعضلات، وله دور في الوظائف المعرفية كالذاكرة قصيرة المدى والذاكرة العاملة (الذاكرة المكانية)، وإدراك وضع الجسم في الفراغ.

عموما تقوم الفصوص الجدارية بدور رئيسي وهام جدا في تنظيم التركيبات المكانية المعقدة، كما تعمل على التكامل بين التأثيرات البصرية واللمسية، وإدراك العلاقات ثلاثية الأبعاد.

كما أن نشاط المنطقة الثلاثية المؤخرية- الجدارية- الصدغية يرتبط بتنظيم التركيبات الرمزية، لذلك فإن إصابتها تؤدي إلى اضطرابات الذاكرة الكلامية (عبد الوهاب محمد كامل، (د. ت)، المخ وإعاقات التعلم، (د. م)، المكتبة الإلكترونية: أطفال الخليج ذوي الاحتياجات الخاصة، www.gulfkids.com: ص11).

  • الفصوص الصدغية:

تقع أسفل الفصان الجداريان، وتختص بتجهيز المعلومات السمعية أو المسموعة المعقدة التي يحتاج إليه الفهم الآخرين، ويحتوي على مراكز للذاكرة طويلة المدى لتخزين المدخلات الحسية في هذا النوع من الذاكرة.

وعموما فإن إصابة هذه المناطق تؤدي في الحالات الشديدة إلى فقدان السمع.

كما أن هذه المراكز ترتبط بدرجة كبيرة بنشاط الكلام عند الإنسان، لأن اللغة عبارة عن وحدات نطق صوتية، فأصوات الكلام تكون نظام تتم من خلاله عملية التفرقة بين معاني الكلمات المختلفة. وإصابة هذه المناطق يؤدي إلى ظهور مرض يعرف بالأفازيا الحسية. (عبد الوهاب محمد كامل، (د. ت)، المخ وإعاقات التعلم، (د. م)، المكتبة الإلكترونية: أطفال الخليج ذوي الاحتياجات الخاصة، www.gulfkids.com: ص12).

  • الفصوص القفوية/ المؤخرية:

تقع الفصوص الخلفية أو القفوية في الجزء الخلفي من النصف كروي للدماغ، وتختص بتجهيز ومعالجة المعلومات البصرية حيث توجد بها منطقة الإحساس البصري ومنطقة الترابط البصرية. 

إن أي تلف في هذه المناطق يؤدي إلى حدوث العمى أو ضعف البصر الذي يتحدد طبيعته بمكان التلف في هذه المنطقة المؤخرية.

كما يؤدي إلى اضطراب في تكامل الإدراك البصري للأشياء الخارجة المعقدة، بحيث يصعب التعرف السليم على تلك الأشياء تعرفا كاملا. (عبد الوهاب محمد كامل، (د. ت)، المخ وإعاقات التعلم، (د. م)، المكتبة الإلكترونية: أطفال الخليج ذوي الاحتياجات الخاصة، www.gulfkids.com: ص23، و هناء بنت محمد سليمان الحازمي، (2006)، فاعلية استخدام برنامج مقترح في تنمية نمط تعلم النصف كروي الأيمن للدماغ لدى طالبات العلوم بالمرحلة المتوسطة بالمدينة المنورة، رسالة ماجستير غير منشورة، المملكة العربية السعودية، جامعة طيبة: ص12- 13).

1.3. المخ الأوسط والمخ اللمبي

- المخ الأوسط / الديونسيفالون:

يتكون المخ الأوسط من المهاد وما تحت المهاد (أنظر الرسم التخطيطي المبين أدناه).

* المهاد/ الوطاء/ السرير البصري/ التلاموس (Thalamus):

هو الجزء من المخ الذي يقع في كلا جانبي البطين الثالث بالمخ، وله وظائف عديدة، شله بيضاوي ويتكون من مادة رمادية، ويحتوي على عشرين نواة عصبية تشرف على توصيل التنبيهات الحسية الصاعدة إلى المراكز البصرية والسمعية ومراكز الإحساس بالمخ كما يحتوي المهاد على مراكز حركية خاصة بالانفعالات.

* ما تحت المهاد/ الهيبوتلاموس (Hypothalamus): يقع هذا الجزء تحت المهاد وهو منظم لعملية الميتابوليزم أي عملية الهدم والبناء في الجسم، ويتحكم في الغدد الصماء (اسماعيلي يامنة، قشوش صابر، (2014)، الدماغ والعمليات العقلية: الانتباه، الإدراك، التفكير، التعلم، الذاكرة، الدماغ والعمليات العقلية، ديوان المطبوعات الجامعية: ص30- 31).

رسم تخطيطي  يمثل موقع المهاد وما تحت المهاد في الدماغ (المخ الأوسط)

 

- المخ اللبي/ الخلفي/ الطرفي/ الحوفي/ الجهاز النطاقي:

يشمل هذا الجهاز عدة تلافيف في المخ ومراكز مهمة، تقع في السطح الإنسي للفص الصدغي، 

ويختلف بعض العلماء في شمول هذا الجهاز، لكن تتفق الغالبية على أنه مكون من:

  • حصان البحر أو قرن أمون Hippocampe:

له علاقة واضحة ومهمة في تخزين الذاكرة الدائمة، وقد أوضحت التجارب العلمية أن أي تلف في تلفيف حصان البحر في فص المخ يؤدي إلى اضطراب شديد في ذاكرة الحوادث القريبة دون تغيير في: التركيز، الذكاء، المنطق أو المهارات اليدوية. ويبدو أن تلفيف حصان البحر يلعب دورا مهما لتكامل تذكر الأحداث القريبة، وكذلك وجد أن هذا المركز في المخ له علاقة بدرجة الانتباه في الفرد، وأن له تأثيرا كفيا مع التكوين الشبكي في مسألة اليقظة والانتباه، يزيد على ذلك نفوذه مع الحاجز المخي على الهيبوتلاموس في منع وكف استجابات الخوف والقلق، مما يؤدي إلى نبضات استرخاء الهيبوتلاموس.

  • اللوزة Amygdale:

وهي مجموعة من الأنوية تقع في الجزء الأمامي من القرن السفلي للبطين الجانبي في السطح الإنسي من الفص الصدغي، ولها وظيفتها في التحكم في الاستجابات العدوانية، ولها اتصالاتها العصبية بالوظائف الحركية والحسية في الجسم، مع تأثيرها غير المباشر على الهيبوتلاموس والغدة النخامية والهرمونات، مما يجعل لها دورا في نوعية وأهمية المواد المختزلة في التذكر.

  • الحاجز Septum:

ولا نعني هنا الحاجز الشفاف فقط الذي يملأ الفراغ بين المقرن الأعظم والقبو ولكن هذا الجزء من الأنوية الحاجزية الموجودة تحت المقرن الأعظم على السطح الإنسي للفص الجبهي، ويقوم الحاجز بوظيفته كالجهاز العلوي من التكوين الشبكي، فيؤثر على درجة الوعي والنوم، وكذلك يؤثر على التحكم في الانفعالات من خلال اتصالاته بحصان البحر واللوزة. (أحمد عكاشة، طارق عكاشة، (د.ت)، علم النفس الفسيولوجي، (ط12)، القاهرة، مكتبة الأنجلو  مصرية: ص71- 72).

 والرسم التخطيطي يبين مكونات المخ اللمبي:

رسم تخطيطي يمثل المخ اللمبي

1.4. الدماغ الأوسط

تشريح وفزيولوجية الدماغ الأوسط:

هو أصغر أجزاء الدماغ مقدمته عند المهاد وينتهي عند القنطرة ، سقفه أو سطحه محدب لوجود مرتفعين (الحدبة العليا والحدبة السفلى)، أما نصفه الثاني فهو دون السطح حيث توجد مجموعة ضخمة من أوتار القشرة، ونويات مستقرة فيما يسمى قاعدة المخيخ العليا، ما بين مجموعة من الأوتار الضخمة والقاعدة، توجد نويات "المادة السوداء" التي تغطي وسط الدماغ من أوله لآخره.

- النواة الحمراء:

في الدماغ الأوسط مجموعة مهمة من الخلايا تسمى النواة الحمراء. حيث تمر في قاعدة المخيخ العليا أعصاب من المهاد والمخيخ وتنزل إليها أعصاب من المخ محزومة في الممرات الهرمية. قريبا من القاعدة تقع النواة الحمراء التي تتسلم أعصابا من المخيخ، فتضبط بعض الحركات العضلية. وأوتار من قاعدة المخيخ العليا تخترق النواة الحمراء وتحيط بها.

 تحت النواة الحمراء تقع كتلة المادة السوداء، أما قاعدة المخيخ الوسطى حيث القنطرة، فمن هنا تتوجه أوتار القنطرة من المخيخ.

-  كتلة المادة السوداء:

أضخم الكتل في الدماغ الأوسط، تمتد على طول الدماغ الأوسط في الإنسان، تصنع وتفرز مادة سوداء (ميلانين) كتلك التي تصبغ الجلد، مشتقة من الدوبامين وتنصب في عقد المخ الأساسية.

اضطراب التفاعلات الكيماوية المصنعة لهذه المادة أو تقرح كتلة المادة السوداء تسبب أنواعا من الاضطرابات الحركية كمرض باركنسون. (إبراهيم الدر، (1994)، إعرف دماغك: الدليل المصور إلى الجهاز العصبي البشري، (ط01)، بيروت، الدار العربية للعلوم: ص128).

بالإضافة إلى ذلك يشتمل الدماغ الأوسط إلى تكوين مهم، يدعى التكوين الشبكي.

-      التكوين الشبكي:

هو عبارة عن نظام متكامل من الخلايا العصبية التي تكون مؤهلة للتعامل مع التنبيهات الصاعدة إلى نصفي المخ، ففي هذا التكوين شبكة من المسارات الصاعدة والهابطة من وإلى المخ، ويمكن إجمال أهم الأعمال التي تقع ضمن نطاق التكوين الشبكي.

-      يعمل التكوين الشبكي على توجيه انتباه مراكز العليا إلى المنبهات (المثيرات) الحسية القادمة من الحواس المختلفة.

-      ينظم معدل الاستثارة لتلك المثيرات بمعنى أنه قد يزيد أو ينقص من معدل استثارتها أو يحول دون وصولها المخ.

-      يعتبر مسئولا بشكل جزئي عن حالات اليقظة والانتباه والأعداد للنشاط التي عادة ما تصاحب الاستثارة الانفعالية.

-      يعمل مع أجزاء أخرى من المخ للسيطرة على الوظائف الحسية وتوجيهها.

في حالة إصابته بتلف ما (تلف فسيولوجي كالأورام أو تجلطات الدم) فإن الإنسان لا يستطيع اليقظة فيكون في حالة نوم متواصلة. (علي أحمد وادي، إخلاص أحمد الجنابي، (2005)، أساسيات علم النفس الفسيولوجي، (ط01)، عمان، دار جرير: ص 70- 71 علي أحمد وادي، إخلاص أحمد الجنابي، (2005)، أساسيات علم النفس الفسيولوجي، (ط01)، عمان، دار جرير: ص 70- 71).

والرسم التالي يوضح  الدماغ الأوسط ومكوناته:

رسم تخطيطي يمثل الدماغ (المخ) الأوسط

1.5. الدماغ الخلفي

يتكون الدماغ الخلفي من كل من: المخيخ، النخاع المستطيل، قنطرة فارول.

- المخيخ (Cervelet):

يقع المخيخ خلف البطين الرابع، وينحصر ما بين جذع المخ والمخ وحجمه 1/8 حجم المخ، ويسمى المخيخ بكل حركات الجسم ويستقبل الإثارات العصبية من المراكز الحركية بالمخ، وكذلك من نهايات الأعصاب بالعضلات.

ويعطي المخيخ الأوامر للعضلات لضبط الحركة ودقتها. كما أن للمخيخ تأثيرا على التطور العاطفي للشخص، وكذلك الإحساس بالبهجة والغضب. (مصطفى حسين باهي، حسين أحمد حشمت، نبيل السيد حسن، (2002)، المرجع في علم النفس الفسيولوجي: نظريات، تحليلات، تطبيقات، (ط01)، القاهرة، مكتبة الأنجلو مصرية: ص108).

- النخاع المستطيل:

يحتوي النخاع المستطيل على مراكز مهمة تنظم عمل القلب وضغط الدم والتنفس، والعطس والضحك، ويعتبر أكثر أجزاء المخ حيوية، وهو مركز الحياة للإنسان. كما أن النخاع المستطيل يمثل معبرا للمسارات العصبية من المخ للجسم.

كما تصل الأعصاب الحسية الوافدة من أجزاء الجسم المختلفة إلى قشرة المخ، ويخرج منها الأعصاب المحركة. وتخرج من نخاع المخ مجموعة من الأعصاب الهرمية، ويحمي مؤخرة النخاع منطقة تسمى التكوين الشبكي، وبه شبكة عصبية تنظم الإشارات الحسية التي تمر به (مصطفى حسين باهي، حسين أحمد حشمت، نبيل السيد حسن، (2002)، المرجع في علم النفس الفسيولوجي: نظريات، تحليلات، تطبيقات، (ط01)، القاهرة، مكتبة الأنجلو مصرية: ص107).

- قنطرة فارول:

تقع فوق النخاع المستطيل وتربط النخاع الشوكي بأقسام الدماغ المختلفة، له نفس تركيب النخاع المستطيل، كما أنه له نفس وظائف النخاع المستطيل. (محمد محمود بني يونس، (2008)، الأسس الفيزيولوجية للسلوك، عمان، دار الشروق: ص 169).

والرسم التخطيطي التالي يوضح الدماغ الخلفي:

رسم تخطيطي يمثل الدماغ الخلفي

1.6. النخاع الشوكي

النخاع الشوكي:

يتصل النخاع الشوكي بجذع الدماغ من الأعلى وزنه في الإنسان 35غ، وطوله (40- 45 سم)، قطره متقلب بمعدل 1سم.

رسم تخطيطي يمثل الحبل الشوكي

    العمود الفقري مقسوم إلى 33 فقرة مستقلة، إلا في العجز ودونه، تسمى الفقرة وترقم حسب موقعها (الرقبة 07 فقرات، الصدر 12 فقرة وهي ظهرية، البطن 05 وهي قطنية، ويوجد في العجز 05 وتظهر كقطعة واحدة وكذلك أربع فقرات عصعصية تكون قطعة واحدة). وطول العمود الفقري في الإنسان 70سم.

أنظر الرسم التخطيطي التالي: 

رسم تخطيطي يمثل أقسام النخاع الشوكي

    تجتمع في النخاع الشوكي ممرات حسية مختلفة فتحزم أوتارها معا في حزمة واحدة، نسميها الجذع العصبي الذي يصعد إلى الدماغ، ويتفرع كل ممر لينتهي في مركزه النهائي. 

    ويوجد 31 زوجا من الممرات الضخمة الصادرة والواردة بين المخ وأطراف الجسم من النخاع الشوكي، وتنقسم الأعصاب إلى فروع أمامية للحركة وخلفية للحس.

    أما خارج العمود الفقري وعلى امتداده تقع سلسلتا الجهاز العصبي المستقل، وتتصل عقده بالنخاع الشوكي بواسطة أوتار خصوصية.

    وكل عصب شوكي ينشأ من خلايا منطقة ما في النخاع الشوكي ينقسم إلى جذرين أو مجموعتين.

    في النخاع الشوكي تكون هناك المادة الرمادية في الوسط، وحولها المادة البيضاء، وتوجد ثقب وسط المادة الرمادية يشكل القناة المركزية. (إبراهيم الدر، (1994)، إعرف دماغك: الدليل المصور إلى الجهاز العصبي البشري، (ط01)، بيروت، الدار العربية للعلوم: ص80- 81).

أنظر الرسم التخطيطي التالي:

رسم تخطيطي يمثل مقطع عرضي في النخاع الشوكي

-      وظيفة النخاع الشوكي:

تتلخص وظائف النخاع الشوكي، فيما يلي:

-      يحتوي النخاع الشوكي على مراكز عصبية انعكاسية متنوعة كالمراكز العصبية المسئولة عن السلوك الحركي، مثلا توجد في القطع الرقبية من النخاع الشوكي مراكز عصبية مسئولة عن حركة الحجاب الحاجز، وعضلات الرقبة، والأطراف العلوية، كما توجد في القطع الصدرية من النخاع الشوكي مراكز عصبية مسئولة عن تحريك عضلات الجذع، بينما في القطع القطنية والعجزية من النخاع الشوكي توجد مراكز عصبية لتحريك عضلات الحوض والأطراف السفلية.

-      توجد في المنطقتين الصدرية والقطنية مراكز عصبية محركة للأوعية الدموية وإفراز العرق.

-      يعمل على تنظيم توتر العضلات وتناسق الحركة والتوازن، وذلك لوجود الحزم الدهليزية- الظهرية فيه.

يحتوي على مراكز عصبية انعكاسية مسئولة عن الجهاز العصبي الذاتي.

-      يقوم بنقل المدخلات الحسية تصاعديا، والأوامر الحركية تنازليا، وذلك بفضل المادة البيضاء فيه.

في حالة تعرضه إلى أذى معين أو إصابة يحدث اضطراب أو فقدان الوظائف الحسحركية، والانعكاسية المرتبطة بمكان الإصابة، كانعدام الإحساس أو الشلل أو الاضطراب في السلوك الحركي. (محمد محمود بني يونس، (2008)، الأسس الفيزيولوجية للسلوك، عمان، دار الشروق: ص181).

1.7. الجهاز العصبي الطرفي: الأعصاب الدماغية والأعصاب الشوكية

يتكون الجهاز العصبي المحيطي من جميع أنسجة الجهاز العصبي المجاورة أو الواقعة خارج المخ والحبل الشوكي، حيث يتكون من نوعين من الأعصاب والتي تتمثل فيما يلي:

-      الأعصاب الدماغية:

وهي اثنا عشر زوجا من الأعصاب التي تخرج عبر فتحات في الجمجمة، وارسم التخطيطي التالي يوضح ذلك:

رسم تخطيطي يمثل أعصاب دماغية

وسوف نذكر أسماءها بالترتيب التسلسلي لها ووظيفة كل منها:

1-             العصب الشمي: وهو المسئول عن حاسة الشم لدى الإنسان. 

2-             العصب البصري: وهو المسئول عن الإبصار لدى الإنسان.

3-             العصب المحرك للعين: ويغذي عضلات العين الخارجية المسئولة عن حركة العين كلها ما عدا العضلة المستقيمة الوحشية والعضلة المائلة العلوية. ويحمل معه أليافا عصبية ودية وهي مسئولة عن رد فعل العين للضوء المنعكس الضيائي، وكذلك منعكس التكيف.

4-             العصب البكري: يغذي العضلة المائلة العلوية للعين.

5-             العصب الثلاثي التوائم: وهو عصب حسي للوجه (الإحساس) وفروة الرأس وكذلك يحمل أليافا حركية لعضلات المضغ.

6-             العصب المبعد: ويغذي العضلة المستقيمة الوحشية للعين.

7-             العصب الوجهي: ويغذي العضلات السطحية للوجه (عضلات التعبير مثل الابتسام والعبوس)، ويحمل أليافا حسية للألم والحرارة من الأذن وكذلك أليافا حسية للتذوق في الثلثين الأماميين من اللسان وأليافا لا ودية للغدد اللعابية.

8-             العصب الدهليزي القوقعي: وهو العصب المسئول عن السمع والتوازن عند الإنسان.

9-             العصب اللساني البلعومي: يحمل أليافا حسية من الثلث الأخير من اللسان وأليافا لا ودية للغدد اللعابية وـأليافا حركية لعضلات البلعوم.

10-        العصب المبهم التائه: يحمل أليافا لا ودية لأعضاء الصدر والجهاز الهضمي والقلب، إن تحفيز العصب المبهم يقلل سرعة ضربات القلب ويزيد حركة الأمعاء، وكذلك يحمل أليافا حركية لعضلات الحلق والبلعوم والحنجرة.

11-        العصب الإضافي: ويغذي عضلات الحنجرة والبلعوم مع العصب المبهم ويغذي فرع منه عضلات إرادية في الرقبة.

12-        العصب تحت اللسان: وهو العصب المحرك للسان، أي يغذي عضلات اللسان. (الحارث عبد الحميد  حسن، اللغة السيكولوجية في العمارة: مدخل في علم النفس المعياري، (د.ط)، دمشق، دار صفحات: ص94- 95).

-      الأعصاب الشوكية (النخاعية):

عددها 31 زوجا وهي تخرج من ثقوب بين الفقرات، على طول العمود الفقري. (رمضان محمد القذافي، (1999)، علم النفس الفسيولوجي، (د.ط)، إسكندرية، المكتب الجامعي الحديث: ص 80)، والعمود الفقري مقسوم إلى 33 فقرة مستقلة، إلا في العجز ودونه، تسمى الفقرة وترقم حسب موقعها (الرقبة 07 فقرات، الصدر 12 فقرة وهي ظهرية، البطن 05 وهي قطنية، ويوجد في العجز 05 وتظهر كقطعة واحدة وكذلك أربع فقرات عصعصية تكون قطعة واحدة).


(8) مناطق عُنقية (في الرقبة): (C1,C2,C3,C4,C5,C6,C7,C8) .


(12) منطقة صدرية (T1,T2,T3,T4,T5,T6,T7,T8,T9,T10,T11,T12) .

(5) مناطق قطنية (L1,L2,L3,L4,L5) .


(5) مناطق عجزية (S1,S2,S3,S4,S5) .


(1) منطقة عُصعصية.

(الأعصاب الشوكية، (12/02/2005)، طبيب دوت كوم، (18/10/2016)، http://www.tbeeb.net).

وتنقسم الأعصاب الشوكية إلى فروع أمامية تنقل الأوامر الحركة من النخاع الشوكي إلى أعضاء الاستجابة، وخلفية تنقل المعلومات الحسية من أعضاء الحس إلى النخاع الشوكي.

والرسم التخطيطي التالي يوضح ذلك:

 رسم تخطيطي يمثل الأعصاب الشوكية

1.8. الجهاز العصبي الطرفي: الجهاز العصبي الجسمي والجهاز العصبي الذاتي

1- الجهاز العصبي البدني/ الجسمي (Système Nerveux Somatique):

ويتكون من الأعصاب التي تربط الجهاز العصبي المركزي بخلايا الاستقبال وخلايا الإرسال التي تتحكم في العضلات، من أجل القيام بالحركات اللاإرادية

2- الجهاز العصبي المستقل (الذاتي) (Système Nerveux Autonome):

اكتسب الجهاز العصبي المستقل اسمه هذا، بسبب استقلاله عن الضبط الإرادي، وهو يتكون من مجموعتين من الألياف العصبية التي وظيفتها إرسال الدفعات العصبية من الجهاز العصبي المركزي إلى الغدد والعضلات الملساء والقلب.

    وهاتان المجموعتان المسميتان بالقسمين السمبثاوي والباراسمبثاوي، لهما إجمالا آثارا متضادة على الأعضاء التي يعطيانها الطاقة العصبية. وإجمالا فإن الإطلاق السمبثاوي يعبئ الجسم لأداء المجهودات المضنية، ولكن نشاط الجهاز الباراسمبثاوي يحفظ موارد الجسم. والتغيرات التي يسببها نشاط الجهاز السمبثاوي يكون من شأنها أن تجعل الكائن الحي في حالة تأهب قصوى للقتال أو الفرار.

     ثم إن التغيرات الجسمية التي تتوالى بفعل الإطلاق السمبثاوي يعززها ويزيدها الأدرينالين الهورموني الذي يفرزه نخاع الغدتين فوق الكلويتين، وهما في حد ذاتهما تحت الضبط السمبثاوي. 

ويعمل الجهاز السمبثاوي الأدريناليني كوحدة ليتمكن الجسم من أن يغالب الطوارئ المباغتة مغالبة سريعة فعالة.

ويمكن تلخيص وظائف الجهاز السمبثاوي (الودي) والجهاز الباراسمبثاوي (نظير/ قرب الودي) فيما يلي:

  • وظائف الجهاز السمبثاوي (الودي):

-      يعمل على التحكم في السلوك خلال المواقف الطارئة، حيث يقوم بتنظيم الدورة الدموية بشكل يسمح للمخ والقلب والأطراف العضلية بتلقي ما يكفيها من الدم للقيام بعملها في حالة المواجهة أو الهرب.

-      توسيع حدقة العين للسماح للفرد بتوسيع مجاله البصري.

-      كف الجهاز الإخراجي عن العمل، حيث أن عملية الإخراج غير ضرورية في المواقف الطارئة.

-      الإبطاء من عملية إنتاج الأنسولين والإنزيمات الهاضمة الأخرى، حتى لا تستولي المعدة على جزء من الدم الذي يتم توجيهه لأعضاء حيوية أخرى.

-       تنشيط عملية إذابة الدهون لاستخدامها كمصدر للطاقة  في حالات الطوارئ.

-      تقليل إفراز اللعاب بسبب توقف عمليات الهضم.

-      المشاركة في عملية تنظيم مستوى الأدرينالين في الدم مما يؤثر على مستوى عمليات التمثيل الغذائي ويهيئ الفرد للتكيف مع الضغوط النفسية المحيطة به.

-      رفع ضغط الدم بسبب انقباض الأوعية الدموية للإسراع في عمليات ضخه للمناطق المحتاجة له.

  • وظائف الجهاز الباراسمبثاوي (نظير الودي):

-      يعمل على تضييق حدقة العين، وتوسيع الأوعية الدموية، وزيادة إفراز الدموع.

-      يعمل على تنشيط المعدة وعمليات الهضم عن طريق زيادة الإفرازات الهاضمة.

-      يعمل على تضييق المسالك الهوائية لعدم الحاجة إلى زيادة كمية الأكسجين.

-      الإبطاء من سرعة ضربات القلب تمشيا مع عمليات الكف وعودة العمليات الجسمية الاعتيادية إلى طبيعتها. (أ. ل. زانجويل، (د. ت)، مدخل إلى علم النفس الحديث، تر عبد العزيز توفيق جاويد، دار النشر الإلكتروني، www.kotobarabia.com: ص112- 113(pdf)).

-      يعمل على انقباض عضلات المثانة مما يؤدي إلى كثرة مرات القبول للتخلص من الماء الزائد، والرسم التخطيطي التالي يوضح ذلك:

 

رسم تخطيطي يمثل الجهاز العصبي الذاتي

[1]