1. أهمية الدراسات السابقة
الباحث الناجح هو الذي يبدأ من حيث انتهى إليه غيره من الباحثين حيث تتشكل لديه معارف واسعة تؤهله لأن يكون أكثر قدرة على الابداع والابتكار في بحثه الحاليولا يتم ذلك إلا بـ:
عمل مسح للدراسات السابقة حول موضوع بحثه كأن يجمع كل ما كتب ونشر في المؤلفات والمراجع، والبحوث الميدانية المنشورة في الدوريات العربية والأجنبية، وكذا الرسائل العلمية إضافة لما نشر في المؤتمرات العلمية المتخصصة والتقارير العلمية التي تصدرها مراكز البحوث.
بعد الخطوة السابقة يقوم الباحث بتحليل ونقد الدراسات بحيث يدرس أهم ما جاء فيها ( العنوان، أهداف البحث، العينة، الأدوات، الأساليب الإحصائية، إجراءات البحث وأهم النتائج) بحيث يصل لتحديد أفضل الأدوات والأساليب والمناهج لدراسته الحالية.
ومن خلال هذا الاطلاع يتأتى للباحث الوقوف على مجموعة تساؤلات لا يجد لها إجابة، فتكون تلك بمثابة إشكالية لدراسة جديدة ومنطلقا لبناء فروض بحثه، وتمدنا الدراسات السابقة بفكرة عن كيفية معالجتها وطرق اختبارها.
كما أنه من غير المنطقي أن يقوم الباحث بتصميم بحثه قبل القيام بالدراسة المنهجية للدراسات السابقة.
على الباحث أثناء جمعه لمادة الإطار النظري أو الدراسات السابقة الاستعانة ببطاقة خاصة بحيث:
يستخدم بطاقة مستقلة لكل فكرة أو حقيقة أو مفهوم.
كتابة عنوان البحث في بداية كل بطاقة وعنوان المرجع.
تسجيل المعلومات الكافية لتحديد الفكرة التي تتضمنها الملاحظة.
يوضح الباحث إذا ما كانت الفكرة ملخصة أو مقتبسة أومنقولة ثم كتابة أرقام صفحاتها.
هذا وتؤدي استعانة الباحث بدراسات سابقيه ممن ترتبط بحوثهم بموضوع بحثه إلى فوائد عديدة أهمها حسب
تكوين إطار وخلفية حول الموضوع تكون أكثر ثراء من ناحية المعلومات بحيث تساعده في تحديد المصطلحات والمفاهيم الإجرائية لبحثه، مع التحديد الدقيق للمشكلة، وذلك بعد حصر مجموعة التساؤلات والإشكاليات، أو الأفكار التي لم تحل بعد.
تساعد الباحث على فهم أفضل لجوانب بحثه وتحديد أسلوب إجرائه.
تعتبر نتائج البحوث السابقة بمثابة الفروض التي ينطلق منها الباحث قصد التأكد منها أو مواصلة البحث في ذات المجال.
بمعرفة نقاط القوة والضعف يمكن للباحث التبصر أكثر بصعوبات البحث المادية والمعرفية، وبالتالي توفير الجهد.
تجنب تكرار الجهود المبذولة من طرف السابقين ( خاصة من الجوانب المدروسة)
تجعل الباحث أكثر دراية بتفسير النتائج وإبراز أهمية بحثه وتطبيقاتها التربوية.
توجه الباحث من خلال اطلاعه على مختلف المعالجات والطرق البحثية بحيث يصبح قادرا على تخير أحسن الطرق والمناهج، أو اللجوء إلى طرق جديدة يرى أنها الأنسب لاختبار الفروض مع توفر الأدوات والأساليب الإحصائية.
وتشمل عملية مراجعة الدراسات السابقة الاستعانة بمجموعة من المراجع منها المصادر الأولية والمصادر الثانوية والمصادر الميدانية بحيث تعرف المصادر الأولية بأنها المادة الأصلية للدراسة حيث يقوم بتنظيمها ونشرها نفس الجهة التي قامت بجمعها وذلك بعد الدراسة والبحث، أما المصادر الثانوية: وهي كل ما نقل أو اقتبس عن مصادر أولية بحيث تعتمد علة ما نشر في البحوث أو الرسائل العلمية أو في المجلات والصحف، ويفضل استخدام المصادر الأولية – في حال توفرها – إذ أن المصادر الثانوية كثيرا ما تكون عرضة للخطأ في نقل البيانات الصحيحة أو أخطاء التحليل، فالمصادر الأولية قد تحتوي على تفاصيل أوفى مما تحويه المصادر الثانوية، لذا يراعى في الرسائل العلمية أن تكون مستندة إلى مصادر أولية بعد تحقيقها والتأكد من صحتها.
ويعتبر كل ما هو جديد في المصادر الثانوية بمثابة مصادر أولية وكل ما اقتبس واستشهد به في المصادر الأولية بمثابة مصادر ثانوية؛ أما عندما يتعذر على الباحث الحصول على المعلومات المطلوبة بطريقة جاهزة، بحيث تتوفر لدى أشخاص أو هيئات، أو مشاهدات غير مدونة في سجلات، لذا يعمد إلى جمعها عن طريق المقابلات وهي ما يسمى بالمصادر الميدانية