2. أساليب الملاحظة

انطلاقا من كون استحالة قياس النواتج التعليمية عن طريق الاختبارات التحصيلية المختلفة، ولكون تفعيل العملية التعليمية متعلقة بمهارات وقدرة المدرس واستمرار ملاحظة المدرس لتلاميذه داخل القسم وجمع المعلومات المتعلقة بحدوث تغيرات يسهل له كشف أهم العوائق التي تحيل دون تحقيق أهدافه أو أسباب البروز والتفوق كما أنها الطريقة الوحيدة للحصول على المعلومات في صورتها الطبيعية، كما أنها تمكنه من ملاحظة مدى قدرة التلميذ على الفهم والتحليل والمقارنة وحل المشكلات وتكون الملاحظة ذات أثر إيجابي خاصة عندما يكون التنسيق والتعاون بين مختلف أساتذة المواد وذلك يمنح القدرة على تفسيرها ودراستها.

يتمكن المدرس من خلال الملاحظة من جمع المعلومات اللازمة عن تلاميذه سواء عن طريق الملاحظة المقصودة أو الملاحظة الغير مقصودة.

وتكون الملاحظة المقصودة بوضع التلاميذ في مواقف محددة أثناء قيامهم بنشاط معين، وكثيرا ما يلجأ فيها إلى تحضير قائمة لأنواع النشاطات الواجب القيام بها ويقوم بجرد هذه النشاطات في بطاقات خاصة . أما عن الملاحظة الغير مقصودة فيلجأ إلى تسجيل بعض المظاهر التي تتضح داخل الدرس وتتم بشكل سريع وتدون نتائجها في بطاقات لغرض الاستفادة منها بتعزيز التصرفات الإيجابية وعلاج السلبيات.( خوري، 1994، ص141.)

ومهما تكن نوع الملاحظة التي يعتمد عليها المدرس فإنها تتطلب الدقة والموضوعية وتدوينها في سجلات خاصة لغرض الاستفادة منها، وأن يتقيد المدرس بالأهداف التي يبحث عن مدى تحققها ورغم كون الملاحظة أسلوبا هاما من أساليب التقويم وتطوير العملية التعليمية إلا أنها تتأثر بعامل الذاتية أو عدم قدرة المدرس على التمييز بين مختلف جوانب السلوك الملاحظ لتشابهه أو لحدوثه بطريقة سريعة يصعب منه التدوين، ويستخدم الملاحظ لتدوين ملاحظاته عدة أساليب منها:

- قوائم المراجعة وسلالم التقدير:

توجد في عملية التعلم بعض المهارات المعقدة، والكفاءات التي يصعب تقويمها عن طريق الاختبارات التحصيلية بمختلف أنواعها. لذلك ابتكر الباحثون طرقا أخرى لتقويم الكفاءات العملية عند التلاميذ، من بينها قوائم التقدير (الموحدة أو الوصفية). اقترحت هذه الأداة من التقويم لأول مرة من طرف Hambleton&Rovinelli كتقنيات لجمع وتحليل الأحكام على أداء المتعلمين.( (De Landsheere، 1988

، وينبغي أن يتوافق البند أو العبارة مع المجال المرغوب قياسه ، كما ينبغي تخصيص كل بند لمجال معين، أي كل تقدير يأخذ قائمة بسلسلة من البنود توضح المجال الذي تختص به. ( (Scallon، 2004 ويعبر في مجال التعلم على بعض المهارات المعقدة والكفاءات بأحكام بواسطة قوائم التقدير، وتعتبر استمارات الاتجاهات وقوائم الميول أول هذه الاستخدامات في مجال تقويم المهارات المركبة.

تصلح قوائم التقدير المتنوعة في غالب الفترات أثناء التقويم التكويني، من أجل إصدار الأحكام على إنجازات التلاميذ في وضعيات تقدير الانتاجات المركبة (تراكيب كتابية، صنع أشياء، متابعة إجراءات...).ويمكن أن نوجز مزايا قوائم التقدير في مجال التقويم التربوي كما يلي:

-ذات درجة ثابتة وملائمة للتقويمات التي يعطيها أفراد مختلفين، بالأحرى سهولة كبيرة في الاتفاق في نوعية الأحكام التي نصدرها على كفاءة التلميذ.

-نوعية التغذية الراجعة المقدمة للتلاميذ، فعندما نستخدم قوائم التقدير المختلفة يمكن أن نساعد التلميذ على التعلم.

-ذات طابع معياري المحك وليس معياري الجماعة، بحيث تصف أداء التلميذ بالمقارنة إلى معايير خارجية.

-تتطلب خبرة من الأشخاص الذين يقومون ببنائها، وكذا مستخدميها.