تقويم الجوانب المهارية والوجدانية

Site: Plateforme pédagogique de l'Université Sétif2
Course: التقويم التربوي
Book: تقويم الجوانب المهارية والوجدانية
Printed by: Guest user
Date: Tuesday, 23 July 2024, 1:15 AM

1. الاختبارات الأدائية

تنطلق أهمية هذه الاختبارات من مبدأ تعدد جوانب الفرد فهو ليس جانيا معرفيا فقط وما يشمل من  معرفة وتذكر المعلومات والحقائق، بل أيضا تلك  التغيرات السلوكية  غير الفهم والاستيعاب، والتي تتضح في بعض الجوانب الفنية في المادة التعليمية والتي لا يمكن قياسها بواسطة الاختبارات الشفهية أو المقالية والموضوعية.

تشمل الاختبارات الأدائية قياس مردود التلاميذ في المادة التعليمية كمراقبة تحسن الخط أو التدريب على نطق بعض الحروف والكلمات أو أساليب استعمال بعض الأدوات كما هو الحال عند استعمال المجهر أثناء درس العلوم الطبيعية، أو التدريب على إجراء تجربة أو استعمال أدوات موسيقية لهذا فإن هذه الاختبارات تمكن التلاميذ من لمس الواقع الأصلي والمواقف المشابهة له. حيث تمكن من ملاحظة المتعلم في الموقف الأصلي للعمل أوفي موقف مشابه له وهذا يؤدي إلى تفاعل المتعلم مع الموقف .( المقرم،  2001، ص204.)

ومن أجل إصدار حكم موضوعي على درجة الأداء يحدد مجموعة عمليات وتتم مراقبة كل عملية منها بصورة مستقلة ووضع التقديرات المناسبة لها وتتفرع هذه الاختبارات إلى عدة أنواع:

أ-الأداء الكتابي: وهذا بقيام التلميذ بوصف الظاهرة كتابيا أو متعلقة بالأداء على الورقة كالرسوم والمنحنيات البيانية أو كتابة قصة أو قصيدة.

ب- أداء متعلق بتحديد النوع: كالتعرف على آلة وتسمية مكوناتها والقدرة على تحديد دور كل جزء منها.

ج- الأداء مع نموذج للمحاكات: مراقبة مدى اكتساب التلميذ لمهارات اللازمة لإجراء تجربة داخل مخبر .

د- الأداء في موقف ممثل للموقف الكلي: كالقدرة على كتابة مقدمة لنص كلي.

للاعتماد على هذا النوع من الاختبارات يجب  تحديد نوع الأداء المطلوب أي الدرجة التي تعبر عن التحكم والإتقان وتحديد طريقة متابعة مستوى الأداء مثل الملاحظة أو قوائم التقدير وتوجيه التلاميذ إلى بعض التعليمات المفيدة لذلك كتوضيح لبعض الأدوات التي يمكن استعمالها أو بعض العوائق التي قد تواجه عند قيامه بهذا الأداء .( جامل، 2001، ص ص123-121).

2. أساليب الملاحظة

انطلاقا من كون استحالة قياس النواتج التعليمية عن طريق الاختبارات التحصيلية المختلفة، ولكون تفعيل العملية التعليمية متعلقة بمهارات وقدرة المدرس واستمرار ملاحظة المدرس لتلاميذه داخل القسم وجمع المعلومات المتعلقة بحدوث تغيرات يسهل له كشف أهم العوائق التي تحيل دون تحقيق أهدافه أو أسباب البروز والتفوق كما أنها الطريقة الوحيدة للحصول على المعلومات في صورتها الطبيعية، كما أنها تمكنه من ملاحظة مدى قدرة التلميذ على الفهم والتحليل والمقارنة وحل المشكلات وتكون الملاحظة ذات أثر إيجابي خاصة عندما يكون التنسيق والتعاون بين مختلف أساتذة المواد وذلك يمنح القدرة على تفسيرها ودراستها.

يتمكن المدرس من خلال الملاحظة من جمع المعلومات اللازمة عن تلاميذه سواء عن طريق الملاحظة المقصودة أو الملاحظة الغير مقصودة.

وتكون الملاحظة المقصودة بوضع التلاميذ في مواقف محددة أثناء قيامهم بنشاط معين، وكثيرا ما يلجأ فيها إلى تحضير قائمة لأنواع النشاطات الواجب القيام بها ويقوم بجرد هذه النشاطات في بطاقات خاصة . أما عن الملاحظة الغير مقصودة فيلجأ إلى تسجيل بعض المظاهر التي تتضح داخل الدرس وتتم بشكل سريع وتدون نتائجها في بطاقات لغرض الاستفادة منها بتعزيز التصرفات الإيجابية وعلاج السلبيات.( خوري، 1994، ص141.)

ومهما تكن نوع الملاحظة التي يعتمد عليها المدرس فإنها تتطلب الدقة والموضوعية وتدوينها في سجلات خاصة لغرض الاستفادة منها، وأن يتقيد المدرس بالأهداف التي يبحث عن مدى تحققها ورغم كون الملاحظة أسلوبا هاما من أساليب التقويم وتطوير العملية التعليمية إلا أنها تتأثر بعامل الذاتية أو عدم قدرة المدرس على التمييز بين مختلف جوانب السلوك الملاحظ لتشابهه أو لحدوثه بطريقة سريعة يصعب منه التدوين، ويستخدم الملاحظ لتدوين ملاحظاته عدة أساليب منها:

- قوائم المراجعة وسلالم التقدير:

توجد في عملية التعلم بعض المهارات المعقدة، والكفاءات التي يصعب تقويمها عن طريق الاختبارات التحصيلية بمختلف أنواعها. لذلك ابتكر الباحثون طرقا أخرى لتقويم الكفاءات العملية عند التلاميذ، من بينها قوائم التقدير (الموحدة أو الوصفية). اقترحت هذه الأداة من التقويم لأول مرة من طرف Hambleton&Rovinelli كتقنيات لجمع وتحليل الأحكام على أداء المتعلمين.( (De Landsheere، 1988

، وينبغي أن يتوافق البند أو العبارة مع المجال المرغوب قياسه ، كما ينبغي تخصيص كل بند لمجال معين، أي كل تقدير يأخذ قائمة بسلسلة من البنود توضح المجال الذي تختص به. ( (Scallon، 2004 ويعبر في مجال التعلم على بعض المهارات المعقدة والكفاءات بأحكام بواسطة قوائم التقدير، وتعتبر استمارات الاتجاهات وقوائم الميول أول هذه الاستخدامات في مجال تقويم المهارات المركبة.

تصلح قوائم التقدير المتنوعة في غالب الفترات أثناء التقويم التكويني، من أجل إصدار الأحكام على إنجازات التلاميذ في وضعيات تقدير الانتاجات المركبة (تراكيب كتابية، صنع أشياء، متابعة إجراءات...).ويمكن أن نوجز مزايا قوائم التقدير في مجال التقويم التربوي كما يلي:

-ذات درجة ثابتة وملائمة للتقويمات التي يعطيها أفراد مختلفين، بالأحرى سهولة كبيرة في الاتفاق في نوعية الأحكام التي نصدرها على كفاءة التلميذ.

-نوعية التغذية الراجعة المقدمة للتلاميذ، فعندما نستخدم قوائم التقدير المختلفة يمكن أن نساعد التلميذ على التعلم.

-ذات طابع معياري المحك وليس معياري الجماعة، بحيث تصف أداء التلميذ بالمقارنة إلى معايير خارجية.

-تتطلب خبرة من الأشخاص الذين يقومون ببنائها، وكذا مستخدميها.

3. المقابلة

 تعتبر من الأساليب التي تمكن المدرس من الوصول إلى معرفة التغيرات السلوكية التي تحدثها العملية التعليمية التي يقوم بتنفيذ محتواها كما أنها طريقة للتعبير والإفصاح عن بعض العراقيل التي تعتريها، وتكون هذه المقابلة في ظروف ملائمة يلعب فيها المدرس دور المرشد النفسي وهي التي تمكنه من الوصول إلى معرفة رغباته. كما أنها أسلوب بجعل التلاميذ أكثر مشاركة دخل القسم الدراسي حيث يصبحون أكثر انفتاحا على المعلم كما يمكن استعمال المقابلة في بعض الحالات التي لا تكون للتلاميذ القدرة على الإجابة عن طريق الاختبارات المقالية أو الموضوعية.

4. دراسة الحالة

كثيرا ما يلاحظ المدرس أن تلاميذه بعيدي الفهم ويعانون حالة التأخر عن باقي زملائه ولهذا يلجا إلى دراسة حالته لجمع البيانات اللازمة والمتعلقة بحالته الأسرية أو الدخل المادي للوالدين ،أو المستوى الثقافي لهما وهذا من أجل وضع خطة قصد معالجة هذا التأخر والعمل على تحقيق الأهداف التربوية المرجوة .( الظاهر ،2002، ص18.)

5. المقاييس

إن تنوع المخرجات السلوكية المنتظرة من خلال العملية التعليمية (مخرجات في الجانب المعرفي، الجانب الوجداني، الحس الحركي) استوجب العمل بأساليب تقويمية توافق هذه المخرجات ، مقاييس القدرات ، مقاييس الميول، مقاييس الاتجاهات ، مقاييس القيم، مقاييس الشخصية.

أ-مقاييس الذكاء: ويلجأ المدرس لهذه المقاييس لمعرفة المستوى العقلي للتلاميذ ومدى تكيفهم مع المواقف الجديدة أو كما يرى " بنيهBinet" أن الذكاء هو القدرة على الفهم الجيد والحكم على الأشياء والتفكير العملي السليم والتأقلم حسب الظروف للوصول إلى التشخيص الحقيقي لقدراتهم واكتشاف الفروق الفردية بين تلاميذه ليسهل ذلك منح التقديرات الملائمة لهم وتسطير برامج الدعم .( ماهر،  2003، ص41.)

ب- مقاييس القدرات: حيث تمكن المدرس من وضع تلاميذه في مواقف تعليمية تلائمهم، ويرى " (دريفر،Drever):" أن القدرات هي القوة في أداء العمل البدني أو العقلي قبل أو بعد التدريب" حيث يتمكن المدرس من معرفة قدرة تلاميذه الجسدية أو الحسية أو الإجتماعية أو العددية والحسابية وهذا ما يسمح له بالتخطيط للسير في درس جديد بناءا على هذه القدرات كالقدرة على حل بعض المسائل الرياضية التي تعتبر كمدخلات للوحدة الجديدة .( الظاهر، 2002،  ص37).

ج- مقاييس الميول: حيث بواسطتها يكتشف المدرس مدى إقبال تلاميذه لمادة من المواد الدراسية والميل هو انتباه التلاميذ لمواضيع أو مواد تثير وجدانهم وعرفه "( ولسون، Wilson ) بالشعور الداخلي الذي يجذب الانتباه والاهتمام نحو موضوع معين فيشعر المتعلم بقدر الإرتياح. هذا ما يؤكد حاجة المدرس إلى هذه المقاييس حيث تمكنه من قياس وتقويم شعور تلاميذه بالراحة والاطمئنان وهو ما يولد الرغبة في التعلم ويرى ( سترونغ ، Strong ):" إن علامة الطالب تتوقف على قدرته وإختياره لمواضيع محددة تعتمد على ميوله ولا تعتبر الكفاءة في العمل أو التقدم في الدراسة وحدهما كافيان للحكم على نجاح التلميذ ولكن النجاح ما يحقق السعادة للفرد" .

أما ( سبوبر، Super )" فقد حدد بعض المظاهر التي تأكد ميل الفرد نحو الموضوع كالتعبير اللغوي عنه أو ما يظهر من خلال نشاط الفرد أو ما يمكن إبرازه من خلال هذه المقاييس.

د- مقاييس الاتجاهات: إن الوصول إلى تحقيق الأهداف التربوية يمر بالاتجاه الإيجابي للتحصيل لدى التلاميذ ومعرفة المدرس لاتجاهات تلاميذهم نحو التدريس أمر ضروري، باعتبار الاتجاهات حالة من الاستعداد العقلي والانفعالي للسلوك نحو موضوع معين وعرفها ( ألبورت، Alport):" حالة تأثير توجيهي أو دينامي على استجابة الفرد لجميع الموضوعات" .( ( الظاهر، 2002، ص ص37-42).

فالاتجاهات عبارة عن خط مستقيم يربط نقطتين تمثل الأولى فيهما أعلى درجة قبول للموضوع، في حين تعبر الأخرى عن أعلى درجة رفضه ويكون منتصفهما هو الحياد التام.

قبول تام               نحو القبول          الحياد               الرفض             رفض تام

وتمكن هذه المقاييس المدرس من تقويم الجانب الانفعالي من خلال اكتشاف رغبة التلاميذ أو نفورهم من موضوع أو مادة دراسية، ومن تقويم الجانب المعرفي من خلال اكتساب التلاميذ للمعلومات اللازمة عن الموضوع، أو من خلال ما يظهر على أداء التلاميذ فعادة ما يكون الأداء إيجابيا حين تكون اتجاهات التلاميذ نحو المادة إيجابية، ويكون سالبا عندما تكون اتجاهاتهم سالبة.

ويمكن للمدرس الاعتماد على سلالم الاتجاهات كالمقارنة المزدوجة حسب " ثيرستون" والتي تنطلق من طرح الأسئلة وعرض الإجابات على محكات تظهر الاتجاه الإيجابي والسلبي أو الترتيب حسب الأفضلية وفق طريقة " أوزجود" وهو ترتيب المواضيع وفقا لأفضليتها .( سمارة  وآخرون، 1989، ص21).

هـ- مقاييس القيم: انطلاقا من كون المحتوى التعليمي الذي يرغب المدرس في تحقيقه وتصبوا إليه الأهداف التربوية عبارة عن مجموعة من القيم وبالتالي على المدرس تقويم تلاميذه في هذا الجانب كقياسه للقيم النظرية الكامنة في البحث عن الحقيقة والمعلومات أو القيم الاقتصادية والجمالية والقيم الدينية والاجتماعية،وتوفير الظروف المؤدية لتحقيقها.

و- مقاييس الشخصية: لا توقف مهام المدرس في إيصال المعلومات وتحيق الأهداف في هذا الجانب بل تمتد إلى معرفته للخصائص الشخصية المتعلمين حيث يمكنه ذلك تخطيط دروسه بصورة جيدة ،واكتشاف مدى تكيف تلاميذه مع المواقف التعليمية ومحاولة حل المشكلات التي تظهر في بروز شخصيات غير سوية بمساعدة المؤهلين بذلك ويشير " توماس" و" شس"1977Tomas et Ches"   أن خصائص شخصية الفرد هي المحددة لنجاحه الدراسي كضعف الضبط الداخلي والتحمل الضعيف للإحباط القلق الزائد، نقص الدافعية لتعلم، مما يشكل عاملا يؤدي إلى ظهور الفشل الدراسي والرسوب.( الظاهر 2002، ص49)

 لهذا يمكن للمدرس الاعتماد على بعض الاختبارات الشخصية لإبراز هذه العوائق لمحاولة إيجاد الطرق المناسبة للتعلم الجيد وإكشاف التكيف في الوسط المدرسي وسلوكات التلاميذ خارج المؤسسات التعليمية والحالة الإنفعالية لهم ويمكن للمدرس الاعتماد على بعض الأساليب منها:

- الإجابة على الاستبيانات التي تشمل مجموعة بنود تشمل الصفات المرغوب دراستها.

- يمكن الاعتماد على الملاحظة بشكليها المقصودة والغير مقصودة.

- يمكن الاعتماد على الطرق الإسقاطية لمجموعة كلمات أو عبارات أو صور.

- القيام بمقابلات مع التلاميذ وذلك قصد اكتشاف حالاتهم الانفعالية ومزاج شخصيتهم.( ماهر، إسماعيل ومحمود كامل، الرافعي،2001،ص109)