2. شروط تنمية الشخصية:

تعلمنا تجارب الامم السابقة أن أفضل طريقة لمواجهة الخارج وضغوطه الصعبة هي تدعيم الداخل وإصلاح الذات واكتساب عادات جديدة ثم يأتي بعد ذلك النصر والتمكين. وفيما يلي عرض لأهم شروط تنمية الشخصية:

الهدف الأسمى:

ونقصدبذلك الهدف الأعلى الذي يسمو فوق المصالح المادية والغاية الدنيوية، ولا يواجه المسلم مشكلة في تحديد الهدفالأكبر في وجوده، ولكن المشكلة تكمن في الغرق في تفاصيل لحياة وتعقيداتها ، وبالتالي يصبح احساسنا وشعورنا للهدف ضعيفا رتيبا، مما يجعل توليده للطاقة التغييرية لا تصل الى المستوى المجدي لتنمية الذات.

المسؤولية:

حين يشعر الانسان بجسامة الامانة المنوطة به، تنفتح له آفاق لا حدود لها للمبادرة للقيام بشيء ما، يجب أن يضع نصب عينيه اللحظة التي سيقف فيها بين يدي الله عزوجل فيسأله عما كان منه، أن علينا أن نوقن أن التقزم الذي نراه اليوم في كثير من الناس ما هو الا وليد تبلد الاحساس بالمسؤولية عن أي شيء.

التغيير:

يظن كثير من الناس أن وضعه الحالي جيد ومقبول أو أنه ليس الأسوأ على كل حال، وبعضهم يعتقد أن ظروفه سيئة وإمكانياته محدودة ، ولذلك فإن ما هو فيه لا يمكن تغييره ، والحقيقة، أن الانسان يتطلع الى التفوق على ذاته والتغلب على المشكلات من أمامه سوف يجد أن إمكانيات التحسين أمامه مفتوحة مهما كانت ظروفه.

الإرادة:

وهي شرط لكل تغيير، بل وشرط لكل ثبات واستقامة، وفي هذا السياق فإن الرياضي يعطينا نموذجا رائعا في ارادة الاستمرار، فهو يتدرب لإكساب اللياقة البدنية و المهارية و الخططية .... وغيرها، وهكذا فإن تنمية الشخصية ما هي الا استمرار في اكتساب عادات جيدة حميدة.