1. تأسيس كانت للقيم
1.7. الموقف الكانتي تحت مجهر النقد
(7) :الموقف الكانتي تحت مجهر النقد :
ماكس شيلر: انتقد صورية كانت واعتبر القيم التي دعا إليها نظرية تهمل مضمون القيم المادي لغرض التأكيد على أن القيم وليدة الإرادة ولا تتحكم فيها أية دوافع خارجية أخرى ، لكن شيلر يرى عكس ذلك فالقيم ليست صادرة عن إدراك عقلي ولا غايات ترمي وتحددها الإرادة عن طريق مسلماتها الخاصة للمبادئ الأخلاقية الموضوعية الثابتة ، إنما الإخلاق هي محل ادراك فكري أساسي – نشاط فكري – يحتوي الانفعالات والعواطف والرغبات والميول والسعي وراء اللذة ومن خلال كل هذا يعرف الشخص القيم ويلتزم بها (1) ومنه لا يمكن إنكار دور العواطف والدوافع المادية والروحية الكامنة في الذات البشرية التي تجعل منه الفاعل الأساسي في صناعة القيم وليس العقل المحض الذي جاء به كانت ولكون العاطفة الإنسانية مشتركة بين الناس فهذا يجعل منه مصدرا للقيم المشتركة الي بدورها تنصهر في واقع مادي تجريب يساهم هو كذلك في تطويرها وتنظيمها .
هابرماس : يرفض الادعاء الكانتي بالقدرة على امتلاك المطلق كون هذا الطرح يتعارض مع تطور اللوم وإثباتها على أنها قادرة على خدمة الإنسان معرفياً وماديا وكذلك أخلاقياً ، فالمعرفة تقد له حلولا تقنية تطبيقية تعالج مشكلاته وكذلك تقدم له ضوابط قيمية بفضل تطوراتها وعلاقاتها بكل مستويات الحياة ، فدور الفلسفة الحقيقي هو التوقف عن أدهائها على امتلاك المطلق والعمل على الانفتاح على العلوم والاستفادة منها ومسايرة تقدمها الذي يقدم دائما ً حلولاً أداتيه لا علاقة لها بالحلول النهائية المطلقة .
شوبنهاور : رفض هذه الأخلاق المتعالية الثابتة كونها تنفي إرادة الحياة وتقصي دورها في تمكين الإنسان من التأسيس للأخلاق التي يتحقق له البقاء هذه الغاية التي لا يمكن إلغائها في توجيه السلوك البشري وتحديد القيم ،هذه الأخيرة ستكون متغيرة ونسبية وفق متغيرات الواقع البشري حتى تقوي روابط الحياة وتغذي ذاتية الإنسان المتعددة الأبعاد