1. تأسيس كانت للقيم
1.1. الوظيفة الثنائية للنقد
2 ) الوظيفة الثنائية للنقد الكانتي : إذا كان النقد عند كانت ضرورة بنائية من خلالها يؤسس لعالم الأنوار عالم الإنسان المتعالي ، فلقد عرف النقد الكنتي بوظيفته الثنائية ،
1 -الوظيفة الأولى معرفية : التي حدد فيها الحود المعرفية للعقل والمرجعية التي يجب أن يرجع اليها في تأسيسه للمعرفة وهنا بين ان الأمر مرتبط بشكل أساسي بطبيعة موضوع المعرفة ، فإذا كانت الطبيعة هي موضع البحث فالعقل هنا ملزم بالالتزام بالمعطيات التي تقدمها له التجربة باعتماده للحواس وفق منهج تجريبي صارم مؤطر بمبادئ عقلية قبلية تكون بمثابة إطار منظم للعمل المعرفي وهذا يجعل العلاقة التي تربط العقل بالطبيعة تكاملية ، كون المقولات القبلية التي يمتلكها العقل مثل مقولة السببية ومقولتي المكان والزمان تساعد العقل على استنطاق الطبيعة وفهمها .، أما إذا كان موضع البحث نظريا فهنا يستقل أو ينفرد العقل لوحده بقيادة العمل المعرفي لكن دائما داخل إطار الإمكان ومقولات العقل
2 الوظيفة الثانية للنقد الكانتي فهي ترتكز على النقد العملي وذلك في مجال الأخلاق ومن خلال هذا النقد بيّن ضرورة وجود مرجعية أخلاقية للسلوك البشري ، لقد سعى كانت إلى تحديد طبيعة القواعد التي تنظم نظام القيم والمصدر الذي تنبثق منه ، ثم علاقة تلك القواعد بمختلف المطالب النفعية للإنسان وكذلك مدى إمكانية وجود التقاء الإنسانية على مبادئ قيمية ثابتة ومطلقة لا تتأثر بمختلف المتغيرات والمستجدات التي يعرفها تاريخ الإنسانية ، كانت وهو ينظّر للنظام ألقيمي بيّن كذلك المحرك الأساسي في الذات الإنسانية الذي يجعله يلتزم بالقواعد الأخلاقية كغاية في حدّ ذاتها .يعتبر هذا العمل الكانتي في مجال القيم بمثابة ثورة كوبيرنيكية في عالم الأخلاق من خلالها أراد أن يبيّن مكانة الإنسان في إدراك القيم ( الخير والشر ، الواجب وغيره من القيم التي تحكم عالم البشرية )ومنه يؤكد استقلالية الإنسان وقدرته على بناء نظام القيم دون الوقوع في تعارض مع الطبيعة الخارجية أو الطبيعة الداخلية المتعلقة به أو الدخول في صراعات بين بني البشر ، دون شك كانت وهو ينظر بهذا الطريقة لعال القيم كان يهدف إلى أبعاد معينة سنحاول التطرق إليها في المحطة الأخيرة من هذه المحاضرة .
يقول كانت في كتابه نقد العقل العملي المحض : (( القانون الأخلاقي هو ما نعيه مباشرة حالما نرسم نحن لأنفسنا مسلمات الإرادة والذي يقدّم نفسه لنا أولاً ، ثم إن العقل يقدمه مبدأً للتعيين مستقل تمام الاستقلال عن أي شروط حسيّة وهو يقودنا مباشرة إلى مفهوم الحرية ))