1. - تعريف التربية و أهم خصائصها
-1 تعريف التربية و أهم خصائصها
1-1 تعريف التربية لغة:
جاء في لسان العرب لابن منظور: "ربا، يربو بمعنى زاد ونما"
وفي القرآن الكريم، قال الله تعالى: ﴿ فَإِذَا أَنْزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ وَأَنْبَتَتْ مِنْ كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ﴾(الآية 5، سورة الحج)، بمعنى نمت وازدادت. وقوله تعالى: ﴿ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا﴾(الآية 24، سور الإسراء) أي أنشآني وكوناني.
وهي تعني بالمعنى الواسع تكوين الفرد وتنشئته عقليا وجسميا وأخلاقيا.
ويختلف تعريف التربية باختلاف وجهات النظر بحسب مجالاتها.
1-2 تعريف التربية اصطلاحا:
تتمثل التربية في ذلك العمل الواعي أو اللاواعي الذي يقوم به الكهول إزاء الأطفال قصد تعليمهم جملة من المعارف والقيم للاندماج في المجتمع.
ويقال أيضا أنها عملية صناعة الإنسان.
وهي في نظر أفلاطون: "أن تضفي على الجسم والنفس كل جمال وكمال ممكن لها".
يقول أبو حامد الغزالي أن صناعة التعليم هي أشرف الصناعات التي يستطيع الإنسان أن يحترفها وإن الغرض من التربية هي الفضيلة والتقرب إلى الله".
ويرى جون ديوي أن التربية هي "عملية مستمرة لإعادة بناء الخبرة، بهدف توسيع وتعميق مضمونها الاجتماعي".
ويقول أيضا: "التربية هي الحياة وهي عملية تكيف بين الفرد وبين بيئته".
وقد جاء تعريف اليونسكو في مؤتمرها بباريس للتربية على أنها "مجموع عمليات الحياة الاجتماعية التي عن طريقها يتعلم الأفراد والجماعات داخل مجتمعاتهم الوطنية والدولية ولصالحها أن ينمو وبوعي منهم كافة قدراتهم الشخصية واتجاهاتهم واستعداداتهم ومعارفهم وهذه العملية لا تقتصر على أنشطة بعينها".
ومن بين هذه التعاريف الحديثة للتربية فهي: عملية التكيف أو التفاعل بين الفرد وبيئته التي يعيش فيها .
1-3 أهم الخصائص المميزة لمفهوم التربية
- أنها عملية تكاملية :
أي أنها لا تقتصر على جانب واحد من جوانب شخصية الفرد، بل تتناول جميع جوانبه الجسمية و العقلية و النفسية و الخلقية، و أيضا فهي تربية لضميره و تسخير لعواطفه في مجال الخير و الابتعاد عن أعمال الشر و الانحراف.
- أنها عملية فردية اجتماعية :
فهي لا تقتصر على تنمية الفرد وحده، بل تتعداه إلى المجتمع ككل. فهي تنمي أفراد المجتمع و تجعل منهم مواطنين صالحين يعملون لرقي المجتمع الذي ينتمون إليه. وبالتالي فهي عملية تطبيع اجتماعي، يكتسب الفرد من خلالها صفته لإنسانية، عن طريق التنشئة الاجتماعية و التفاعل و التطبيع الاجتماعي.
- أنها تختلف باختلاف الزمان و المكان :
التربية عملية دائمة متغيرة ومتطورة، وما دام الذي يقوم بها هو العنصر البشري الذي يتصف بالتغيير حسب الظروف والمواقف، فهي دائما تختلف من عصر لعصر، ومن مجتمع لمجتمع، بل إنها تختلف في داخل المجتمع الواحد، من مكان لمكان و من مرحلة زمنية إلى مرحلة أخرى، ولذلك فإن من صفاتها إحداث التغير، كما أن من صفات التغير تطوير التربية.
- أنها عملية إنسانية :
فهي تختص بالإنسان، والإنسان مهنته التربية، فهي تخص الإنسان لأنه هو المربي، وهي تنظر إليه على أنه خليفة الله في الأرض، والذي فضله وكرمه على سائر مخلوقاته؛ وفي قوله تعالى: " ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات، و فضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلا ". وهي أيضا تهيئه للإيمان بالله وملائكته و كتبه و رسله والامتثال لأوامر خالقه و اجتناب نواهيه، وأن يعمل دائما مع أخيه الإنسان كأسنان المشط لا فرق بين أسود وأبيض، ولا فضل لأبيض على أسود إلا بالتقوى.
- أنها عملية مستمرة :
التربية تستمر باستمرار حياة الإنسان، فهو يطورها و يتطور بها و يتفاعل معها بحسب مستجدات و متطلبات الحياة نفسها،" أطلبوا العلم من المهد إلى اللحد "، حديث شريف