التربية : مفاهيم أولية
Site: | Plateforme pédagogique de l'Université Sétif2 |
Cours: | مدخل الى علوم التربية |
Livre: | التربية : مفاهيم أولية |
Imprimé par: | Visiteur anonyme |
Date: | Saturday 23 November 2024, 10:10 |
1. - تعريف التربية و أهم خصائصها
-1 تعريف التربية و أهم خصائصها
1-1 تعريف التربية لغة:
جاء في لسان العرب لابن منظور: "ربا، يربو بمعنى زاد ونما"
وفي القرآن الكريم، قال الله تعالى: ﴿ فَإِذَا أَنْزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ وَأَنْبَتَتْ مِنْ كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ﴾(الآية 5، سورة الحج)، بمعنى نمت وازدادت. وقوله تعالى: ﴿ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا﴾(الآية 24، سور الإسراء) أي أنشآني وكوناني.
وهي تعني بالمعنى الواسع تكوين الفرد وتنشئته عقليا وجسميا وأخلاقيا.
ويختلف تعريف التربية باختلاف وجهات النظر بحسب مجالاتها.
1-2 تعريف التربية اصطلاحا:
تتمثل التربية في ذلك العمل الواعي أو اللاواعي الذي يقوم به الكهول إزاء الأطفال قصد تعليمهم جملة من المعارف والقيم للاندماج في المجتمع.
ويقال أيضا أنها عملية صناعة الإنسان.
وهي في نظر أفلاطون: "أن تضفي على الجسم والنفس كل جمال وكمال ممكن لها".
يقول أبو حامد الغزالي أن صناعة التعليم هي أشرف الصناعات التي يستطيع الإنسان أن يحترفها وإن الغرض من التربية هي الفضيلة والتقرب إلى الله".
ويرى جون ديوي أن التربية هي "عملية مستمرة لإعادة بناء الخبرة، بهدف توسيع وتعميق مضمونها الاجتماعي".
ويقول أيضا: "التربية هي الحياة وهي عملية تكيف بين الفرد وبين بيئته".
وقد جاء تعريف اليونسكو في مؤتمرها بباريس للتربية على أنها "مجموع عمليات الحياة الاجتماعية التي عن طريقها يتعلم الأفراد والجماعات داخل مجتمعاتهم الوطنية والدولية ولصالحها أن ينمو وبوعي منهم كافة قدراتهم الشخصية واتجاهاتهم واستعداداتهم ومعارفهم وهذه العملية لا تقتصر على أنشطة بعينها".
ومن بين هذه التعاريف الحديثة للتربية فهي: عملية التكيف أو التفاعل بين الفرد وبيئته التي يعيش فيها .
1-3 أهم الخصائص المميزة لمفهوم التربية
- أنها عملية تكاملية :
أي أنها لا تقتصر على جانب واحد من جوانب شخصية الفرد، بل تتناول جميع جوانبه الجسمية و العقلية و النفسية و الخلقية، و أيضا فهي تربية لضميره و تسخير لعواطفه في مجال الخير و الابتعاد عن أعمال الشر و الانحراف.
- أنها عملية فردية اجتماعية :
فهي لا تقتصر على تنمية الفرد وحده، بل تتعداه إلى المجتمع ككل. فهي تنمي أفراد المجتمع و تجعل منهم مواطنين صالحين يعملون لرقي المجتمع الذي ينتمون إليه. وبالتالي فهي عملية تطبيع اجتماعي، يكتسب الفرد من خلالها صفته لإنسانية، عن طريق التنشئة الاجتماعية و التفاعل و التطبيع الاجتماعي.
- أنها تختلف باختلاف الزمان و المكان :
التربية عملية دائمة متغيرة ومتطورة، وما دام الذي يقوم بها هو العنصر البشري الذي يتصف بالتغيير حسب الظروف والمواقف، فهي دائما تختلف من عصر لعصر، ومن مجتمع لمجتمع، بل إنها تختلف في داخل المجتمع الواحد، من مكان لمكان و من مرحلة زمنية إلى مرحلة أخرى، ولذلك فإن من صفاتها إحداث التغير، كما أن من صفات التغير تطوير التربية.
- أنها عملية إنسانية :
فهي تختص بالإنسان، والإنسان مهنته التربية، فهي تخص الإنسان لأنه هو المربي، وهي تنظر إليه على أنه خليفة الله في الأرض، والذي فضله وكرمه على سائر مخلوقاته؛ وفي قوله تعالى: " ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات، و فضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلا ". وهي أيضا تهيئه للإيمان بالله وملائكته و كتبه و رسله والامتثال لأوامر خالقه و اجتناب نواهيه، وأن يعمل دائما مع أخيه الإنسان كأسنان المشط لا فرق بين أسود وأبيض، ولا فضل لأبيض على أسود إلا بالتقوى.
- أنها عملية مستمرة :
التربية تستمر باستمرار حياة الإنسان، فهو يطورها و يتطور بها و يتفاعل معها بحسب مستجدات و متطلبات الحياة نفسها،" أطلبوا العلم من المهد إلى اللحد "، حديث شريف
2. أهمية التربية و أهدافها
-1 أهمية التربية
تكمن أهمية التربية في أنها عملية ضرورية للفرد والمجتمع حيث أنها تعمل على تنمية الإنسان في جميع النواحي ليكون فردا صالحا لمجتمعه وبالتالي تتطور الشعوب وترقى اجتماعيا واقتصاديا، تنقل المبادئ والأفكار للأجيال اللاحقة فهو وسيلة اتصال فعالة بين الأفراد تعمل على استمرارية ثقافة المجتمع ثم إنها عامل أساسي في بناء الدولة العصرية المتحضرة.
2-أهداف التربية
1- الهدف السلوكي: فالتربية تسعى إلى صقل وتوجيه سلوك الأفراد ليكونوا قادرين على ]كسب الرزق- اكتساب الأنماط السلوكية والمهارات- تنقية السلوك من الشوائب [.
2- الهدف الديني : فالتربية تركز على تعزيز تعاليم الديانات السماوية في نفس الإنسان في مختلف مراحل عمره باعتبارها أساسا مهما في البناء الروحي للإنسان إضافة إلى تعزيز القيم التي يتقرب بها الإنسان إلى ربه .
3- الهدف الاجتماعي التنموي: وذلك من خلال تنمية قدرات الفرد ومواهبه ومساعدته على التكيف مع عادات مجتمعه ليكون قادرا على البناء والمساهمة الإيجابية في الارتقاء بالمجتمع.
4- الهدف العلمي: ويتحقق ذلك من خلال نقل المعارف والعلوم إلى المتعلم وتأهيله للحياة.
5- الهدف الديناميكي: ونقصد به أن التربية تسعى إلى مواكبة التغيرات والتطورات العلمية والسلوكية وتعمل على تهيئة الإنسان لمواكبتها والتكيف معها، لذا فهي تحقق أهداف متجددة ومتغيرة من أجل مستقبل أفضل للإنسان وللمجتمع.
6- الهدف الوطني القومي: ويتحقق من خلال تركيز المربين على الأسس التي تحافظ على التراث القومي والوطني من خلال تدريس اللغة والتاريخ والجغرافيا والتربية الوطنية وذلك من أجل تجميع الناس حول هويتهم وقوميتهم وتاريخهم وتراثهم وإعداد المواطن الصالح.
من خلال ما تقدم لا يمكننا اعتبار هدف واحد من الأهداف سابقة الذكر هدفا رئيسا وإنما تتكامل الأهداف وتصلح إذا اجتمعت، كما لا يمكن الجزم بصلاحية إحداها لأمة دون أخرى أو لزمن دون زمن
3. أهم المفاهيم المرتبطة بالتربية:
يعج حقل التربية بالمفاهيم المتعلقة بمختلف الممارسات التربوية وهي مفاتيح ضرورية يجب معرفتها لولوج عالم التربية والتعليم.
3-1 مفهوم البيداغوجيا:
عرف هذا المفهوم عند اليونان ويعني: العبد الذي كان يرافق الأطفال إلى المدرسة: (بيدا) وتعني الطفل و(غوجي) وتعني القيادة والسياقة.
يرى إيميل دوركايم أن البيداغوجيا نظرية تطبيقية للتربية تعتمد مفاهيمها من علم النفس وعلم الاجتماع.
أما روني أوبير فيرى أنها ليست علما ولا تقنية ولا فلسفة ولا فنا، بل هي هذا كله منظم وفق تمفصلات منطقية.
ويعتبر فولكيي (Foulquié) أن البيداغوجيا أو علم التربية ذات بعد نظري وتهدف إلى تحقيق تراكم معرفي، أي تجميع الحقائق حول المناهج والتقنيات والظواهر التربوية.
وعموما تعني فالبيداغوجيا نظرية تطبيقية للتربية تهتم بالحث عن أنجع الطرق والأساليب التي تساعد للمربي في القيام بمهمته، بأن يتكلم في طرق التدريس وأدواته.
3-2 مفهوم الديداكيك:
أصل الكلمة يوناني ويقصد بها "درس أو علم".
وهي شق من البيداغوجيا موضوعه التدريس، وهي أسلوب لتحليل الظواهر التعليمية. ويختص على إيجاد حلول منطقية للمشكلات التي تعترض الأفراد أثناء مراحل تعلمهم. فهي تهتم بالجانب العملي من العملية التعليمية.
ويعرفها روشلين(REUCHLIN) على أنها مجموع الطرائق والتقنيات والوسائل التي تساعد على تدريس مادة معينة.
كما يرى ب. جاسمان(B.JASMIN) أنها آلية تفكير في المواد الدراسية بهدف تيسيرها والوصول إلى طريقة عملية فاعلة لتدريسها.
فالديداكتيك إذن علم في خدمة البيداغوجيا موضوعه إعداد وتقويم الاستراتيجيات البيداغوجيا لبلوغ أهداف المنظومة التربوية وهي تستمد مقتضياتها من مختلف العلوم والميادين المتعلقة بالتربية والتعليم.
3-3 مفهوم التعلم:
هو العلم الذي يبحث في اكتشاف القوانين التي تحكم ظاهرة تغيير في سلوك الأفراد والتعلم عملية مقصودة تتميز من القوانين التي يكشف عنها علم التعليم، فالتعلم علم والتعليم تكنولوجيا من حيث أن التعليم تطبيق وتوظيف ما كشف عنه العلم من مواقف حياتية
يعرفه نواف أحمد سمارة وعبد السلام موسى العديلي "مفاهيم ومصطلحات في العلوم التربوية" على أنه: "عملية عقلية داخلية يستدل على حدوثها عن طريق آثارها، أو النتائج المترتبة عليها، وذلك في صورة تغير يطرأ على أداء أو سلوك الفرد نتيجة الخبرة أو الممارسة أو التدريب أو التمرين
تعريف دود ورث: إن التعلم هو نشاط يقوم به الفرد ويؤثر في نشاطه المقبل.
تعريف مَن: إن التعلم هو عبارة عن عملية تعديل في السلوك أو الخبرة.
تعريف جيتس: إن التعلم هو عملية اكتساب الوسائل المساعدة على إشباع الحاجات وتحقيق الأهداف وهو غالبا ما يأخذ أسلوب حل المشكلات
3-4 مفهوم التعليم:
يرى القضاه و الترتوري أنه:
يستخدم مصطلح التعليم للدلالة على العمليات التي يقوم بها المعلم في التعليم النظامي لنقل المعلومات إلى الطلبة.
ويعرفه نواف أحمد سمارة وعبد السلام موسى العديلي بأنه: إحدى حالات التدريس التي يعتمد فيها إيصال المعلومات على التفاعل بين المعلم أو طالب أو أكثر، والتعليم هو نوع من أنواع التدريس.
ويمكن تعريف التعليم على النحول التالي: هو عملية نقل المعارف والمعلومات من المعلم للمتعلم في موقف يؤثر فيه المعلم على التلميذ. والغرض الأساسي من هذه الممارسة هو مساعدة المتعلم على النمو الشامل والمتكامل بتوفير الشروط المالية والنفسية الضرورية.
3-5 مفهوم التدريس:
يرى القضاه والترتوري أنه:
يستخدم هذا المفهوم للدلالة على العمليات التي يقوم بها المدرس مع الطلبة في المراحل التعليمية المتقدمة أو يستخدم للدلالة على التفاعل بين المدرس وطلابه خلال القاعات التدريسية أو المحاضرات أو من خلال المختبرات التعليمية.
ويعرفه نواف والعديلي على أنه: "مجموع الإجراءات والنشاطات التعليمية التعلمية المقصودة والمتوافرة من قبل المعلم والتي يتم من خلالها التفاعل بينه وبين الطلبة بغية تسهيل عملية التعلم وتحقيق النمو الشامل والمتكامل للمتعلم".
ويحدده يوسف قطامي وآخرون على "أنه عملية منتظمة محكومة بأهداف ومستندة إلى أسس نظرية نموذجية تهدف إلى اعتبار مكونات منظومة التدريس وخصائص الطلبة والمدرسين والمحتوى التدريسي وفق منظومة
فاعلة لتحقيق التطور والتكامل في العملية التدريسية وبهدف تربوي عام لتحقيق أهداف المخططات التدريسية
3-6 مفهوم المنهج
يعرف المنهج على أنه جميع الخبرات التربوية التي تقدمها المدرسة إلى التلاميذ داخل الفصل أو خارجه وفق اهداف محددة وتحت قيادة سليمة لتساعد على تحقق النمو الشامل من جميع النواحي الجسمية والعقلية والاجتماعية والنفسية
وقد عرفه روز نجلي بأنه جميع الخبرات المخططة التي توفرها المدرسة لمساعدة الطلبة في تحقيق النتاجات التعليمية المنشودة إلى أفضل ما تستطيعه قدراتهم .
وعرفه استيفان روميني بانه كل دراسة أو نشاط أو خبرة يكتسبها أو يقوم بها التلميذ تحت إشراف المدرسة وتوجيهها سواء كان في داخل الفصل أو خارجه .
وعرفه كيلي كل ما يحدث للأطفال في المدرسة نتيجة ما يعد له المدرسون .
وعرفه دول أنه كل الخبرات التربوية التي تتضمنها المدرسة أو الهيئة أو المؤسسة تحت إشراف ورقابة وتوجيه معين .
وعرفه ريجان بأنه جميع الخبرات التربوية التي تاتي إلى المدرسة وتعتبر المدرسة مسؤولة عنها
إن جميع التعريفات وان اختلفت في مضمونها إلا انها تتضمن في مجموعها واتجاهاتها الأهداف والمحتوى والطرق والوسائل ثم التقويم .
3-7 مفهوم علوم التربية
تفتقر علوم التربيّة إلى تعريف واحد موحد، ويعود ذلك إلى تباين منطلقات أصحابها الفكرية والنظرية وإلى تصوراتهم
للحقل التربوي المتشعب المكونات .
أن علوم التربيّة تتكون من مجموع الاختصاصات التي تدرس ظروف تواجد الوضعيّات والوقائع يرى ميالاري
التربوية واشتغالها وتطورها
تهتم علوم التربية بالعلاقات بين الظواهر التربوية والأطر التي تنتسب إليها أو تتنزل فيها.
تندرج التربية، من هذا المنظور، ضمن سيرورة تاريخيّة يكشف عنها البحث العلمي وتتلون بالمتغيرات الاجتماعية والاقتصادية وما يبلغه المجتمع من مستويات نفسيّة وما يتسم به من خصائص سياسيّة. وتأتي العلوم لضبطها وتفسير اشتغالها
يضبط أفنزيني موضوع علوم التربية بقوله هو جمع إسهامات العلوم وتوظيف تنوع إضافاتها وحملها
الظاهرة التربوية ولا يعني ذلك تصفيف هذه العلوم جنبا إلى جنب بل الانتقال من تعدّد الاختصاصات
إلى تداخلها و تفاعلها
يخلق تنوع المجالات والتصورات إذن تنوعا في المقاربات التي تفرزها علوم التربيّة