5. توحد مملكة الكانم والبورنو وسقوطها
ينقسم تاريخ مملكة كانم- برنو إلى عصرين بارزين، ويمتد من قيام مملكة الكانم من حوالي800م إلى نهاية القرن الرابع عشر حوالي سنة 1380م، ومن هذا التاريخ يبدأ العصر البرنوي إلى غاية تعرضها للاستعمار الأوروبي أواخر القرن التسع عشر . ويعود سبب توحد مملكة الكانم مع البرنو مملكة كانم –برنو إلى الهجمات التي تعرضت لها من قبائل الساو التي كانت تتحكم في منطقة بحيرة تشاد قديما، لكن قضت عليهم مملكة الكانم ، ثم ما لبثت أن دخلت في نضال آخر مع قبائل البولالا وهو ما اضطر إلى تغيير قاعدة المملكة إلى منطقة البرنو، وهو العصر البرنوي عندما اضطر ملوك كانم إلى ترك عاصمتهم نجيمي بكانم، والانتقال إلى أرض البرنو في إمبراطورية واحدة، ويعتبر علي غازي بن دوناما (1476- 1503م) المؤسس الحقيقي للدولة الجديدة، فقد استطاع أن يقضي على الحروب الداخلية وان ينشئ نظاما إداريا مستقلا ، ومد نفوذه إلى بعض دول الهوسا. وخلف علي غازي ابنه "إدريس "(1503_1526م) ، وبعد إدريس اعتلى الحكم ابنه " إدريس علومة"(1570-1602م) وفي عهده عرفت الأسرة السيفية قمة المجد.
ومع بداية القرن 17م بدأ التدهور والانحطاط يدب في المملكة، وواجهة خطرا جديدا وهو خطر الفولانيين بزعامة الشيخ دان عثمان فوديو ، الذي قام بحركته القوية. غير أن ظهور الشيخ الأمين الكانمي في تلك الفترة أنقذ المملكة من السقوط في أيدي الفولانيين وأحفاده وأصبح يطلق على الحاكم صفة الشيخ بدلا من الماي، وفي نهاية القرن19 بدأت طلائع الاستعمار وتزامن ذلك مع حركة الأمير رابح بن فضل الله الذي قدم من السودان الشرقي وغزا مملكة كانم-برنو عام 1893مما دفع سلطانها عقد تحالفات مع القوى الغازية، وفي عام1884 انتهى الأمر إلى تقسيم مملكة كانم برنو بين فرنسا وانجلترا وألمانيا بعد حوالي 12قرنا من الزمن.