2. مدرسة الجشطالت
لفظة الجشطالت، لفظة ألمانية معناها الصيغة أو الشكل أو التنظيم، ولعل تسميتها بهذا الاسم توضح لنا الاتجاه الذى اتخذته في دراسة علم النفس، لذا اهتمت بدراسة خبرات الإنسان والأشكال التى تتخذها هذه الخبرات والقوانين التى تحكم تكوين هذه الأشكال.
ومن أعلام هذه المدرسة كوفكا Koffka (1886م - 1941م)، وكوهلر سنة 1887م، وورثيمر Wertheimer.
استمدت مدرسة الجشطالت بعض آرائها من العلوم الطبيعية، كاعتبار الكائن الحى يعيش في مجال من القوى المؤثرة عليه، والتى ينبعث بعضها منه، وبعضها من البيئة فتشكل أسلوب السلوك.
عارض أصحاب هذه المدرسة كلاً من المدرسة الارتباطية والسلوكية، وذهبوا إلى أنه من الخطأ تقسيم العلميات النفسية إلى أجزائها الأساسية، مثل: الإحساسات الأولية - المنبهات والاستجابات، وأكدوا أن الخبرة النفسية في كليتها أمر يختلف عن مجرد مجموع الأجزاء التى تتكون منها.
وترى هذه المدرسة أن الظواهر النفسية عبارة عن وحدات منظمة، وليست مجموعات من عناصر أو أجزاء متراصة.
ورأت مدرسة الجشطالت أن مهمة علم النفس، هى: دراسة كيفية انتظام الخبرات في أشكال وصيغ معينة، وليس تحليلها إلى مثيرات واستجابات؟.
وكان لتجاربهم وبحوثهم في الإدراك والتعلم أثرًا كبيرًا في مجالات التربية، وعلم النفس التطبيقى، كالنظر إلى شخصية التلميذ كوحدة، والنظر إلى حالة المريض نفسيًا نظرة كلية تتناول كل ظروف حياته.
وفي سنة 1861م، وضع وليم فوندت، أول جهاز في خدمة البحث النفسى التجريبى، وفي سنة 1879م، أسس معمل علم النفس، واعتبر تاريخًا لاستقلال علم النفس عن الفلسفة.
وقد كان لإنشاء مختبرات لدراسة الظواهر النفسية وتجهيزها بأدوات البحث الضرورية أهمية كبيرة على صعيد انفصال علم النفس عن الفلسفة والعلوم الأخرى.
ولكن ذلك يجب ألا ينسينا نشاطات الأجيال من العلماء وفضلهم على هذا العلم وتأثيرهم على رواده الأولين.