مدارس علم النفس
Site: | Plateforme pédagogique de l'Université Sétif2 |
Cours: | مدخل الى علم النفس |
Livre: | مدارس علم النفس |
Imprimé par: | Visiteur anonyme |
Date: | Friday 22 November 2024, 01:51 |
1. المدرسة البنائية
ومن أشهر رواد هذه المدرسة الفيلسوف والعالم النفسى الأمريكى وليم جيمس.
ولقد تأثر وليم جيمس، بنظرية داروين Darwin، في الإنجاب الطبيعى، فكان يرى أن الشعور الإنسانى قد نشأ وتطور، لأنه أدى وظيفة هامة للإنسان، ومن أقواله المشهورة: إن تفكيرى هو أولاً وأخيرًا ودائمًا، من أجل فعلى - أى أن وظيفة التفكير هى إحداث سلوك مفيد.
وترى هذه المدرسة أن علم النفس يبحث دور الشعور في التكيف مع البيئة وهذا يوضح تأثير دارون، فالشعور هو إحدى الوسائل التى يستعين بها الإنسان حتى يتكيف مع بيئته، وذلك بالتعاون مع تكوينه الجسمى.
وبالتالى حتى نفهم الشعور لابد أن نهتم بما يجرى في البيئة المحيطة بالإنسان، فإحساس الإنسان بالسرور والألم مرتبط بما يحدث خارج الإنسان نفسه، فلو كنت تهدف إلى تحقيق شئ معين واعترضك عائق، فإنك تشعر بعدم الارتياح، أما إذا وصلت إلى هدفك، فإنك تشعر بالسرور.
وقد استخدمت المدرسة الوظيفية الاستيطان في البحث، ولكنها أدخلت أيضًا إلى علم النفس استخدام الملاحظة في دراسة السلوك، كما اهتمت أيضًا بتطبيق علم النفس في مجالات عملية، مثل: التعليم
2. مدرسة الجشطالت
لفظة الجشطالت، لفظة ألمانية معناها الصيغة أو الشكل أو التنظيم، ولعل تسميتها بهذا الاسم توضح لنا الاتجاه الذى اتخذته في دراسة علم النفس، لذا اهتمت بدراسة خبرات الإنسان والأشكال التى تتخذها هذه الخبرات والقوانين التى تحكم تكوين هذه الأشكال.
ومن أعلام هذه المدرسة كوفكا Koffka (1886م - 1941م)، وكوهلر سنة 1887م، وورثيمر Wertheimer.
استمدت مدرسة الجشطالت بعض آرائها من العلوم الطبيعية، كاعتبار الكائن الحى يعيش في مجال من القوى المؤثرة عليه، والتى ينبعث بعضها منه، وبعضها من البيئة فتشكل أسلوب السلوك.
عارض أصحاب هذه المدرسة كلاً من المدرسة الارتباطية والسلوكية، وذهبوا إلى أنه من الخطأ تقسيم العلميات النفسية إلى أجزائها الأساسية، مثل: الإحساسات الأولية - المنبهات والاستجابات، وأكدوا أن الخبرة النفسية في كليتها أمر يختلف عن مجرد مجموع الأجزاء التى تتكون منها.
وترى هذه المدرسة أن الظواهر النفسية عبارة عن وحدات منظمة، وليست مجموعات من عناصر أو أجزاء متراصة.
ورأت مدرسة الجشطالت أن مهمة علم النفس، هى: دراسة كيفية انتظام الخبرات في أشكال وصيغ معينة، وليس تحليلها إلى مثيرات واستجابات؟.
وكان لتجاربهم وبحوثهم في الإدراك والتعلم أثرًا كبيرًا في مجالات التربية، وعلم النفس التطبيقى، كالنظر إلى شخصية التلميذ كوحدة، والنظر إلى حالة المريض نفسيًا نظرة كلية تتناول كل ظروف حياته.
وفي سنة 1861م، وضع وليم فوندت، أول جهاز في خدمة البحث النفسى التجريبى، وفي سنة 1879م، أسس معمل علم النفس، واعتبر تاريخًا لاستقلال علم النفس عن الفلسفة.
وقد كان لإنشاء مختبرات لدراسة الظواهر النفسية وتجهيزها بأدوات البحث الضرورية أهمية كبيرة على صعيد انفصال علم النفس عن الفلسفة والعلوم الأخرى.
ولكن ذلك يجب ألا ينسينا نشاطات الأجيال من العلماء وفضلهم على هذا العلم وتأثيرهم على رواده الأولين.
3. المدرسة السلوكية
أسسها عالم النفس الأمريكى وطسون (1878م - 1958م)، وثورنديك، وبافلوف.
وتنظر هذه المدرسة إلى الكائن الحى على أنه آلة ميكانيكية معقدة لا تحركه دوافع موجهه نحو غاية، وإنما يوجد مثيرات فيزيقية تصدر عنها استجابات عضلية وغدية مختلفة.
وترى هذه المدرسة، أن يُقتصر في دراسة علم النفس على دراسة هذه الاستجابات الموضوعية الظاهرة عن طريق الملاحظة الموضوعية أو العلمية، ولا يهمها هنا خبرة الإنسان - الشعور الذى يمر به أثناء القيام بهذه الملاحظة العلمية.
وهذه المدرسة تغالى في تأكيد تأثير البيئة والتربية في نمو الإنسان، وتغض الطرف عن تأثير الوراثة، ولذا يقول واطسون، في مقولته الشهيرة: أعطونى خمسة أطفال أصحاء أسوياء التكوين فسأختار أحدهم جزافًا، ثم أدربه، فأصنع منه ما أريد طبيبًا أو فنانًا أو عالمـًا أو تاجرًا أو لصًا … بغض النظر عن ميوله وسلالة أسلافه.
وتهتم المدرسة السلوكية بعملية التعلم، كما أن العادات وتكوينها هى محور علم النفس في تصورهم.
وتتفق المدرسة السلوكية مع المدرسة الارتباطية في أنها تنكر وجود قدرات واستعدادات فطرية.
وبالغ رواد المدرسة السلوكية في تفسير السلوك على أساس كونه سلسلة الأفعال المنعكسة، وما يحدث لهذه الأفعال من ترابطات … إلا أنه يؤخذ على هذه الأراء اتصافها بالجمود والآليه، وتجاهلها للتفاعلات النفسية الداخلية التى لا نلاحظها في السلوك الظاهر.
4. مدرسة التحليل النفسي
ويعتبر مؤسس هذه المدرسة سيجموند فرويد Sigmund Freud، هوطبيب نمساوى من فريبورج بمنطقة مورافيا من والدين يهوديين (1856م - 1939م) نظرًا لطبيعة دراسته للمرضى العصبين، وهو الذى استطاع الكشف عن الجانب اللاشعورى من النفس.
أكد فرويد، على أهمية الحاجات النفسية، وما ينتابها من مقاومة، وما ينشأ عنها من ضغط وكبت - خصوصًا في أيام الطفولة المبكرة.
وتؤكد مدرسة التحليل النفسى على أهمية الحاجة إلى تعويض مشاعر النقص، وما ينشأ عنها من دافع للسيطرة والتفوق.
وركزت هذه المدرسة جهودها على تأكيد أثر الدوافع اللاشعورية على السلوك الإنسانى، وذلك لأن معرفة الدوافع اللاشعورية، عامل هام وحيوى في فهم الشخصية، لأنه لا يمكن تفسيرها على أساس شعورى فقط.
وبالرغم من أن مدرسة التحليل النفسى بدأت في ميدان الطب وعلاج المصابين بأمراض نفسية، إلا أنها تطورت إلى مدرسة عامة لبحث الكثير من نواحى علم النفس للأسوياء وتفسير سلوكهم.