3. مصطلحات التدريس في التربية الرياضية
طريقة التدريس: تُعد عنصر من أهم عناصر المنهج في تحقيق أهدافه. وكانت هناك نظرة تقليدية إلى طريقة التدريس بأنها تلقين الدروس من قبل المعلم على المتعلمين. حيث يشير يوسف ويوسف (2005) إن طرائق التدريس التي كانت سائدة في القرن الثامن عشر والقرن التسع عشر تمثل عملية إلقاء أو محاضرة تقدم من قبل المعلم وعلى الطلاب الإصغاء والاستماع لها مستخدماً في ذلك الكلام والسبورة وأن المعلم يمثل العنصر الإيجابي في عملية التعليم أما الطالب فإنه لا يساهم مساهمة إيجابية في عملية التعلم والتعلم, (ص53). ومع التقدم والتطور في مجال التربية والتعليم وفي علم النفس والمجالات الأخرى توصلت الدراسات التربوية كما أشار الخليفة ( 2005م) أنه ليس هناك طريقة مثلى تصلح لتدريس كل الموضوعات ولجميع الطلاب في مختلف مراحل التعليم (ص145). لذلك تحول الجهد المبذول في طرائق التدريس الحديثة من المعلم إلى المتعلم ونشاطه في عملية التعلم. (ناصر النفيعي)
إن الطريقة ما هي إلا خطوات تعدها لتنفيذ و عمل شيء من الأشياء، فالمدرس له طريقته في شرح الدرس لتلاميذه، و لكل مهنة طريقة في انجاز عمله، و الطرق بصفة عامة إما أن تكون مرتجلة أو مرتبة منظمة، و الطريقة المنظمة تكون أكثر اقتصادا من المحاولة و الخطأ؛ لأنها توصل إلى النتائج في أقصر وقت و بأقل مجهود.
و تعرف الطريقة تربويا بأنها أيسر السبل للتعليم و التعلم، ففي أي منهج من مناهج الدراسة تصبح الطريقة جيدة متى أسفرت عن نجاح المعلم في عملية التدريس و تعلم التلاميذ بأيسر السبل و أكثرها اقتصادا. (92:1)
ويعرف مصطفى (2003م) طريقة التدريس بأنها : "الإجراءات التي يتبعها المعلم لمساعدة تلاميذه على تحقيق الأهداف التعليمية , وقد تكون الإجراءات مناقشات أو توجيه أسئلة أو إثارة مشكلة أو محاولة لاكتشاف أو غير ذلك من الإجراءات" ( ص86). (ناصر النفيعي)
أساليب التدريس :
يعرف الأسلوب بأنه سلوك المدرس في إخراج الدرس من اجل توصيل المعلومات إلى التلميذ بأبسط صورة و أقل جهد ممكن، و في السابق كان الناس يعتقدون أن الأسلوب "موهبة"، و أما الآن و بعد تطور نظريات التدريس فقد أصبح الأسلوب "موهبة و علما" لا بد من دراسته و معرفة أنواعه حتى يتمكن المدرس من التكيف مع المواقف التعليمية المختلفة.
و الأسلوب جزء من إستراتيجية المعلم في التدريس، و نلاحظ ذلك من اختلاف أساليب التدريس بين المعلمين، مما يدلنا على اختلاف إستراتيجياتهم. و الإستراتيجية هي جزء من شخصية المعلم يدافع عنها و يحميها لأنه يحمي وجوده، فالأساليب تختلف بين المدرسين بالرغم من اتفاقهم في أساسياتهم. و قد قسمها المختصون إلى الأنواع التالية : (113:1)
وبالتالي فالأسلوب التدريسي يرتبط بالمعلم, ويختلف من معلم لآخر وإن كانت الطريقة التدريسية المستخدمة واحدة. وهذا ما أشار إليه الخرب وعبدالفتاح (2003م) بأن أسلوب التدريس يرتبط بالخصائص الشخصية للمعلم وبكيفية تنفيذ طريقة التدريس. (ناصر النفيعي)
إستراتيجية التدريس :
تمثل الإستراتيجية في الوقت الحاضر من أحد أهم العناصر التي تعتمد عليها المنظمات في مواجهة التغيرات الحاصلة في البيئة الداخلية للمنظمة التعليمية وفي البيئة الخارجية المحيطة بها. من خلال استخدام العناصر المتاحة وإعداد الأنشطة اللازمة, وتسعى إلى تحقيق غايات وأهداف محددة. ويعتمد نجاحها على مدى الوعي والإدراك لدى الأفراد المعنيين بها بالأهداف العامة والخاصة (يوسف ويوسف, 2005, ص119 -120). فالإستراتجية التدريسية يمكن أن تتجاوز جدران الفصل الدراسي لتستخدم البيئة المدرسية بما فيها من مصادر تعلم وفناء مدرسي وجميع الإمكانات المادية في المدرسة. وقد يشترك في تنفيذها مع المعلم المدير وأمين المصادر التعلم وغيرهما من العاملين في المدرسة.
وتعرفها الحريري (2011م) بأنها : " مجموعه متجانسة من الخطوات المتتابعة التي يمكن أن يحولها المعلم إلى طرق ومهمات تدريسية تناسب طبيعة المعلم والمتعلم والمقرر الدراسي وظروف الموقف التعليمي والإمكانات المتاحة لتحقيق هدف أو أهداف محدده مسبقا" (ص295).
تتفق التعريفات السابقة بأن إستراتجية التدريس تتكون من الطرائق والوسائل التدريسية والأساليب والأنشطة التعليمية لتحقيق أهداف قصيرة وبعيدة المدى مثل اكتساب اتجاهات أو تنمية مهارات أو تعزيز قيم ...إلخ, وهذا ما ذكرته الفتلاوي (2006م) في تعريفها لإستراتيجية التدريس بأنها : " مجموعة الإجراءات من أهداف وطرائق ووسائل وأساليب تدريسية وتقويمية وخطوات وأنشطة يخطط لها القائم بالتدريس مسبقاً لتحقيق الأهداف المرجوة بأقصى فاعلية من خلال تحركات يقوم بها كل من المعلم والمتعلم." لذلك يستخدم بعضهم مصطلح إستراتيجيّة التدريس بشكل مرادف لمصطلح إجراءات التدريس, لأن إستراتيجية التدريس هي مجموعة الإجراءات والطرائق والأساليب التي يستخدمها المعلّم لتحقيق أهداف التعليم والتعلم . (ناصر النفيعي)
الفرق بين المصطلحات المرتبطة بالتدريس :
يتضح مما سبق أن الإستراتيجية ليست هي الطريقة ولا الأسلوب, فالإستراتيجية أشمل من الطريقة والطريقة أعم من الأسلوب, "فطريقة التدريس هي جزء من الإستراتجية وقد تقوم الإستراتجية علي أكثر من طريقة تدريس كالمحاضرة والمناقشة وتوجيه الأسئلة وإجراء التجارب العلمية .......الخ, فالإستراتجية تعتبر المخطط المنظومي الذي يشتمل علي أكثر من طريقه عبر التحركات التي يسعي المعلم فيها لتحقيق هدف معين" (الحريري,2011م,ص298). فإذا كانت الطريقة مجموعة الخطوات المتبعة لتحقيق أهداف الدرس فإن الإستراتيجية مجموعة طرائق التدريس والأساليب واستخدام الإمكانات المتاحة في البيئة المدرسية وربما مشاركة العاملين فيها لتحقيق أهداف قصيرة وبعيدة المدى.
والفرق بين الطريقة عن الأسلوب فالمعلم يستخدم طريقة ما بأسلوب معين. فقد يستخدم معلم طريقة المناقشة في تدريس درس عن تصنيف الحيوانات, ويعتمد في إدارة النقاش على تقسيمهم إلى مجموعات تعاونية, ويوجه الأسئلة ويستمع لإجابات المجموعات ويشير إلى مواضع الاتفاق والاختلاف, بينما يستخدم معلم آخر طريقة المناقشة بأسلوب آخر كالاعتماد على مجموعة من الصور للحيوانات ومناقشتهم في ضوئها. ويستخدم معلم ثالث طريقة المناقشة بالاعتماد على الحيوانات التي في بيئة الطالب المحلية ومناقشتهم في تصنيفها. ويلاحظ هنا أنه على الرغم من استخدامهم للطريقة نفسها إلا أن أسلوب الاستخدام كان مختلفاً.
و مما يؤكد ما ذكره الخرب و عبدالفتاح ( 2003م) أن " أن أسلوب التدريس يختلف من معلم لآخر رغم أن طريقة التدريس قد تكون واحدة وهكذا نجد أن أسلوب التدريس يرتبط بالخصائص الشخصية للمعلم وبكيفية تنفيذ طريقة التدريس ". (ناصر النفيعي)