2. مفهوم علم الصرف
2.3. الصرف/ لتصريف بين القدماء والمحدثين:
إنّ المتأمّل في كتب القدماء والمحدثين يجد انّهم قد استعملوا مصطلحين هما: "التصريف" و"الصرف" معا، غير أنّ "التصريف" كان أكثر استعمالا من "الصرف" عند القدماء منه عند المحدثين، كونه يتلاءم مع مسائل التدريب والتمرين التي كانوا ينعتونه بها، ولعلّ كتاب "التصريف" للمازني، و"التكملة في التصريف" للفارسي، و"المنصف في التصريف"للمازني و"إيجاز التعريف في التصريف" لابن مالك أبين دليل.
أمّا المحدثون، فقد استعملوا مصطلح "الصرف" أكثر، ومن أهم العناوين التي برز ت في كتبهم: "شذا العرف في فن الصرف" لأحمد الحملاوي، و"التطبيق الصرفي" لعبده الراجحي، و"الصرف الوافي"لهادي نهر وغيرهم.
للصرف عند القدماء معنيان، معنى علمي يتعلّق بالجانب النظري، وهو مجموعة من القواعد العامة التي تعرف بها أحوال أبنية الكلمة التي ليست بإعراب ولا بناء.
ومعنى عملي يشمل الجانب التطبيقي: وهو تحويل الأصل الواحد إلى أمثلة مختلفة لمعانٍ مقصودة لا تحصل إلا بها، كاسم الفاعل واسم المفعول واسم التفضيل والتثنية والجمع وما إلى ذلك.
أمّا "الصرف" عند المحدثين هو العلم الذي يبحث في الوحدات الصرفية وأهم أمثلتها الكلمات ذات المعاني الصرفية كالسوابق واللواحق وهو عندهم يُعنى بأجناس هذه الصيغ كاللإراد والجمع والتثية والتذكير والتأنيث أو أنزاعها بحسب وظائفها كالاسمية والفعلية والحرفية.